المعارضة السورية تهاجم آخر المعابر البرية مع تركيا

مصادر «الحر» لـ «الشرق الأوسط»: معبر «كسب» شارف على التحرير

TT

أكدت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر أن المعبر الأخير على الحدود السورية - التركية الواقع في منطقة كسب «شارف التحرير»، مشيرة إلى «اشتباكات عنيفة» بين الجيشين النظامي والحر «تدور بمحيطه، في محاولة لتحريره من سيطرة جيش النظام».

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن القوات النظامية بمحيط هذا المعبر «تعرضت (أمس) لهجوم واسع من الجيش السوري الحر في محاولة للسيطرة عليه»، لافتة إلى أن هذه النقطة الحدودية «تعد الأخيرة التي تسيطر عليها القوات النظامية على الحدود التركية - السورية».

في هذا الوقت، أفاد ناشطون بقصف جوي عنيف تعرضت له المنطقة منذ بدء الهجوم على محيط هذا المعبر بالطيران المروحي، الذي رمى بالبراميل المتفجرة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة دارت في محيط معبر كسب الحدودي مع تركيا إثر محاولة مقاتلين من الكتائب السيطرة عليه»، فيما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قصفا عنيفا تعرضت له قرى مصيف سلمى (القريبة) من قبل آليات جيش النظام المتمركزة في مرصد انباتة، بينما أدت الاشتباكات التي وقعت أمس في محيط المعبر إلى مقتل شخصين على الأقل وجرح آخرين، بحسب لجان التنسيق المحلية.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش النظامي يعزز وجوده في معبر كسب منذ سقوط معبر باب الهوى، كونه «يعد من أهم المعابر البديلة والمفتوح على حركة العبور من وإلى تركيا»، مشيرة إلى أن السيطرة على هذا المعبر «تعزز سيطرة الجيش الحر على كامل المنطقة الريفية الواقعة بين محافظتي إدلب واللاذقية».

وتأتي أهمية هذا المعبر من كونه كان مفتوحا أمام المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى محافظتي إدلب واللاذقية بعيد انطلاق الثورة السورية. وبعدما سيطرت المعارضة على المعابر الحدودية مع تركيا الواقعة ضمن نطاق محافظتي حلب وإدلب، حولت دمشق الحركة التجارية مع تركيا من معبر باب الهوى إلى معبر كسب.

وتعرض هذا المعبر الذي يعتبر قريبا من منطقة جبل الزاوية، لهجوم المعارضين أول مرة في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، في محاولة للسيطرة عليه. وقد عزز الجيش النظامي وجوده على المعبر، وحشد قواتا إضافية لصد أي هجوم يتعرض له، كونه يقع في منطقة قريبة من مواقع وجود الجيش الحر في ريف إدلب وريف اللاذقية.

ويعد معبر «كسب» الحدودي الذي يقع لجهة المنطقة الساحلية ضمن نطاق محافظة اللاذقية، آخر المعابر البرية إلى تركيا التي يسيطر عليها الجيش النظامي، بعدما أعلنت المعارضة السورية أخيرا تحرير معبر رأس العين الذي يقع في منطقة الحسكة، بينما يسيطر الأكراد على معبر آخر في القامشلي، لم تتمكن المعارضة من السيطرة عليه؛ وهو مقفل أمام حركة العبور.

وتشهد منطقة ريف اللاذقية اشتباكات على أكثر من محور منذ أربعة أشهر، وتتعرض بعض المناطق الريفية فيها لقصف القوات النظامية. وتفقد القوات النظامية السورية السيطرة على معظم المنطقة الشمالية، وقال عضو «ألوية صقور الشام» في جبل الزاوية في محافظة إدلب أبو زاكي، لموقع «لبنان الآن» إن «الوجود العسكري لقوات النظام السوري في المنطقة لا يتجاوز 20 في المائة، حيث سيطر الجيش السوري الحر على معظم المناطق في إدلب وريفها»، موضحا أن «جيش النظام لا يستطيع اقتحام المناطق المحررة برا، لذلك يقوم بقصفها جوا في معظم الأوقات، أو تدور بينه وبين عناصر (الحر) اشتباكات مستمرة على أطراف هذه المناطق وعند الحواجز العسكرية».