الأمن السوري يعتقل المعارض والكاتب العلوي كامل عباس

حرمانه حقوقه المدنية والتضييق الأمني دفعاه للعمل في فرن ثم في مطعم

TT

أكد ناشطون سوريون أن دورية من جهاز أمن الدولة في محافظة اللاذقية، قامت ظهر السبت الماضي بمداهمة منزل الكاتب والمعارض وعضو لجنة إعلان دمشق كامل عباس واقتادته إلى جهة مجهولة.

ونقل الناشطون عن مقربين من عباس معلومات أولية تفيد بأن أسباب الاعتقال المباشرة تعود لكتاباته السياسية، وآخرها التي ناقش فيها رواية سمر يزبك التي تتحدث عن الثورة السورية. كما كتب عباس الكثير من المقالات انتقد فيها موقف طائفته (الطائفة العلوية) بالوقوف إلى جانب النظام، حيث قال في إحدى هذه المقالات: «كان المنتظر من أبناء الطائفة، وبخاصة الفئات المتعلمة والعاقلة، أن تعيد النظر في المعادلة التي كرسها الاستبداد، والنظر إلى المستقبل بدلالة المشترك الوطني الثابت، والعيش في ظل العدالة والمساواة والمواطنة في نظام ديمقراطي، بخاصة أن هدف الثورة السورية قيام نظام ديمقراطي ودولة مدنية تساوي بين كل المواطنين؛ بغض النظر عن الدين والمذهب والجنس، والنظر إلى جميع المواطنين بعين واحدة ومعاملتهم بمقياس واحد، حافظة حقوق العلويين أشاركوا في الثورة أو لم يشاركوا».

وفي مقال آخر قال مستنكرا: «حقا إنه لشيء محير أن يشارك أبناء تلك القرى بقوة في صنع استقلال سوريا الأول ودحر احتلالها الخارجي، وحين تحين لحظة الاستقلال الثاني من أجل دحر الاحتلال الداخلي، المتمثل بالاستبداد، والذي بينت الأحداث أنه أخطر وأسوأ من الاحتلال الخارجي، نجدهم يتقاعسون عن مشاركة أبناء الشعب السوري آلامهم وآمالهم».

ويعد اعتقال كامل عباس، حسب ناشطين معارضين، حلقة من سلسلة اعتقالات طويلة طالت النخب والكتاب العلويين المحسوبين على المعارضة، بدءا من عبد العزيز الخير، الذي جرى اختطافه فور وصوله إلى مطار دمشق قادما من الصين، وصولا إلى عباس.

ويعتبر عباس من أبرز الشخصيات العلوية التي اعتقلها نظام الأسد لأكثر من اثني عشر عاما بتهمة الانتماء لرابطة العمل الشيوعي. هو من مواليد 1949 قرية بشراغي – جبلة – اللاذقية، ويحمل إجازة في العلوم الطبيعية ودبلوم تربية من جامعة دمشق. عمل مدرسا في بداية السبعينات قبل أن يقوم الأمن السوري بمطاردته واعتقاله بتهمة الانتماء لرابطة العمل الشيوعي. دخل إلى السجن عام 1981 وأطلق سراحه عام 1995. وتزوج بعد خروجه من السجن ورزق طفلتين. تم حرمانه من حقوقه المدنية، كما قام النظام السوري بمنعه من العمل في أي قطاع من قطاعات الدولة.

وبسبب قيام المخابرات السورية بمتابعته ورصد حركته لمنعه من الوصول لأي مورد رزق ثابت ودائم، اضطر للعمل حارسا وعاملا في فرن ومساعدا في مطعم برواتب هزيلة من أجل تصريف أمور أسرته. أصدر كتابين، الأول بعنوان «حزب العمل الشيوعي والمستقبل»، والثاني «الدرك الأوسط من النار - أضواء على تجربة المعارضة اليسارية في السجون السورية».

ومع اندلاع الثورة السورية، اتخذ كامل عباس موقفا واضحا ضد النظام الحاكم، وكتب الكثير من المقالات في الصحف العربية.. ويتخوف أصدقاء عباس من اعتقاله بسبب إصابته بأمراض عدة.