154 قتيلا في اليوم الثامن للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة

القوات الإسرائيلية تواصل تدمير المنازل على رؤوس قاطنيها واستهداف البنى التحتية

TT

فيما تعد أقسى ليلة مرت على الغزيين منذ أن شرعت إسرائيل في حربها على القطاع قبل ثمانية أيام، كثف الجيش الإسرائيلي من غاراته على جميع مناطق قطاع غزة، مستهدفا مرافق حكومية واقتصادية ومنازل شخصيات اعتبارية، علاوة على تكثيف عمليات الاغتيال، التي يسقط في معظمها مدنيون من نساء وأطفال. وبلغ عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الغارات الإسرائيلية المتواصلة في اليوم الثامن للحملة الإسرائيلية على قطاع غزة 15 قتيلا و67 جريحا، ليرتفع عدد القتلى الإجمالي منذ بداية الحملة إلى 154 قتيلا، وأكثر من 1120 جريحا. وقد واصل الجيش الإسرائيلي تدمير بيوت الفلسطينيين فوق رؤوس ساكنيها، حيث قتل ثلاثة أفراد من عائلة فلسطينية في قصف استهدف منزلهم في منطقة «الصفطاوي»، شمال مدينة غزة. وذكرت المصادر الطبية أن كلا من طلال العسلي وابنيه الطفلين أيمن وهديل قد قتلوا في غارة إسرائيلية على منزل العائلة. وقتل الطفل عبد الرحمن نعيم (عامان) في غارة إسرائيلية استهدفت برج نعمة بمدينة غزة. وفي مخيم النصيرات اللاجئين، وسط القطاع قتلت إلهام النباهين وأصيبت والدتها بجراح في قصف على منزلهما في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وفي مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، قصفت المروحيات الإسرائيلية من طراز «أباتشي» فجر أمس منزل محمد الحديدي، مما أدى إلى تدميره بشكل كامل، علاوة على إصابة الكثير من المنازل المجاورة بأضرار كبيرة. ولم تمض نصف ساعة حتى قامت الطائرات بقصف منزل آخر في المخيم يعود لمحمد الشافعي، حيث تم استهداف المنزل بصواريخ أطلقتها طائرة استطلاع مما أدى إلى تدميره. وفي نفس المخيم دمرت الطائرات الإسرائيلية منزل مستشار هنية الخاص، عصام الدعاليس، وسط القطاع بعد إطلاق صاروخ تحذيري عليه، صباح أمس. ودمرت الطائرات منزل خالد أبو عجوة شرق البريج - المنزل، بعد أن أطلقت عدة صواريخ عليه، ولم يسفر القصف عن إصابات، حيث إن العائلة لم تكن تتواجد في البيت خلال القصف.

وكثف الجيش من استهدافه للبنى التحتية في أرجاء القطاع، حيث أغارت طائرات حربية نفاثة من طراز «إف 15» على جسر تاريخي، يربط مخيم النصيرات ببلدة «المغراقة»، وسط القطاع؛ ما أدى إلى تدميره؛ إضافة إلى تدمير جسر وادي غزة الذي يربط مدينة غزة بالمحافظة الوسط على الطريق الساحلي بشكل كامل؛ مما يعني أنه لم يعد من الممكن استخدام الخط الساحلي الذي يربط شمال القطاع بجنوبه. وفي ساعة متقدمة من فجر أمس قامت عدة طائرات بقصف أكبر مجمع للدوائر الحكومية في قطاع غزة، والذي يطلق عليه «مجمع أبو خضرة»، مما إدى إلى تدميره بشكل كامل وتحويله إلى أكوام من الأنقاض. ويضم المجمع مقار لمعظم الوزارات والدوائر في حكومة غزة. وأدى القصف إلى إلحاق أضرار مادية أيضا بعدد من المكاتب الصحافية بينها مقر مكتب شبكة قناة «الجزيرة» القطرية ومركز الدوحة ومقر وكالة الأنباء الأميركية استشوييتد برس، علاوة على اشتعال النيران في أحد الأبراج المقابلة لمجمع أبو خضرة ولعدد من مكاتب الحج والعمرة. وأغارت الطائرات الإسرائيلية للمرة الثالثة على استاد «اليرموك» مما أسفر عن إلحاق دمار كبير في الإستاد الذي يضم الكثير من المرافق الرياضية. وفي أقصى جنوب قطاع غزة، شنت الطائرات الحربية النفاثة قبل منتصف الليلة قبل الماضية غارات مكثفة على الشريط الحدودي، مستهدفة الأنفاق، مما أدى إلى حدوث حرائق كبيرة، حيث إن الأنفاق التي استهدفت كانت مخصصة لنقل الوقود إلى قطاع غزة. وفي قلب مدينة رفح، شنت الطائرات فجر أمس غارة على «مجمع الكرامة الثقافي»، مما أدى إلى تدميره. وإلى الشرق من مخيم «جباليا» قتل عصر أمس شاب فلسطيني وأصيب ثلاثة آخرون جراء استهداف طائرة استطلاع إسرائيلية لمجموعة من المواطنين الفلسطينيين قرب مسجد الشافعي شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة. وواصل الطيران الإسرائيلي استهداف المناطق الزراعية في أرجاء قطاع غزة؛ مما أدى إلى مقتل المزيد من المزارعين وعوائلهم. وذكرت اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في غزة أن المسن إبراهيم أبو طير (80 عاما) وابنته أميرة قتلا في قصف إسرائيلي استهدفت منطقة زراعية في بلدة عبسان شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقد تعرض قطاع الزراعة في قطاع غزة بسبب العدد الكبير من الغارات التي شنتها الطائرات النفاثة من طراز «إف 15»، والتي تتعمد إلقاء قنابل تزن الواحدة منها طنا، مما تسبب في تدمير الحقول والدفيئات الزراعية، علاوة على أن الخبراء الزراعيين يؤكدون أن عمليات القصف ستؤدي إلى الإضرار بخصوبة التربة وتسميمها.

إلى ذلك أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة غزة أن أسرائيل استهدفة خلال هجومها على القطاع مسجدين ودمرتهما تدميرا كاملا، كما استهدفة 6 مقابر بشكل مباشر الأمر الذي نتج عنه تطاير جثث الشهداء والموتى. وأضافت الوزارة في بيان صادر عنه: «تضرر نحو 34 مسجدا بأضرار جزئية متفاوتة بسبب القصف العشوائي لمنازل المواطنين والأراضي الزراعية والمقرات الحكومية، بالإضافة إلى تضرر مدرسة الأوقاف الشرعية بمحافظة خان يونس». واستهجن وزير الأوقاف. إسماعيل رضوان استهداف القوات الإسرائيلية للمساجد ودور العبادة والمقابر، مؤكدا على أن استهداف المساجد لن يكسر إرادة وعزيمة شعبنا بل سيزيدها قوة. وأضاف: «إن استهداف المقدسات ودور العبادة عمل إجرامي كبير يتنافى مع كل القوانين والأعراف الدولية التي يتغنى بها المجتمع الدولي الذي لا ينظر إلا بعين واحدة ويكيل بمكيالين في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية».

وقد نددت حركة حماس بما سمته «الموقف الأميركي المنحاز للاحتلال الصهيوني، من خلال عرقلة أي جهد دولي لإدانة المواجهات: والإعلان أن المشكلة هي في المقاومة الفلسطينية مقابل الصمت على جرائم الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين». وفي تصريح مكتوب صادر عنه، استنكر سامي أبو زهري، الناطق باسم الحركة الموقف الأميركي، قائلا: «هذا الموقف الأميركي يجعل الإدارة الأميركية طرفا في العدوان وشريكا في تحمل المسؤولية».