معلومات متضاربة عن الخطط العسكرية التي يعدها الجيش الحر لـ«معركة دمشق الفاصلة»

العميد عمرو يتحدث عن تشكيل 3 ألوية عسكرية.. ومقداد يكشف عن فتح 5 جبهات دفعة واحدة

TT

تضاربت المعلومات التي تتحدث عن الخطط العسكرية التي يعدها الجيش السوري الحر لما يسمى «معركة دمشق الفاصلة»، إذ أعلن معارضون سوريون أمس عن «تشكيل لواء عسكري نوعي في دمشق وريفها يضم نخبة من قوات الجيش الحر استعدادا لما وصفوه بالـ(معركة الفاصلة) لتحرير العاصمة السورية». ويعد هذا اللواء - بحسب المعارضين - الأول من نوعه بمنطقة دمشق وريفها، وهو يضم عدة كتائب مختارة، كما ينضوي تحته لواء مخابراتي مهمته كشف الاختراقات التي قد تقع في صفوف الجيش الحر، بتدبير من الحكومة السورية.

وتعليقا على هذا الإعلان، أوضح العميد السوري المنشق فايز عمرو أن «هناك عملا جادا لتشكيل ألوية عسكرية منتظمة تحت لواء قيادة موحدة تدير العمليات العسكرية على الأرض بشكل دقيق ومدروس»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن جادون في تشكيل ثلاثة ألوية عسكرية يختار ضباطها وعناصرها من أصحاب الكفاءة القتالية العالية، وطلبنا من المجلس الوطني والائتلاف المعارض أن يوفروا لنا الدعم اللازم».

وأكد العميد عمرو أن أحد هذه الأولوية سيكون في الجنوب (أي في دمشق وريفها) ويمتد عمله إلى درعا، والثاني في الوسط (أي في حمص وحماة وحلب)، والثالث في الشمال.. و«تكون هذه الألوية الحل الوحيد لإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن بعد سقوط نظام بشار الأسد، لأنه لا يمكن الرهان على المقاتلين المدنيين لفترة طويلة، لأن هذا الشخص المدني حمل البندقية رغما عنه من أجل أن يدافع عن نفسه، ويفترض أن يعود إلى حياته الطبيعية».

وشدد العميد عمرو على أن «معركة دمشق ستكون الحاسمة والفاصلة، لكنها ستكون محسوبة بدقة، لأننا لن نستهين بقوة النظام في العاصمة.. صحيح أن الجيش السوري بات فاقدا للثقة بالنفس وللمعنويات القتالية، لكن النظام لا يزال يحتفظ بأوراق قوة قد يفاجئنا بها في دمشق لأنها آخر معاقله». وأضاف: «قريبا جدا يبدأ تشكيل هذه الأجسام العسكرية، نحن نعرف أن النظام يحظى برعاية دولية، لكن لمجرد أن أعطيت كلمة السر الدولية برفع الغطاء عنه سيركب بشار الأسد طائرة ويفر هاربا من سوريا». ويأمل عمرو من الائتلاف الوطني المعارض أن «ينجح في تليين الموقف الدولي، أقله لجهة تزويد مقاتلي المعارضة بالسلاح القادر على مواجهة سلاح الجو السوري».

أما المسؤول في «اللجنة التنظيمية للجبهات القتالية الخمس» لؤي مقداد، فاعتبر أن «معركة دمشق أكبر من أن يتولاها لواء عسكري بمفرده أيا كان عدده وقدراته».. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نقاتل في دمشق ككتائب المجلس الثوري العسكري الموحد، أو في داريا وحرستا وبرزة والغوطة وغيرها».

وأكد مقداد أن «قيادة الجيش الحر بدأت بالإعداد والتنظيم والتحضير ووضع الخطط والأطر لفتح كل الجبهات بشكل متوازن وفي توقيت واحد في كل المدن تمهيدا لتحرير دمشق»، لافتا إلى أن «معركة دمشق تحتاج إلى تهيئة الخطط بين كل الجبهات، وقطع طرق الإمداد والتواصل لقوات النظام بكثير والعتاد، كما تحتاج بشكل أساسي إلى الانتهاء من معركة المطارات وقطع الجسر الجوي بين طهران ونظام الأسد.. كما نحتاج إلى تأمين قواعد إمداد لوجيستي بالأرياف وتوفير الكمية اللازمة من الأسلحة والذخائر، وخزان القوات بشكل تكون قادرة على خوض المعركة لأمد طويل».

وكشف مقداد عن «اجتماعات متواصلة تعقد بين قيادة الجيش الحر والكتائب العاملة على الأرض داخل سوريا وفي دول الجوار، والعمل على خلق آلية واضحة لمواجهة النظام، بحيث لم يعد مسموحا على سبيل المثال أن تقصف دمشق وتصمت حلب، أو أن تقصف حلب وتستريح حماه»، مشيرا إلى أن «المواجهة تحتاج فتح الجبهات الخمس دفعة واحدة في كل سوريا، ونأمل في الانتهاء من إعداد الخطط لتبدأ مرحلة التنفيذ التي يتوقع أن تكون لها نتائج مذهلة». لافتا إلى أن «دولا شقيقة تبنت هذه الخطة، ونأمل من كل الدول أن تحذو حذوها». وناشد مقداد «كل الدول المعنية بالأزمة في سوريا، أن تسلح الجيش الحر بالسلاح النوعي، ونتعهد بأن يسلم هذا السلاح إلى ضباط أصحاب خبرات كافية، كما نتعهد بأن لا يصل هذا السلاح إلى جماعات متطرفة، ومستعدون لإعادة هذا السلاح إليهم بعد تحرير سوريا».