قتيلان في عملية انتحارية في الحي الدبلوماسي في كابل

طالبان تهدد بأعمال انتقامية إذا ما أعدم أي من ناشطيها

موقع التفجير الانتحاري في الحي الدبلوماسي بالعاصمة كابل أمس (إ.ب.أ)
TT

وقعت عملية انتحارية تبنتها حركة طالبان صباح أمس في الحي الدبلوماسي في كابل الخاضع لتدابير أمنية مشددة، أسفرت عن قتيلين، بحسب ما أعلنه مسؤولون. وقال محمد أيوب سالانغي قائد شرطة كابل إن «الانتحاري كان يحاول تسلق مبنى مرتفع قيد الإنشاء حين قتلته قوات الأمن»، غير أنه تمكن من تفجير نفسه. وأضاف سالانغي: «قتل حارسان وأصيب ثلاثة أشخاص آخرون بجروح طفيفة».

وسمع بعد قليل انفجار ثان في العاصمة الأفغانية، بحسب مصدر أمني غربي. وتبنت حركة طالبان الاعتداء الأول وأعلنت في بيان نشر على مواقعها الإلكترونية أن «عددا كبيرا من المجهزين بأسلحة ثقيلة وخفيفة هاجموا مكتبا كبيرا لـ(سي آي إيه) في وسط كابل». وتابع المتمردون الذين عادة ما يعمدون إلى تضخيم حصيلة هجماتهم أن «العدو تكبد خسائر فادحة لا يمكن في الوقت الحاضر تحديدها»، مشيرين إلى أن «المعارك مستمرة». ولم يسمع أي تبادل إطلاق نار من مكتب وكالة الصحافة الفرنسية الواقع على مسافة بضع مئات من الأمتار من موقع الانفجار الأول. من جهة أخرى هددت حركة طالبان أمس الحكومة الأفغانية بأعمال انتقامية إذا ما أعدمت أيا من ناشطيها. وقد أعدمت الحكومة الأفغانية شنقا أول من أمس ثمانية سجناء أدينوا بالقتل والخطف أو الاغتصاب. ووافق الرئيس حميد كرزاي على تنفيذ ستة عشر حكما بالإعدام، كما قال المتحدث باسمه ايمال فائزي. وقال سالانغي إن الانتحاري الذي كان يرتدي زي شركة أمن حاول دخول مبنى غير مكتمل البناء بالقرب من المعسكر. وأضاف: «أراد أن يعتلي المبنى ليتمكن من رؤية السفارة الأميركية والسفارة الألمانية ومعسكر إيغرز ومقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن قرب. كما أنه كان مسلحا». وقال: «حاول الحراس منعه ولكنه أطلق النار عليهم؛ لذلك بادله الحراس إطلاق النار، وفي الوقت نفسه قام بتفجير نفسه، مما أسفر عن مقتله واثنين من الحراس الأفغان». وشاهد مصور في وكالة الصحافة الفرنسية جثتي الضحيتين إضافة إلى جثة الانتحاري المشوهة بشكل كبير.

وقال مصدر أمني غربي إن الانفجار الذي وقع بحسب المصور قرب معسكر إيغرز استهدف آلية تابعة لقوات الحلف الأطلسي في أفغانستان (إيساف). وأفاد متحدث باسم القوات الأطلسية بأنه «يبدو أن آلية تابعة لقوات (إيساف) تضررت جراء الهجوم».

وتابع: «لم تردنا معلومات بشأن وقوع قتلى في صفوف (إيساف). جميع قواعدنا في المنطقة الخضراء محاطة بتدابير أمنية».

ونادرا ما تقع اعتداءات في كابل، وشهدت العاصمة نحو ست هجمات عام 2012 أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى. ووقع آخر هجوم في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) في الذكرى الحادية عشرة لانسحاب حركة طالبان من العاصمة، حيث أطلقت أربعة صواريخ على المدينة أسفرت عن مقتل رجل وإصابة اثنين بجروح. وبعد 11 عاما من المعارك وإنفاق مليارات الدولارات في هذا البلد ونشر قوات أجنبية وصل عددها إلى 130 ألفا، يبقى منها اليوم أكثر من مائة ألف في البلاد، لم يتمكن الغرب من هزم حركة طالبان. وتؤكد قوات «إيساف» التابعة للحلف الأطلسي، أن الحركة التي انكفأت إلى المناطق الريفية وباتت في موقع دفاعي، لم تعد قادرة سوى على شن عمليات محدودة ولو أنها ذات نوعية، مثل هجوم أمس في كابل. وينشط المتمردون بصورة خاصة في جنوب البلاد وشرقها، حيث لا يسيطر النظام سوى على المدن الرئيسية. ومن المقرر أن ينسحب القسم الأكبر من قوات الأطلسي من أفغانستان بحلول نهاية 2014، ما يبعث مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة في هذا البلد الذي لم يعرف السلام منذ الاجتياح السوفياتي في نهاية 1979.