النظام السوري يحيط دمشق براجمات الصواريخ

العاصمة تئن تحت الحواجز نهارا ويؤرقها القصف ليلا

سوري يتأهب لعبور الحدود إلى تركيا بجوار معبر رأس العين (رويترز)
TT

سمع سكان العاصمة دمشق خلال اليومين الأخيرين أصوات قصف صاروخي مختلفة عن الأيام السابقة، حيث تدوي أصوات عدة قذائف صاروخية في وقت واحد قبل أن تسقط على الأحياء الجنوبية. وقال ناشطون إن النظام بدأ في الأسبوع الأخير باستخدام راجمات صواريخ في القصف على داريا في ريف دمشق الجنوبي، وعلى أحياء الحجر الأسود والتضامن ونهر عيشة.

وبث فيديو يظهر في صور التقطت عن بعد راجمات صواريخ متمركزة على تلة في ريف دمشق وهي تقصف الصواريخ، وأكد الناشطون أن قوات النظام نصبت وسط العاصمة وفي محيطها الجنوبي راجمات الصواريخ، وقد تم رصد نحو سبعة عشر راجمة في أحياء المدينة ومحيطها.

وبحسب الناشطون فإن قوات النظام بدأت باستخدامها في قصف أحياء دمشقية وبلدات في الريف، وهي ستة نصبت في مطار المزة العسكري وراجمتان في شعبة البتروكيماويات بالقرب من المعضمية، وأخرى في الزاهرة الجديدة، وواحدة في شارع نسرين حيث تتركز الأغلبية العلوية في حي التضامن، وأخرى على أوتوستراد درعا الدولي (جنوب). إضافة إلى أربع راجمات على الأقل فوق جبل قاسيون، وراجمة بداخل فرع فلسطين، وأخرى في مسرح قلعة دمشق بجانب سوق الحميدية في الوسط التجاري للعاصمة.

ويأتي ذلك بعد أن زادت قوات النظام عدد الحواجز المنتشرة داخل دمشق لتصل إلى أكثر من 370 حاجزا في المدينة ومحيطها، مع نشر قناصة في أكثر من 90 نقطة. وأنشأ ناشطون مجموعة على موقع «فيس بوك» باسم «حواجز» لمراقبة الحواجز وسلوكيات الجنود؛ من حيث التفتيش والتدقيق بالهويات، ومواقع تمركز القناصة وحركة قوات الأمن والجيش التابعة للنظام في مدينة دمشق وريفها.. وذلك بغية توفير معلومات تساعد الناشطين والمطلوبين للأجهزة الأمنية في تفادي العبور من تلك الحواجز. كما تم وضع خريطة تفاعلية في الصفحة، كطريقة ثانية أكثر سرعة في رصد مواقع الحواجز الثابتة والطيارة.

وتوضح الخريطة أماكن تمركز الحواجز الثابتة باللون الأحمر والطيارة بالأصفر، وتلك التي تنصب يومي الخميس والجمعة بالأزرق، بالإضافة لمواقع القناصة والدبابات ومقرات الأمن ومواقع تجمعات الشبيحة. ويمكن للأعضاء في المجموعة المشاركة في تحديث الخريطة على مدار الساعة.

ويلاحظ أن عدد الحواجز يزاد إلى الضعف تقريبا يومي الخميس والجمعة، وفي المشهد العام للخريطة تكاد دمشق تختفي تحت الرموز المستخدمة للدلالة على الحواجز، والمفارقة أن هذا المشهد الافتراضي ينطبق على المشهد الواقعي للمدينة التي باتت تئن اختناقا من الحواجز التي تطبق على أنفاسها ليل نهار.

ويقول الناشط أحمد الدمشقي: «دمشق نهارا تخنقها الحواجز وليلا يؤرقها صوت القصف الصاروخي والمدفعي العنيف، مع مواصلة قوات النظام قصفها العنيف للأحياء الجنوبية من العاصمة دمشق ومدينة داريا بريفها، التي يفرض عليها حصار خانق منذ أسبوعين تمهيدا لاقتحامها مجددا».

وبخلاف أصوات القصف - التي اعتاد عليها سكان العاصمة - يشير الدمشقي إلى أن «الهاجس الأكبر لدى السكان هو تفجير السيارات والعبوات الناسفة وسط العاصمة، والسقوط المفاجئ لقذائف هاون على الأحياء والمناطق الهادئة». ففي ساعة مبكرة من مساء أول من أمس سقطت قذيفة قريبا من حديقة المدفع في سوق الشعلان بحي أبو رمانة الراقي، «أصيب جراءها شخصان بجراح بالغة وتضررت عدة سيارات.. كما خلفت حالة من الهلع والذعر في المنطقة الوحيدة التي لا يزال فيها النشاط التجاري والحيوي مستمرا، حيث لا يمكن التوقع أبدا سقوط قذيفة هاون في تلك المنطقة الهادئة ضمن المربع الأمني، وحيث لا يوجد اشتباكات ولا جيش حر».

ويتابع الناشط: «مع أنها ليست المرة الأولى التي تسقط فيها قذائف مدفعية على الأحياء الهادئة - ففي وقت سابق سقطت واحدة في منطقة الجسر الأبيض على عيادة أسنان، كما اخترقت قذيفة منزلا في منطقة القصاع - إلا أنها تمثل لغزا للسكان.. حيث لا يتم تبنيها من أي جهة، كما أنها تسقط في مناطق خالية من الأهداف العسكرية». ويضيف: «حتى قذائف الهاون التي سقطت على حي مزة 86 وعلى وزارة الإعلام منذ يومين لم تكن مصوبة إلى أهداف واضحة»، مؤكدا على أن «المفاجأة التي تصاحب سقوط تلك القذائف تجعل السكان في حالة قلق دائم، وليس لديهم أي طريقة لتجنبها.. فهم لا يعرفون متى وأين تسقط.. وكذلك العبوات الناسفة التي تنفجر فجأة في مكان غير متوقع».