عمرو موسى يعلن تدشين حزب «المؤتمر» رسميا في صعيد مصر.. والتنمية على رأس أولوياته

يحظى بتأييد قبائل في محافظات جنوبية ويتعرض لحملة من محسوبين على التيار الإسلامي

عمرو موسى (أ.ف.ب)
TT

في خطوة وصفها مراقبون بأنها تتجه لبناء قاعدة شعبية جديدة له في صعيد مصر للمنافسة بقوة في انتخابات الرئاسة المقبلة، وعلى غير عادة مرشحي الرئاسة السابقين الذي أسسوا أحزابا وتحالفات سياسية، اتجه المرشح الرئاسي السابق عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إلى جنوب البلاد وأعلن عن تدشين حزبه الجديد «المؤتمر»، وهو عبارة عن ائتلاف لـ9 أحزاب سياسية مدنية وليبرالية. وحل موسى خامسا في أول انتخابات رئاسية شهدتها البلاد بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، وتصدر المشهد السياسي عقب إعلانه مع القوى المدنية الانسحاب من الجمعية التأسيسية المنوط بها وضع دستور البلاد الجديد، ويهيمن عليها التيار الإسلامي.

وتحت شعار «مصر تستحق الأفضل»، أعلن موسى الانطلاق الرسمي لحزبه الجديد «المؤتمر» من محافظة قنا (صعيد مصر)، لكن حزبه بدأ يواجه حملات من مناوئين له خاصة من جانب عناصر محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى بعض الائتلافات الثورية، على اعتبار أن حزب موسى يضم شخصيات كانت على علاقة بالنظام السابق.

ويرى مراقبون أن اختيار موسى للصعيد في جنوب البلاد لتدشين حزبه الجديد يأتي للتأكيد على أحقية تلك المنطقة التي تضم أكثر من ست محافظات كبرى في التنمية.

وتعالت الأصوات في مصر مؤخرا بضرورة الاهتمام بصعيد مصر بعد الحادث الأليم الذي شهدته محافظة أسيوط (في الشمال من محافظة قنا) السبت الماضي والذي راح ضحيته 51 طفلا بالإضافة إلى إصابة 17 آخرين، إثر تصادم حافلة مدرسية بأحد القطارات. وتضم محافظة قنا العديد من العائلات التي تنتمي للحزب الوطني الحاكم سابقا، والذي كان يرأسه الرئيس السابق حسني مبارك. وسبق أن عقدت المحافظة مؤتمرا حاشدا لحزب «الحرية» الذي يضم قيادات وأعضاء الحزب الوطني الذي تم حله بعد ثورة 25 يناير.

وأصدر حزب «المؤتمر» بيانا صحافيا أمس، أعلن فيه عن تدشين الحزب رسميا من محافظة قنا ويضم 9 أحزاب سياسية ذات قواعد جماهيرية في الشارع المصري. وأشار البيان إلى أن الأحزاب التسعة أقرت الانضمام داخل الحزب وتشكيل تحالف سياسي قوي يحمل اسم المؤتمر، إيمانا ويقينا بأن مصر تمر بمرحلة راهنة تتطلب التكاتف وإنكار الذات وتفعيل توافق وطني يضم كل أطياف الوطن على اختلاف انتماءاتهم واتجاهاتهم.

وتابع البيان: «هذا الكيان يستهدف تحقيق ودعم التحول الديمقراطي للسياسة المصرية من حكم الفرد إلى حكم المؤسسات مما يتطلب وجود أحزاب قوية قادرة على إحداث توازن في السياسة المصرية، وتداول حقيقي للسلطة، وإتاحة الخيارات الوسطى التي تعبر عن غالبية المصريين، والحفاظ على الطابع المدني للدولة المصرية وحماية نسيج الوطن». وأضاف البيان أن «رؤية الحزب تتلخص في عدم الاعتماد على فصيل سياسي معين، والتكاتف والتصالح مع القوى السياسية للمصالحة الوطنية، واحترام الرأي والرأي الآخر، ورفض سياسة الإقصاء لأي فصيل سياسي». وردت صفحات محسوبة على تيارات إسلامية من بينها جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي بحملة ضد حزب المؤتمر. كما أصدر ائتلاف شباب ثوار الصعيد بيانا قالوا فيه إن «إقدام حزب المؤتمر على عقد مؤتمره التأسيسي في قنا، وإعلان انطلاقه من جنوب مصر يعد استهانة بشباب الثورة في الصعيد وهو أمر غير مقبول». وتابع البيان: «هذا الحزب قريب الصلة برجال مبارك ويضم بين قياداته رموزا من النظام السابق». يأتي هذا في وقت أعلنت فيه رموز للقبائل في محافظة قنا تأييدها لحزب المؤتمر ووقوفها ضد أي محاولات للعبث بفعاليات حفل التدشين، مؤكدين أن الحياة السياسية تتسع لجميع المصريين وعلى الراغبين في العمل السياسي تقبل الآخرين.

وقال أحمد عنتر المتحدث الإعلامي باسم حزب المؤتمر في قنا، إن «فعاليات مؤتمر الحزب العام سوف ينطلق من استاد قنا الرياضي (غدا) بحضور قيادات الأحزاب التسعة وبحضور عمرو موس ى»، مضيفا: «هدف الحزب خلق توازن في الحياة السياسية المصرية، وحماية مؤسسات الدولة الرئيسية لتكون مستقلة عن أي تيارات سياسية ووضعها في خدمة كافة المواطنين دون استثناء».