اليمن: مقتل 10 عسكريين في تحطم طائرة فوق صنعاء أثناء عملية تدريب

مقتل قائد عسكري وإصابة آخر في كمين مسلح بمحافظة مأرب شرق البلاد

TT

لقي 10 من العسكريين اليمنيين في قوات سلاح الجو مصرعهم أمس، في تحطم طائرة عسكرية روسية الصنع فوق سماء العاصمة صنعاء، في وقت قتل فيه ضابط في الجيش وجرح آخر في هجوم استهدفهم بمحافظة مأرب (شرق البلاد).

وقال مصدر عسكري في قاعدة الديلمي الجوية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن الطائرة من طراز «أنتونوف 26» ورقمها 420 وكان يقودها الكابتن طيار علي صالح الخواجة، وسقطت بعد أقل من 40 دقيقة من إقلاعها من المطار العسكري المجاور لمطار صنعاء الدولي، وروى شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن الطائرة كانت تحترق في الجو قبل أن تسقط في حي الحصبة القريب من المطار.

وأكد المصدر العسكري أنهم تلقوا اتصالات من قائد الطائرة ومساعده يبلغهم بأن بعض أجزاء الطائرة تحترق، وأنه سوف يحاول الهبوط اضطراريا بها في أي منطقة خالية من السكان، لكن الطائرة سقطت فوق سوق الحصبة شبه المهجورة بسبب أحداث الحرب التي دارت عام 2011 بين القوات التابعة للرئيس علي عبد الله صالح والمسلحين التابعين للزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر، الذي تقع السوق التي سقطت فيها الطائرة جوار قصره المنيف بتلك المنطقة.

وأعلنت السلطات اليمنية فتح تحقيق حول سقوط الطائرة وتحطمها، خاصة بعد أن كان أمين العاصمة صنعاء أعلن أن خللا فنيا وراء سقوط الطائرة، وطالبت بعض الأوساط بتغيير «أساليب النظام السابق في إرجاع سقوط الطائرات إلى خلل فني فور سقوط أي طائرة»، وفي وقت لاحق قال أمين العاصمة عبد القادر هلال، إن السلطات فتحت تحقيقات لمعرفة الأسباب الكامنة وراء الحادث، في حين دعا وزير النقل اليمني الدكتور واعد باذيب إلى عدم إجراء تدريبات طيران في سماء المدن حرصا على سلامة سكانها.

في موضوع آخر، لقي قائد كتيبة الدبابات في «اللواء العسكري 312» مصرعه، وأصيب رئيس عمليات اللواء في كمين نصبه مسلحون لهم فجر أمس، وقالت مصادر محلية إن الكمين نصب للقائدين العسكريين في منطقة صرواح، وإن المنطقة تعرضت لقصف مواقع من وصفتهم بـ«المخربين»، وهذه تسمية كانت تطلق على جماعات مسلحة في اليمن (الشمالي) خلال عقدي السبعينات والثمانينات، وذكرت المصادر أن الطيران العسكري قام بتحليق منخفض على تلك المناطق، في حين لم ترد معلومات بشأن إصابة بعض مواقع تلك الجماعات المسلحة، التي تنشط في محافظة مأرب وتستهدف المصالح الحيوية الهامة.

وجاءت عملية استهداف القائدين العسكريين، بعد ساعات فقط على تفجير مجاميع مسلحة في صرواح بمأرب لأنبوب النفط في المنطقة، وهو الأنبوب الذي تتواصل عمليات استهدافه بصورة كبيرة، وقد كلف الخزينة العامة للدولة اليمنية عشرات الملايين من الدولارات جراء خسائر توقفه وتسرب النفط، وأيضا تكاليف إصلاحه والحماية الأمنية.

وكانت اللجنة العسكرية الخاصة بإعادة الأمن والاستقرار، عقدت اجتماعا، أمس، للوقوف أمام عدد من التطورات، وأهمها حادث سقوط الطائرة وتفجير أنبوب النفط في مأرب، وقال مصدر رسمي إن اللجنة «وقفت أمام المعلومات الأولية حول حادث الطائرة العسكرية (أنتونوف) التي سقطت صباح اليوم (أمس) في حي الحصبة أثناء قيامها بطلعة تدريبية، وأقرت مواصلة اللجنة التي أمر بتشكيلها وزير الدفاع للتحقيق وسرعة رفع النتائج إلى اللجنة العسكرية للمعرفة الدقيقة لأسباب الحادث»، وحسب المصدر فإن اللجنة ناقشت «الاختلالات الأمنية التي حدثت مؤخرا المستهدفة أنبوب النفط في محافظة مأرب، وقطع الطرقات وحجز ناقلات الغاز في طريق الحديدة - صنعاء والاعتداءات التي تعرض لها أحد المواقع العسكرية اليوم (أمس) في المنطقة العسكرية الوسطى»، ودعت اللجنة الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة إلى القيام بدور حاسم في منع هذه الاختلالات التي تستهدف معيشة وحياة المواطنين، وتسعى إلى تدمير الاقتصاد الوطني وضرب عجلة التنمية التي بدأت تسير في طريقها المنشود لاستعادة الأوضاع الطبيعية».

واعتبرت اللجنة العسكرية ما يجري من اختلالات أمنية في عدد من المحافظات والمناطق، «محاولات بائسة (من قبل البعض) في سعي عبثي لعرقلة سير عملية التسوية السياسية ونجاحها في اليمن».