مسؤول مصري: صواريخ حماس مجرد قذائف بدائية

قال إنه ليس هناك مجال للمقارنة بين مستوى القوة التي يستخدمها الجانبان

TT

في الوقت الذي تحاول فيه مصر تقديم نفسها على أنها وسيط نزيه لإجراء محادثات بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية حول الصراع الدائر الآن في قطاع غزة، سعت الحكومة المصرية الجديدة للتدخل في معركة الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية - وهي الساحة التي يهيمن عليها الإسرائيليون تاريخيا، نظرا لكونهم أكثر خبرة في عالم العلاقات العامة.

وفي إطار محاولات مصر الحثيثة لكسب المزيد من الدعم الشعبي العالمي لصالح الفلسطينيين، قام مستشارو الرئيس المصري محمد مرسي، وهو قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين والذي لطالما كان يعلن عن دعمه الصريح لحركة حماس، بدعوة المراسلين الأجانب إلى القاهرة لشرح خلفية العملية التي تشنها إسرائيل على غزة، والتي سعى فيها مسؤول مصري رفيع المستوى لإلقاء اللوم على إسرائيل في الصراع، بينما أكد في الوقت عينه أن مصر تلعب دور الوسيط بالضغط على الجانبين من أجل تحقيق السلام. قال المسؤول المصري مرارا وتكرارا: «نحن ضد أي إراقة للدماء»، مشددا على أن مصر تسعى للاستقرار والحرية الفردية للجميع في المنطقة.

أكد نفس المسؤول المصري، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لتجنب الإخلال بالمحادثات التي تجري مع الإسرائيليين، أن الغرب، الذي يدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية المقبلة من غزة، يلقي باللائمة على الضحية بشكل أساسي.

يقول المسؤول: «من الغريب للغاية أن يتحدث الناس عن الحق في الدفاع عن النفس»، مضيفا: «الحق في الدفاع عن النفس لمن؟ للشعب المحتل؟ للشعب المحاصر؟ للشعب الجريح؟ لا، ولكن الحق في الدفاع عن النفس للدولة الأقوى في المنطقة وللقوات التي تحتل غزة وفلسطين. هذا هو ما يتحدث عنه البعض في المجتمع الدولي الآن».

عقد هذا المسؤول مقارنة ضمنية بين قادة حماس وجورج واشنطن أو شارل ديغول: وهم الأشخاص الذين يوصفون بالأبطال لمقاومتهم الاحتلال الأجنبي بقوة السلاح.

قال المسؤول المصري: «والآن، هناك احتلال مستمر منذ عقود، لذا يحاول هؤلاء الأشخاص الذين يعانون الاحتلال المقاومة وكسب بعض الحقوق. ولكننا نقول لا، إنهم لا يمتلكون أي حقوق، ينبغي عليهم أن يظلوا هادئين ويتعرضون للقتل والاحتلال والحصار ويكون حق الدفاع عن النفس من حق المحتل».

وصف المسؤول المصري هذا الأمر بأنه «إشارة قوية على ازدواجية المعايير التي لن نسمح بها».

شدد المسؤول المصري على أنه «ليس هناك مجال للمقارنة» بين مستوى القوة التي يستخدمها كلا الطرفين، مؤكدا أن وسائل الإعلام الغربية قد أخطأت تبني استخدام كلمة «صواريخ، وهي الكلمة التي تستخدمها إسرائيل لوصف قذائف حماس التي كان من الأفضل وصفها بـ«القذائف» البدائية.

قام المسؤول المصري بعقد مقارنة بين عملية الاغتيال التي قامت بها إسرائيل للمسؤول العسكري البارز في حركة حماس أحمد الجعبري، الذي تؤكد حماس أنها كانت السبب الرئيسي في إطلاق شرارة هذا الصراع، وبين فرضية اغتيال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، متسائلا: «كيف كان سيبدو رد الفعل الإسرائيلي حينها؟ لذا، هل تتفهمون الآن ردة الفعل على الجانب الآخر».

ردد المسؤول المصري أحد التصريحات التي أطلقها الرئيس مرسي؛ حيث قال إن اغتيال إسرائيل للجعبري قد خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية مصرية ووافق عليها كلا الطرفين قبل يوم واحد من استهداف الجعبري.

أكد المسؤول المصري أن مرسي قد طلب مساعدة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالضغط على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار، بينما قام أوباما بدوره بتشجيع مرسي على العمل مع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، نظرا لأن مصر لديها اتصالات بالفعل مع كلا الطرفين. أشار المسؤول المصري أن إدارة مرسي أثنت على الجهود التي يقوم بها أوباما، ولكنه أردف قائلا: «نحن نختلف حول الجانب الذي يتحمل اللوم؛ حيث لا ينبغي إلقاء اللوم على الفلسطينيين في غزة، وإنما يجب توجيهه إلى الاحتلال».

وفي مؤشر على عدم خبرة الحكومة المصرية فيما يتعلق بحملات العلاقات العامة، سعى المسؤول المصري لتعزيز وجهة نظره من خلال توزيع مذكرة مطبوعة من على الإنترنت، والتي انتشرت على نطاق واسع من دون إشارة واضحة إلى مؤلفها. كان عنوان هذه المذكرة: «10 أشياء تحتاج إلى معرفتها عن غزة»، والتي احتوت على عناوين مثل «معسكر اعتقال» و«معركة غير نزيهة».

* خدمة «نيويورك تايمز»