السلطة تؤكد أن قطاع غزة محتل مثل الضفة الغربية والقدس

مواجهات عنيفة.. والأمن الفلسطيني يمنع الجيش الإسرائيلي من دخول طولكرم

عائلات فلسطينية أثناء نقلها أمس إثر القصف الإسرائيلي لمنازلها في غزة (أ.ف.ب)
TT

واصلت الضفة الغربية مظاهرات الاحتجاج على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، وسجلت أعنف المواجهات منذ بدء الهجوم قبل أسبوع، وسط تشييع جثماني شابين سقطا برصاص الاحتلال في رام الله والخليل.

وتفجرت مواجهات أمس، بين المتظاهرين والجيش الإسرائيلي في مدينة الخليل وقرب قرية بيت أمر التابعة لها، وفي قرية النبي صالح في منطقة رام الله، وبالقرب من حاجز حوارة إلى الجنوب من نابلس، وفي جنين شمالا.

وسجلت أعنف المواجهات في الخليل، حيث شيع الأهالي جثمان: «حمدي الفلاح» (22 عاما) الذي قضى جراء إصابته برصاص الجنود الإسرائيليين من مسافة قصيرة، خلال مواجهات منطقة بير الحجيرة شمال الخليل، أول من أمس، وفي قرية النبي صالح أيضا، غربي رام الله، بعد تشييع «رشدي التميمي» وهو أحد عناصر الشرطة الفلسطينية، والذي قضى هو الآخر متأثرا بجروح أصيب بها يوم السبت المنصرم.

ورشق المتظاهرون الجيش الإسرائيلي بالحجارة والزجاجات، ورد الجيش بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز، فأصيب بعض الفلسطينيين واعتقل آخرون.

ولم تقتصر المواجهات على الخليل ورام الله، بل تفجرت عنيفة في شمال جنين، على حاجز الجلمة الاحتلالي، وعلى حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس.

ومنذ بدأ الهجوم الإسرائيلي على غزة، يسود الضفة الغربية توتر شديد، خصوصا عند الحواجز الإسرائيلية على مداخل المدن.

وبرغم نشر قوات الأمن الفلسطينية المئات من جنودها عند هذه الحواجز، أو قريبا منها، لمنع الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي، فإن المظاهرات استمرت بقوة.

ويضطر عناصر الأمن الفلسطيني الذين يشكلون، سواتر بشرية على مدار الساعة، إلى الانسحاب عادة أمام عشرات الشبان الذين يرشقون الجيش بالحجارة، وثمة تعليمات لدى الأجهزة الأمنية بعدم التعرض للمتظاهرين، خشية تدهور الموقف.

وأمس، منع الأمن الفلسطيني، الجيش الإسرائيلي من دخول طولكرم لاعتقال متظاهرين، في أول حادثة من نوعها. وقال مصدر أمني، إن قوات الاحتلال طلبت الدخول إلى طولكرم في وقت يتزامن مع توجه الطلبة إلى مدارسهم، وهو الأمر الذي دفعنا إلى رفض هذا الطلب. وانتشر الأمن الفلسطيني على مدخل طولكرم، ما اضطر الجنود الإسرائيليين للتراجع.

وعادة يوجد تنسيق أمني بين الطرفين حول دخول المدن الفلسطينية، لكن الغضبة الشعبية الكبيرة في الضفة حالت دون ذلك هذه المرة.

وبينما يواصل الفلسطينيون في الضفة الغربية، التعبير عن رفضهم للهجوم بطريقتهم الخاصة (الاشتباك مع الجيش)، تواصل القيادة الفلسطينية الاتصالات مع مستويات مختلفة، طالبة الضغط على إسرائيل لوقف العدوان.

وقال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أمس، إن المجتمع الدولي مطالب «ببذل كافة الجهود لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وحماية شعبنا الأعزل بأسرع وقت ممكن». وأكد عباس «ضرورة التوصل إلى تهدئة شاملة ودائمة في قطاع غزة، تحمي المدنيين الأبرياء من العدوان الإسرائيلي المتواصل، وتمنع حدوث كارثة إنسانية في القطاع».

وقال أيضا، إنه أجرى اتصالاته مع الأطراف العربية والدولية «لمنع تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، والوصول إلى التهدئة التي يدعمها المجتمع الدولي لوقف شلال الدم في القطاع».

وعلى مدار الأيام الماضية، تركزت جهود السلطة على الضغط على دول العالم لتضغط بدورها على إسرائيل، بينما دارت الجهود الحقيقية لتحقيق تهدئة في غزة، بعيدا عنها في القاهرة بمشاركة حماس ودول عربية وغربية.

وقال صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس: «إن قطاع غزة تماما كالضفة الغربية والقدس الشرقية هي مناطق محتلة، وإن سلطة الاحتلال (إسرائيل) تتحمل المسؤولية الكاملة عن نتائج وتبعيات عدوانها، فسلطة الاحتلال تُحاصر، وتقصف بالطائرات والمدافع شعبا أعزل تحت احتلالها».

وجاء حديث عريقات، في سياق تخشى معه السلطة من أن يعزز اتفاق بين حماس وإسرائيل برعاية دولية، عزل قطاع غزة عن الضفة، وإلحاقه ضمنا بمصر، عبر تحلل إسرائيل من المسؤولية عنه، وفتح حدوده مع مصر وليس مع الضفة كما يجب أن يكون.