25 مليون لغم أرضي في العراق.. وحملة لتطهير البصرة منها

14 ألف ضحية بسبب انفجار الألغام.. وألفا طفل عراقي قتلوا بقنابل عنقودية

اعضاء في المنظمة العراقية لازالة الالغام داخل حقل للالغام في البصرة (رويترز)
TT

يعمل فريق من الخبراء حاليا على تطهير منطقة شط العرب بمحافظة البصرة في جنوب العراق من الألغام والقذائف التي لم تنفجر. وتبعد المنطقة 17 كيلومترا عن الحدود الإيرانية وكانت تشتهر ببساتين النخيل لكنها أصبحت الآن صحراء مترامية الأطراف تنتشر في أرجائها آلاف الألغام والقذائف التي لم تنفجر منذ الحرب العراقية الإيرانية التي دارت بين عامي 1980 و1988 ومن بعدها حرب الخليج الأولى عام 1991.

ويقول صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن الحروب المتعاقبة خلفت نحو 20 مليون لغم مضاد للأفراد وأكثر من 50 مليون قنبلة عنقودية في المناطق الحدودية وحقول النفط بجنوب العراق. بينما توضح وزارة البيئة العراقية أن ثمة 25 مليون لغم أرضي في أنحاء البلاد معظمها قرب الحدود مع إيران.

وتتولى منظمة غير حكومية تدعى «المنظمة العراقية لإزالة الألغام» تطهير مساحات من الأراضي على ضفتي قناة رئيسية للري في شط العرب. والمنظمة تمولها وزارة الخارجية الأميركية ومعظم العاملين فيها عراقيون. واضطلعت المنظمة بتطهير عدة مناطق في جنوب العراق من الألغام منها شبه جزيرة الفاو وحقول تابعة لشركة نفط الجنوب.

وذكر أثير حبيب مدير العمليات بالمنظمة العراقية لإزالة الألغام أن تطهير ضفتي القناة المائية سوف يساهم في زيادة كميات المياه المتاحة بالمنطقة وفي خلق آلاف من فرص العمل الجديدة للسكان.

وقال لـ«رويترز»: «هذا المشروع من المشاريع المهمة جدا لأنه الوظيفة النهائية ونتائج المشروع هذا إيصال الماء الصالح للشرب من منطقة التيبان إلى منطقة الفاو مرورا بالمناطق التي ستمر بها هذه القناة الإروائية التي طولها 126 كيلومترا زائد توفير فرص عمل لأكثر من 3000 شخص وإحياء معظم المناطق الزراعية التي تقع على أكتاف القناة». وتشير بيانات لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن انفجارات الألغام الأرضية راح ضحيتها زهاء 14 ألف شخص في العراق بين عامي 1991 و2007 وأن أكثر من نصفهم توفوا متأثرين بإصاباتهم. لكن بيانات «يونيسيف» تشير إلى أن زهاء 8000 شخص منهم 2000 طفل قتلوا بقذائف عنقودية لم تنفجر منذ الحرب في العراق بين عامي 2005 و2010.

وذكر حبيب أن المنطقة التي تحتاج إلى تطهير طولها نحو 11 كيلومترا وعرضها نحو 200 متر وأن عمليات المسح أثبتت وجود سبعة حقول للألغام فيها. وأضاف أن فرق الخبراء التابعة للمنظمة انتهت من تطهير ما يزيد على مليون متر مربع من الأرض بالتعاون مع وزارة الدفاع العراقية.

وقال «خلال العمل تم العثور على ما يقارب 5000 مظروف خلال المرحلتين الأولى والثانية وطبعا هذه تنوعت من الألغام والمقذوفات الصغيرة والذخائر العنقودية وحتى العيارات الثقيلة التي هي مدفعية 175 ملليمترا إيرانية الصنع». مضيفا «من خلال العمل، أيضا، تم العثور على البقايا التي تدل على وجود الاشتباكات داخل هذه المناطق التي هي داخل الأراضي العراقية».

ويقول العاملون في المنظمة إن بعض أهالي المنطقة ينقبون عن الألغام والذخائر التي لم تنفجر غير مدركين لخطورة مثل هذا العمل.

وقال علاء الدين روضان من المنظمة العراقية لإزالة الألغام لـ«رويترز»: «نحن نتعامل مع أخطر شيء موجود هنا، وأعني الألغام والمخلفات الحربية المتروكة. ولكن تظهر لنا بعض الأحيان تحديات خطيرة، هناك بعض التحديات يمكن أن نتجاوزها اعتمادا على خبراتنا، مثلا هناك قسم من المواطنين والعابثين بحقول الألغام التي يستخدمونها بأمور أخرى، أو قسم منهم يريد مجرد أن يعبث بها من دون أن يدرك مدى خطورتها، وغالبا ما نجدهم وسط حقل الألغام».