عباس يرحب بـ «التهدئة».. ومشعل يعتبرها «هزيمة لإسرائيل» وهنية يعرب عن «رضاه»

احتفالات في غزة بعد سريان وقف إطلاق النار

TT

رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية «وفا» أن الرئيس محمود عباس عبر عن دعمه ومساندته لإعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ «حقنا لدماء شعبنا، ومن أجل منع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة الصامدة»، داعيا إلى «مواصلة الجهود لتعزيزه، وعدم تكرار هذه الأعمال العدائية الإسرائيلية، وفك الحصار عن قطاع غزة».

وأشار الرئيس عباس في بيانه «إلى أن السلطة الفلسطينية تعتبر أن أي خطوات لاحقة لتعزيز التهدئة يجب ألا تنال من مصالح شعبنا ووحدة كيانه الوطني في الضفة الغربية وغزة».

وشدد على أنه «يجب أن يتم تفويت الفرصة على أي محاولات إسرائيلية ترمي إلى عزل القطاع عن وحدة أراضي الوطن، أو تحميل الشقيقة مصر مسؤوليات تمس أمنها القومي، ومصالحنا الوطنية الفلسطينية».

من جانبه قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن «الجهود المصرية هي التي قادت إلى هذا الاتفاق، والشعب الفلسطيني وقياداته والرئيس عباس يثمنون عاليا الموقف المصري، كما نشكر كل الجهود الدولية، وخاصة الأوروبية، التي بذلت للتوصل لوقف إطلاق النار».

وأوضح أن «الرئيس عباس كان قد طلب من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عدم مغادرة المنطقة قبل التوصل إلى التهدئة».

وقال: «إننا نعتبر هذا الاتفاق يحمي دماء أبناء شعبنا ويوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ويجب العمل لضمان التزام إسرائيل بهذا الاتفاق، وخاصة وقف الاغتيالات والقصف ورفع الحصار عن قطاع غزة»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

من جهته، قال خالد مشعل، مسؤول المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن ما حدث من توصل لتفاهمات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة هو «هزيمة لإسرائيل».

وقدم مشعل في مؤتمر صحافي الشكر للرئيس المصري محمد مرسي، لإدارة بلاده للمفاوضات بـ«حرفية عالية ومسؤولية كاملة... مصر لم تنس دورها العربي والإسلامي والقومي».

كما قدم مشعل الشكر لإيران، وقال إنها أمدت المقاومة الفلسطينية بدعم كبير، خاصة في مجال السلاح.

ومن جانبه أعرب رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس إسماعيل هنية عن «رضائه» عن التوصل لاتفاق تهدئة مع إسرائيل في غزة التي شهدت احتفالات فور بدء سريانه.

وقال هنية، في بيان مقتضب في أول تعليق على الاتفاق: «راضون من اتفاق التهدئة المعلن مع إسرائيل بوساطة مصرية، وفخورون بشعبنا وصموده». وأضاف هنية: «نوجه الشكر إلى مصر لدورها الرائد» في رعاية الاتفاق الذي أنهى أسبوعا من التوتر الحاد مع إسرائيل قتل خلاله 160 فلسطينيا.

وفور بدء التهدئة وفق ما أعلنت مصر عند التاسعة من مساء أمس، اختفت الطائرات الإسرائيلية من الأجواء وخرج عشرات المسلحين في الشوارع يطلقون الأعيرة النارية. وتحدثت مصادر محلية عن وقوع إصابات جراء إطلاق النار الكثيف.

وعادت الحركة سريعا إلى الشوارع وبثت قنوات محلية احتفالات في الميادين وابتهاجا بالاتفاق، فيما شوهد آخرون يوزعون الحلوى فيما بينهم. وردد شبان هتافات «الانتصار»، ورددوا هتافات مؤيدة للفصائل المسلحة، فيما تعالت تكبيرات وتهليلات من مساجد في مناطق مختلفة من غزة. وتحولت الأخبار العاجلة التي كانت تبثها الإذاعات المحلية إلى إعلان «الانتصار» والاحتفاء به، وشرعت في تلقي مداخلات لسكان عبروا عن فرحتهم.

وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لدى لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أمس، أنه ذاهب إلى الأمم المتحدة نهاية الشهر الحالي للتصويت على دولة غير عضو.

وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أنه كان على اتصال مع جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس والجهاد في غزة والضفة والقاهرة، وذلك من أجل احتواء الموقف والتوصل إلى تهدئة شاملة ودائمة. وأضاف: «لسنا بعيدين عما يجري، لقد أجرينا اتصالات منذ البداية مع الجميع، كنا وسنبقى مسؤولين عن كل الشعب الفلسطيني ومصالحه».

وأردف: «لسنا في حالة تسابق لنقول إن حماس تعززت أو غير ذلك، المهم في هذه المرحلة وقف العدوان وتحقيق المصالحة، والعودة إلى المفاوضات حول قضايا المرحلة النهائية».

وطلبت كلينتون من «أبو مازن» تغيير موقفه من الذهاب إلى الأمم المتحدة، محذرة من تداعيات ذلك على السلطة. وبينما قوبلت زيارة كلينتون برفض رسمي لطلبها تأجيل الذهاب إلى الأمم المتحدة، استقبلت شعبيا بغضب كبير ومظاهرات، مع تنديد حمساوي بالموقف الأميركي.

وتظاهر عشرات الناشطين والسياسيين أمام مقر الرئيس الفلسطيني في رام الله قبل زيارة وزيرة الخارجية الأميركية، وطالبوا بطردها من المدينة. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالانحياز الأميركي لإسرائيل في حربها على غزة، وبالضغوط التي تمارسها على السلطة لمنع التوجه إلى الأمم المتحدة.

وحاول الشبان الوصول إلى مقر الرئيس أكثر وأكثر، غير أن قوات الأمن منعتهم، وهو ما أدى إلى مناوشات خفيفة، تخللها الاعتداء على مصورين صحافيين.

وكانت مجموعات شبابية تطلق على نفسها «كلنا غزة» دعت أمس على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التجمع مقابل مقر «المقاطعة» احتجاجا على زيارة كلينتون التي تتزامن مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة. وجاء في الدعوة: «رفضا للدور الأميركي المتواطئ والشريك في العدوان على شعبنا في غزة، ندعوكم للتجمع غدا صباحا مقابل قصر الحمراء لإيصال رسالة احتجاج لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون».

وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها باللغة الإنجليزية: «الأسلحة المستعملة لقتل أهل غزة أميركية»، و«أوقفوا دعمكم لإسرائيل لنستقبلكم»، كما رفعوا الأحذية عاليا في استقبال الوزيرة الأميركية.

أما حماس، فهاجمت «الموقف الأميركي المنحاز للاحتلال»، واستنكر سامي أبو زهري الناطق باسم الحركة، في تصريح تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه: «هذا الموقف الأميركي إضافة إلى الدعم المادي المطلق للاحتلال الصهيوني».

ودعت حماس الأطراف العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الانحياز الأميركي وتطوير الموقف الرسمي لمواجهة هذه التحديات عمليا على الأرض.