أردوغان يهدئ مخاوف «الناتو» من التورط في سوريا

نشر «باتريوت» قد يستغرق أسابيع.. وتوقعات ألمانية بموافقة البرلمان وشروط هولندية للمشاركة

لاجئون سوريون في منطقة رأس العين يتلقون المساعدات الغذائية من منظمات إغاثة (رويترز)
TT

بينما يسعى رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، لتهدئة المخاوف التي تتعلق باحتمالية تورط قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في النزاع السوري، وخاصة في ظل مؤشرات على اقتراب أنقرة من الحصول فعليا على منظومات صواريخ الدفاع الجوي «باتريوت» لنشرها على حدودها مع سوريا - صرح وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، بأن باريس تؤيد نشر صواريخ باتريوت دفاعية في تركيا قرب الحدود مع سوريا، معتبرا أنه «ليس هناك سبب لرفض» طلب أنقرة.

ونقلت وكالة الأنباء التركية (الأناضول) عن أردوغان قوله، على هامش مؤتمر قمة مجموعة الثماني الإسلامية النامية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، أن نشر صواريخ سطح - جو طراز «باتريوت» في منطقة الحدود مع سوريا لن يستخدم سوى في الدفاع عن البلاد. ولكنه لم يدل ببيانات عن عدد أسراب الصواريخ التي ستستخدم في المهمة أو أماكن نشرها.

وتقدمت تركيا بطلب رسمي لحلف الأطلسي الأربعاء بنشر «باتريوت» على حدودها مع سوريا، وقال الحلف إنه سيبحث بصورة عاجلة الطلب التركي، تاركا مسألة قرار إمداد أنقرة بالمنظومة للدول الأعضاء التي تمتلك أحدث أنظمة صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ والطائرات - وهي الأنظمة المعروفة بـ«باك 3»؛ وهي ألمانيا وهولندا في أوروبا، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية.

من جانبه، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، لإذاعة «مونت كارلو»، بأن باريس تؤيد نشر صواريخ باتريوت الدفاعية في تركيا قرب الحدود مع سوريا، معتبرا أنه «ليس هناك سبب لرفض» طلب أنقرة. وأكد أن «هناك طلبا من زملائنا الأتراك لنشر صواريخ باتريوت على الحدود التركية.. إنه طلب على أساس المادة الرابعة (لنظام الحلف) نناقشه حاليا.. وقدم بعد إطلاق السوريين صواريخ»، وتابع: «أنا في صف الذين يرغبون في تطبيق المادة الرابعة. ليس هناك سبب لرفض الطلب».

وبينما تدرس الحكومة الهولندية إمكانية مشاركتها، قالت وزيرة الدفاع الهولندية، جنين هينيس بلاسشيرت، إن لاهاي تضع شروطا للمشاركة في مهمة «الناتو» التي تقدمت تركيا بطلب بشأنها، مشيرة إلى أن هذه الشروط تشمل ضمان استخدام الصواريخ في الأغراض الدفاعية فقط، بالإضافة إلى ضرورة ألا يؤدي نشر أنظمة باتريوت إلى مزيد من التصعيد.

من جهة أخرى، توقع وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي تأييد غالبية كبيرة في البرلمان الألماني الـ(بوندستاج) لمشاركة قوات البلاد في مهمة بصواريخ «باتريوت» على الحدود التركية - السورية. وقال أمس في جلسة للجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان: «أعتقد أن غالبية النواب يرون العواقب المترتبة في حال رفض طلب شريك في الحلف (بالمساعدة) في مثل هذا الوضع الصعب».

وبالنظر إلى إعلان عدد من الأحزاب الألمانية، من بينها «الحزب الاشتراكي الديمقراطي» المعارض، استعداده للموافقة على مشاركة قوات ألمانية في المهمة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية أمس، يتوقع أن يصدر البرلمان الألماني تفويضا بشأن المهمة، التي قد يشارك فيها أكثر من 170 جنديا ألمانيا لإدارة سربين من الصواريخ، الشهر المقبل.

لكن مسؤولين بحلف الناتو أكدوا أمس لوكالة «أسوشييتد برس» الأميركية أنه حتى لو وافق حلف شمال الأطلسي، بصورة عاجلة، على طلب تركيا لنشر الـ«باتريوت»، وكذلك وافقت الدول المالكة له على إمدادها بالصواريخ، فإن اختيار المواقع المناسبة ونقل الصواريخ ونشر المنظومة قد يستغرق أسابيع.

وأعلن الحلف أن فريق خبراء تابع له سوف يزور تركيا الأسبوع المقبل لإجراء مسح حول الأماكن المناسبة لنشر الصواريخ، بينما قال الخبراء إنه «من الأرجح أن يتم إرسال الصواريخ عبر البحر».

ويشير مسؤول بالحلف - طلب من «أسوشييتد برس» عدم ذكر اسمه لحساسية موقعه - إلى أنه «نظرا لتعقيد وحجم بطاريات ورادارات ومراكز القيادة والسيطرة والاتصالات ومرافق الدعم الخاصة بمنظومة (باتريوت)، فإنه لا يمكن إرسالها جوا إلى تركيا».. وأضاف أنها ليست أنظمة «سابقة التجهيز» يمكن استخدامها على الفور، موضحا أن «تثبيت الصواريخ والرادارات وأجهزة التحكم، وضبطها وربطها مع شبكة الدفاع الجوي التركية قبل الركون إلى استخدامها» قد يستغرق مزيدا من الوقت.