استمرار القصف الجوي على البلدات السورية.. واشتباكات بحلب

الجيش النظامي يحبط هجوما على كتيبة دفاع جوي بريف حلب و«الجيش الحر» يتصدى لرتل عسكري في اللاذقية

TT

واصلت قوات الأمن السورية قصفها لعشرات المدن والقرى في محافظات سورية عدة، بشكل خاص في ريف دمشق وحلب واللاذقية وحمص ودير الزور، في حين وقعت اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر، تحديدا في مواقع حدودية في اللاذقية وفي محافظة حلب، حيث أحبطت القوات النظامية هجوما شنه مقاتلو «الجيش الحر» على كتيبة الدفاع الجوي في ريف حلب الغربي.

وأكد معارضون أن القصف لا يزال مستمرا ومتواصلا على مناطق عدة في ريف دمشق، وقال محمد، أحد الناشطين في الحراك الثوري في ريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط» إن «القصف طال أمس بلدات زملكا والمعضمية ودوما والنبك والزبداني، التي تعرضت لقصف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، فيما استمر القصف على بلدات الغوطة الشرقية». كما تجدد القصف بالدبابات والمدفعية الثقيلة على أحياء دمشق الجنوبية، حيث ينتشر «الجيش الحر» بكثافة.

وذكر ناشطو المعارضة أن «قوات النظام قصفت صباح أمس أطراف مدينة داريا، وبثوا شريط فيديو على موقع (يوتيوب) يظهر قيام راجمات صواريخ متمركزة على سفح جبل قاسيون بإطلاق الصواريخ على داريا».

وفي حلب، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «القوات النظامية السورية أحبطت هجوما شنه مقاتلون معارضون على كتيبة الدفاع الجوي في ريف حلب الغربي، كانوا يحاصرونه منذ أسابيع». وذكر أن «القوات النظامية سيطرت على كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان في محافظة حلب، بعد محاولة مقاتلين من كتائب عدة (معارضة) اقتحامها أول من أمس». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله إن «المقاتلين الذين كانوا يحاولون اقتحام الكتيبة تقدموا إلى تلة حيث انفجرت بهم الألغام التي كانت القوات النظامية زرعتها، بينما كان الطيران الحربي يقصفهم في الوقت عينه»، مشيرا إلى مقتل «25 مقاتلا معارضا في العملية التي استمرت حتى ما بعد منتصف ليل أمس، وتمكن المرصد من توثيق ستة منهم سحبهم المقاتلون المنسحبون معهم».

وفي سياق متصل، استهدف الطيران الحربي أمس أحد الأبنية في حي الشعار بمدينة حلب، ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح وتضرر المشفى الميداني في الحي، بالتزامن مع قصف عنيف لحي طريق الباب واشتباكات بين القوات النظامية و«الجيش الحر» في شارع النيل.

وفي ريف حلب، أكد ناشطون سيطرة «الجيش الحر» على معمل للحديد في كفرناها، بينما قصف الطيران الحربي محيط بلدة منبج بريف حلب، ما تسبب بمقتل خمسة مقاتلين. وأعلن فصيل مسلح من المعارضة السورية تشكيل كتيبة عسكرية جديدة تحت اسم «سيوف الشام» في مدينة أعزاز الواقعة قرب الحدود التركية، تضم في صفوفها 800 مسلح.

وفي اللاذقية، قالت شبكة «شام» الإخبارية إن «الجيش الحر» تصدى لرتل تعزيزات نظامية على طريق اللاذقية - كسب (شمال البلاد)، ونجح في تدمير آلياته العسكرية وقتل جنوده، فيما تحدث المرصد السوري عن «خسائر في صفوف القوات النظامية»، وعن «مقتل قائد سرية مقاتلة خلال الاشتباكات الدائرة في ريف اللاذقية».

وبينما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية باندلاع اشتباكات في قرية بيت فارس وقرب منطقة كسب المحاذية لحدود تركيا في ريف اللاذقية، وهي المنطقة الوحيدة التي ما زالت تحت سيطرة النظام على الحدود الشمالية، قال الناشط في اتحاد تنسيقيات الثورة السورية عمار الحسن لـ«الشرق الأوسط» إن «الاشتباكات مستمرة في المنطقة منذ يومين»، وذكر أن «مقاتلي الجيش الحر تمكنوا من نصب كمين للقوات النظامية قرب كسب، ما أدى إلى عطب ست آليات نظامية على الأقل»، موضحا أن «القوات النظامية تقوم برمي البراميل المتفجرة من المروحيات على المناطق التي تشهد اشتباكات مع الجيش الحر».

وأشار الحسن إلى أن «الجيش الحر يقوم بأعمال بطولية في المنطقة، حيث تمكن من نسف حاجز سد بلوران بالكامل»، لافتا إلى أن «سيارات الإسعاف جابت اللاذقية أمس ونقلت عشرات الشبيحة إلى مستشفيات المدينة للمعالجة».

وفي حمص، ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن القصف المدفعي تجدد على أحياء حمص القديمة، من حواجز قوات النظام في القلعة الأثرية، فيما شهد حي كرم الشامي إطلاق نار كثيفا. وبثت شبكة «شام» صورا لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدينة الرستن، فيما أفاد المرصد السوري بتعرض بلدة قلعة الحصن بريف حمص لقصف نظامي، وأدى قصف مماثل على قرية الزعفرانة إلى جرح العشرات. كما تجدد القصف على أحياء الشيخ ياسين والعرضي وبلدة الشحيل ومدينة الموحسن في دير الزور.

وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن أربعة ضباط سوريين - وهم عقيدان ومقدمان - لجأوا إلى تركيا بعد انشقاقهم عن الجيش السوري، حيث قامت السلطات التركية بتسجيلهم وإجراء المعاملات اللازمة، ونقلتهم تحت إجراءات أمنية مشددة إلى مخيم آبايدين المخصص للاجئين العسكريين.

في موازاة ذلك، استمر القصف الجوي على مدينة معرة النعمان بإدلب، وأفاد المرصد السوري باشتباكات في جنوب المدينة ومقتل ما لا يقل عن خمسة من القوات النظامية خلالها. وقال إن مقاتلين من «الجيش الحر» قتلوا جراء القصف الذي تعرضت له معرة النعمان. وكان القصف قد تجدد أمس على بلدات كفرومة وبنش والبارة في جبل الزاوية. كما تعرضت بلدات وقرى معرشورين ومعرشمشة والرفة وحارم وحيش بريف إدلب لقصف من القوات النظامية.

أما في درعا، فقد تعرضت بلدة الكرك لقصف عنيف بطائرات «الميغ» الحربية، التي حلقت في سماء القرى المحيطة، بالتزامن مع اقتحام بلدة مليحة وشن حملة دهم واعتقالات عشوائية.