«القواعد العسكرية».. معركة السيطرة على المفاصل في سوريا

المعارضة تسعى للتأمين والغنائم.. والنظام يتشبث بالأمل في البقاء

TT

تركزت ضربات المعارضة السورية المسلحة طوال الأسبوع الماضي على استهداف القواعد العسكرية للنظام في أكثر من بقعة بامتداد الأراضي السورية، وبينما تنوعت أهداف الثوار ما بين السيطرة على تلك القواعد أو اغتنام السلاح إلى مجرد تدمير القوى الضاربة للنظام وإنهاك الجيش السوري، يتشبث نظام الرئيس بشار الأسد بالأمل.. مما يجعل خارطة السيطرة قابلة للتغير يوما بعد يوم.

وشن مقاتلو المعارضة هجمات مكثفة خلال الأيام الماضية، ولعل أبرزها على الجبهة الشمالية الشرقية كان السيطرة على «الفوج 46 - قوات خاصة» (الاستراتيجي) بمنطقة الأتارب في ريف حلب وأسر قائده، بعد معارك عنيفة وحصار دام 55 يوما. واجتياح قاعدة «الفوج 111» للدفاع الجوي في ريف حلب أمس، والاستيلاء على عتاد منها. وكذلك السيطرة بشكل كامل على مطار الحمدان العسكري في البوكمال بريف دير الزور على الحدود مع العراق، وذلك إضافة إلى سيطرة «الجيش الحر» على مقر الأمن العسكري في المدينة، وتحرير مربع أمني كامل بها لاحقا، مع أنباء عن استمرار عمليات الكر والفر في محيط مقر المخابرات الجوية في حلب.

أما في منطقة الوسط، التي تشمل العاصمة، فقد أعلن بالأمس عن الاستيلاء على مقر لكتيبة عسكرية في الحجر الأسود، وهي الأقرب حتى الآن لقلب دمشق منذ بدء الأزمة. وذلك بعد أيام من الاستيلاء على «فوج النقل 274» بالغوطة الشرقية بريف دمشق، وإجراء استعراض عسكري فيه للمعارضة المسلحة، وكذلك «مقر قيادة لواء التأمين الإلكتروني في بلدة الحتيتة» بالمدينة ذاتها.

وأشارت الأنباء الواردة من دمشق ظهر أمس إلى تكثيف القوات النظامية لعملياتها، من أجل طرد الثوار من قلب العاصمة؛ التي يشهد عدد من أحيائها اشتباكات عنيفة منذ أسابيع تنم عن ضعف قبضة النظام على مدينته الرئيسية، والتي يتكثف حولها تواجد القواعد العسكرية الحصينة، وأبرزها قاعدة «جبل قاسيون» بمدفعيتها التي تدك الأحياء المتمردة منذ أسابيع، إلى جانب تمركز قوات الفرقة الرابعة التابعة للعميد ماهر الأسد - شقيق الرئيس السوري، المختفي عن الأنظار منذ حادث تفجير «خلية الأزمة» بمبنى الأمن القومي منتصف يوليو (تموز) الماضي، إضافة إلى قوات الحرس الجمهوري المتمركزة بالعاصمة، وما يثار عن تواجد «قوي» لعناصر من «قوات النخبة» التابعة للحرس الثوري الإيراني بالقرب من المقرات الرئاسية والحكومية الحساسة.

ورغم السيطرة الواضحة لكلا الطرفين على عدد من النقاط «شبه» الثابتة في خريطة النزاع السوري، إلا أن السيطرة على القواعد العسكرية توفر بعدا جديدا للقوة.. ويشير مراقبون إلى أن العمليات الأخيرة تعد تكثيفا لذلك النوع من الصراع الذي يعتمد على «النقاط الحصينة»، بدلا من السيطرة على مساحات أرضية صعبة التأمين، أو «المغامرة بمحاولات استعراضية؛ كاستهداف قصر الرئاسة أو المقار الحكومية».

ويقول أحد الخبراء العسكريين لـ«الشرق الأوسط» إن «الاستيلاء على إحدى القواعد، وبخاصة الكبرى منها، يوفر عددا من المزايا للمعارضة السورية. منها تأمين المناطق القريبة من تلك القاعدة بشكل أفضل لوجيستيا، كما أنه يعد فرصة للحصول على غنائم من الأسلحة؛ والتي قد تشمل مضادات الطيران القوية التي يفتقر إليها جزئيا الجيش الحر، وقد تشكل عاملا حاسما في النزاع»، ويضيف: «كما أن هناك عاملا هاما آخر يتلخص في خصم نقطة تفوق للنظام، وبخاصة في حال السيطرة على قاعدة للمدفعية أو للطيران».