تصاعد القصف على دمشق.. و«الحر» يقصف وزارة الإعلام ويسيطر على كتيبتين للدفاع الجوي

راجمات صواريخ تدك مناطق ريف دمشق والقصف الجوي على داريا يسفر عن مجزرة

طائرات عمودية للنظام السوري رابضة في قاعدة تفتناز في ادلب شمال سوريا (رويترز)
TT

أعلنت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أمس أن قوات النظام السوري قتلت ما يزيد على 80 شخصا معظمهم في ريف دمشق وحلب والحسكة، فيما أعلن الناشط في ريف دمشق أبو إياد الدوماني أن «قوات النظام صبت جام غضبها على ريف دمشق الذي اقترب من التحرر والخروج عن سيطرتها بشكل كامل».

وأكد أبو إياد لـ«الشرق الأوسط» أن «كتائب (الرئيس السوري بشار) الأسد، ارتكبت مجزرة في داريا بريف دمشق جراء القصف الجوي على المدينة، ذهب ضحيتها عشرة شهداء بينهم رضيع وامرأتان». وأشار إلى أن «راجمات الصواريخ دكت الغوطة الغربية وداريا ومعضمية الشام، وأصاب أحد هذه الصواريخ مسجد الإيمان في المعضمية». وقال: «تم العثور على ثلاث جثث في المعضمية مجهولة الهوية، وملقاة في مكب للقمامة بعد أن تم إعدامهم ميدانيا، وبدت على هذه الجثث آثار التعذيب».. فيما قالت وكالة رويتز للأنباء إن «قوات الحرس الجمهوري السورية، مدعومة بالدبابات، خاضت معارك لطرد مقاتلي المعارضة من معقل لها في إحدى ضواحي دمشق (داريا)، في أعنف قتال تشهده العاصمة منذ شهور».

إلى ذلك، أعلنت شبكة شام الإخبارية أن «لواء الإسلام وكتائب جند الله (التابعين للجيش الحر) سيطرا على كتيبة الدفاع الجوي (الفوج 246) قرب حي الحجر الأسود في ريف دمشق بعد معركة استمرت أربعة أيام استعملت فيها مختلف أنواع الأسلحة». وأظهرت لقطات مصورة الثوار وهم يتجولون في الموقع وسط مدافع مضادة للطائرات مدمرة، وأكد بيان للواء الإسلام أن «المعركة أسفرت عن مقتل جميع الضباط والجنود العاملين في الفوج من الذين قرروا المواجهة، وانتهت بسيطرة تامة على الفوج وعلى جميع آلياته ومعداته العسكرية». وأشارت الشبكة أيضا إلى أن «الجيش الحر اقتحم كتيبة الشيخ سليمان للدفاع الجوي بريف حلب الغربي، حيث تستمر الاشتباكات العنيفة دائرة داخل الكتيبة، مع سماع دوي انفجارات في المنطقة».

وأفاد ناشطون بأن «الجيش السوري الحر اقتحم (أمس) كتيبة الشيخ سليمان للدفاع الجوي بريف حلب الغربي، وذلك بعد ساعات من سيطرته على كتيبة للدفاع الجوي في دمشق وعلى مقرين لقوات النظام في الغوطة الشرقية، في حين يتواصل القصف والاشتباكات بأنحاء متفرقة من البلاد».

وقال الناشط في تنسيقية حلب رماح الزعبي لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش الحر خاض مواجهة شرسة مع قوات النظام، وتمكن من صد هجوم لجيش النظام على أحياء صلاح الدين وسليمان الحلبي والصاخور، وعطل محاولة إمداد للقوات المتمركزة في بعض أحياء المدينة». وأكد أن مناطق ريف حلب «عاشت يوما عنيفا من القصف الجوي والبري الذي بدأ من ساعات الصباح الأولى واستمر حتى المساء»، لافتا إلى أن «القصف المدفعي طاول بلدة السفيرة في ريف حلب، واستهدف المشفى الوحيد الموجود في المدينة الذي تم تعطيله وبات غير صالح لمعالجة المصابين، كما دمر بعض المنازل المجاورة له»، مشيرا إلى أن «بلدة عفرين كانت عرضة للقصف المدفعي والجوي من القوات النظامية».

بدوره أوضح عضو «ألوية صقور الشام» في جبل الزاوية في محافظة إدلب أبو زاكي أن «الوجود العسكري لقوات النظام السوري في المنطقة لا يتجاوز 20 في المائة، بعد أن سيطر الجيش السوري الحر على معظم المناطق في إدلب وريفها». وأوضح أبو زاكي لموقع «لبنان الآن» الإخباري اللبناني، أن «جيش النظام لا يستطيع اقتحام المناطق المحررة برا، لذلك يقوم بقصفها جوا في معظم الأوقات، أو تدور بينه وبين عناصر الجيش الحر اشتباكات مستمرة على أطراف هذه المناطق وعند الحواجز العسكرية»، مشيرا إلى أن «معرة النعمان أكبر مثال على ذلك». وردا على سؤال، أجاب: «لا يصلنا سلاح من الخارج، وكل ما نملكه هو غنائم أو أسلحة قمنا بشرائها من بعض المرتزقة بائعي السلاح». وتحدث ناشطون عن «هجمات نفذها مقاتلو الجيش الحر على معرة النعمان وحاجز السماد بمحافظة إدلب، وكذلك في جبل التركمان بريف اللاذقية، وحاجز عيصون ومستودعات الأسلحة في بلدة مهين بريف حمص، وحاجز الشؤون بحي العليليات في حماه، ومفرق السد بالحسكة، ومدن الصنمين وبصرى الشام وتل شهاب بدرعا». كما بثت شبكة «شام» صورا لاستهداف الجيش الحر كتيبة المدفعية في مدينة الميادين ومعارك أخرى بأحياء الجبيلة والموظفين والرشدية في دير الزور.

في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «قذيفتي (هاون) سقطتا صباحا (أمس) على مبنى وزارة الإعلام السورية في غرب دمشق، اقتصرت أضرارهما على الماديات». وقالت الوكالة في بيان لها: «إن إرهابيين استهدفوا صباح اليوم (أمس) بقذيفتي (هاون) مبنى (دار البعث للصحافة والنشر) على أوتوستراد المزة في دمشق، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية في المكان من دون وقوع ضحايا أو إصابات بين المواطنين». وتحدثت الوكالة عن مقتل 10 أشخاص من عائلة واحدة (أمس) الثلاثاء في جنوب مدينة حلب على أيدي مقاتلين معارضين، وقالت: «إن مجموعة إرهابية ترتكب مجزرة بحق عائلتي عبد الرحمن جليلاتي وشقيقه عبد المجيد بإطلاق النار على أسرتيهما المكونتين من عشرة أفراد في حي المرجة في حلب».