الزهار لـ «الشرق الأوسط»: «حجارة السجيل» غيرت معادلة الصراع مع العدو

القيادي البارز في حماس: إسرائيل وافقت على مطالب المقاومة الفلسطينية كاملة

TT

أكد عضو المكتب السياسي في حركة حماس في قطاع غزة الدكتور محمود الزهار أن وصول صواريخ المقاومة إلى قلب تل أبيب غيرت معادلة الصراع مع «الكيان الإسرائيلي»، وأحدثت توازنا للرعب سيجعل إسرائيل تفكر ألف مرة مستقبلا قبل القيام بأي مغامرة للعدوان على قطاع غزة، مشيدا بالموقف المصري منذ بداية الحرب على غزة حتى نهايتها. وقال: «لقد توقعنا هذا الموقف من مصر الجديدة التي وقفت رئيسا وحكومة وشعبا خلف أبناء الشعب الفلسطيني».

وقال الزهار لـ«الشرق الأوسط» إن «معركة حجارة السجيل مع العدو الإسرائيلي تحدد معالم جديدة في طبيعة الصراع مع الاحتلال وسترسم نهايات هذا العدوان ضمن معركة متدرجة ومتطورة ومتصاعدة وستثبت مدى وهم العدو بالنيل من إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة». وأضاف الزهار: «هذه المعركة ستكون علامة فارقة ليس في تاريخ المنطقة التي شهدت تغيرات في عدد من الأنظمة العربية وخاصة في مصر والعالم كله، وظهر ذلك جليا في التظاهرات التي عمت العالم والتعاطف الشديد مع الشعب الفلسطيني وهو يصد العدوان الإسرائيلي».

وقال: «إن نتنياهو كان يريد إنهاء الحرب بعد ثلاثة أيام لأن قياداته الأمنية قالوا له إن المقاومة تمتلك 300 صاروخ ستطلقهم وبعد ذلك تتوقف ولكنهم فوجئوا بأن الصواريخ تزيد والمقاومة أمطرت إسرائيل بالصواريخ في الأيام الأخيرة وكل يوم يزيد المعدل ولم ينقص». وكشف الزهار عن أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على مطالب المقاومة الفلسطينية كاملة، دون أي تغيير وما تردده الصحافة الإسرائيلية غير دقيق. وقال: «نحن لم نقبل الطرح الإسرائيلي الذي كان يريد أن تتم عملية التهدئة على مرحلتين، الأولى وقف إطلاق النار، والثانية فتح المعابر لكننا رفضنا وتمسكنا بمطالبنا وهي وقف إطلاق النار وفتح المعابر في خطوة واحدة، ووافقت عليها كاملة».

وقال: «لقد أثبت خيار المقاومة في هذه الحرب أنه الخيار الناجح والوحيد أمامنا ونحن جربناه في دحر الاحتلال الإسرائيلي من غزة عام 2005، ومعركة الفرقان، وصفقة وفاء الأحرار، ومعركة (حجارة السجيل) وفي كل المحطات الجهادية، وكان ناجعا».

وقال الزهار: «إن الفترة التي كان العدو يغزونا فيها انتهت، وجاءت المرحلة التي نغزوهم فيها»، مؤكدا أن هذه هي مرحلة الدم والبندقية ولا خيار سوى المقاومة للشعب الفلسطيني»، مضيفا أن «الاحتلال يعلم جيدا وأكثر من أي وقت مضى أن الدماء التي سقطت ستنير لنا الطريق وأن الحجارة التي هدمت ستبنى في القدس المحتلة».

إلى ذلك، دعا الزهار كل من يهمه الأمر ليعيد حساباته والالتفاف حول خيار البندقية، مؤكدا أن الجماهير التي خرجت تحتفل بنصر غزة إنما هي بمثابة استفتاء حقيقي على خيار الجهاد والمقاومة.

وأضاف أن شعبنا الفلسطيني يلتف الآن حول مقاومته الباسلة ويقف ثابتا وهو يدفع ضريبة العدوان ويواجه خطر الاحتلال، وأكد أن «دماء القادة تبقى وقودًا للشعب والمقاومة».

وردا على سؤال عما تردد بأنه خرج من غزة منذ بدء الحرب إلى مدينة الإسماعيلية، قال الزهار: «إن الاستشهاد في سبيل الله ونصرة دين الله ودحر الاحتلال هدف نتسابق عليه نحن أبناء الشعب الفلسطيني، وقدمنا فلذات أكبادنا فداء لنصرة الإسلام والدفاع عن أرضنا ومقدساتنا فكيف لمثلي وأنا من قيادات حماس أن أهرب من الميدان إلى مصر». وقال: «أنا موجود في غزة واستقبلت وفودا مصرية وشاركت فرحة الشعب الفلسطيني الليلة الماضية بنصره وسأظل في أرض الرباط في طليعة صفوف أبناء شعبنا الفلسطيني حتى النصر أو الشهادة».