عرمان لـ«الشرق الأوسط»: إذا كان «الربيع» السوداني أتى بالإنقاذ فكيف سيكون الجحيم!

قال من يريد أن يقنعنا بخلود نظام الإنقاذ عليه أن يقوم بزيارة مصر وليبيا وتونس

TT

شن الأمين العام للحركة الشعبية في السودان هجوما عنيفا على مؤتمر الحركة الإسلامية الذي اختتم أعماله في الخرطوم السبت الماضي واعتبره يعمق تبعية النظام الحاكم لتحالفات إقليمية ودولية، داعية شباب الحركة الإسلامية الذين يرغبون في التغيير، دفع ثمنه بالانضمام إلى جهود إسقاط نظام البشير، وسخر من تبني حكومة الإنقاذ في الخرطوم للربيع العربي في السودان وقال: «إذا كان الربيع السوداني أتى بنظام الإنقاذ فكيف إذن سيكون الجحيم».

وقال ياسر عرمان الأمين العام للحركة الشعبية التي تقاتل الحكومة في الخرطوم، لـ«الشرق الأوسط» إن مؤتمر الحركة الإسلامية السودانية عمق تبعية نظام الخرطوم للتحالفات الإقليمية والدولية للحركة الإسلامية العالمية باستباحة أرض السودان في مشاريع تهدد الأمن القومي للبلاد. وأضاف «هذا يجعل السودان في مواجهة دولية وإقليمية بدءا من جيرانه الأقربين في السعودية والخليج»، وقال «لقد رأى علي كرتي (وزير الخارجية السوداني) ذلك من شرفة الوزارة في الخرطوم المطلة على المجتمع الإقليمي والدولي»، وتابع «لقد حذر كرتي إخوته لكنهم يعيشون في عزلة واضطراب وتلاحقهم المحاكم الدولية والمضطر يركب الصعب»، وقال «المطلوب فك الارتباط بين مشاريع حركات الإسلام السياسي الدولية والمصالح الوطنية للشعب السوداني»، مشيرا إلى أن مؤتمر الإسلاميين لم يناقش أي قضية تهم الشعب السوداني. وقال: إن المتعاركين هم مجموعات مصالح يرى بعضهم أنه الأفضل في تثبيت أركان النظام وأن الطاقم الحاكم الحالي أصبح عبئا على مستقبل النظام، وأضاف «هم يقدمون أنفسهم كطوق نجاة للشمولية والفساد باسم الإصلاح وبعد أن استخدموا الإسلام يريدون أن يستخدموا قضية التغيير فهل يمكن لأي عاقل أن يراهن على هؤلاء؟».

وقال عرمان إن الحركة الإسلامية لا تستطيع أن تتداول السلطة سلميا في داخلها، وتساءل «كيف لها أن تقبل التداول السلمي للسلطة مع الآخرين؟»، معتبرا أن الحركة الإسلامية أصبحت أداة في يد الدولة وقال: إن من أراد التغيير من شباب الإسلاميين «عليه أن يدفع ثمنه ويفرز عيشته وعيشه من النظام الفاسد وينضم إلى شباب التغيير في موقف صريح لإسقاط النظام»، وقال «إن الذي يريد أن يقنعنا بخلود نظام الإنقاذ عليه أن يقوم بزيارة إلى الرؤساء التونسي المخلوع بن علي والمصري حسني مبارك وقبر معمر القذافي وأن يلتقي علي عبد الله صالح قبل أن يحدثنا عن استحالة التغيير»، وتابع «إذا كان الربيع يأتي بنظام مثل الإنقاذ فكيف سيكون شكل الجحيم؟».