36 قتيلا بسلسلة اعتداءات في باكستان قبل انعقاد قمة إسلامية

طالبان تتوعد بالانتقام بعد إعدام الهند أحد منفذي اعتداءات بومباي

وزيرة الخارجية الباكستانية، هنا رباني خار، توقع ميثاق «الثمانية النامية» بحضور نائب الرئيس المصري محمود مكي، والرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو، والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والرئيس الباكستاني علي زرداري، والرئيس النيجري غودلاك أبيل، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في إسلام آباد، أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلنت حركة طالبان في باكستان أمس مسؤوليتها عن القسم الأكبر من سلسلة اعتداءات أوقعت أمس ما لا يقل عن 36 قتيلا وعشرات الجرحى في أنحاء مختلفة من باكستان التي تستعد لاستضافة قمة تجمع 8 بلدان إسلامية ناشئة.

ووقعت سلسلة تفجيرات الأربعاء استهدف أحدها موكبا شيعيا في ذكرى عاشوراء وأوقعت 23 قتيلا و62 جريحا في روالبندي المدينة الكبرى بضاحية إسلام آباد التي استضافت أمس قمة لقادة 8 دول إسلامية ناشئة وبينهم الرئيسان الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.

وقال قائد شرطة روالبندي أزهر حميد خوخار إن «الانتحاري فجر نفسه عندما كان مسؤولو الأمن يحاولون تفتشيه» وسط الموكب الشيعي الذي كان متوجها إلى مسجد في أحد الأحياء الشعبية. وأضاف: «كنا نخشى وقوع عملية من هذا النوع وكنا في حالة استنفار قصوى».

وهو الاعتداء الأكثر عنفا منذ يونيو (حزيران) في باكستان والأكثر دموية منذ فبراير (شباط) ضد الأقلية الشيعية التي تمثل أقل من 20% من سكان هذا البلد.

ووقعت اعتداءات أيضا في كويتا عاصمة ولاية بلوشستان المضطربة (جنوب غرب) التي تشهد نزاعا على خلفية حركة تمرد محلية، وفي بانو وشانغلا في الشمال قرب الحدود الأفغانية، وكراتشي المدينة الكبرى في جنوب البلاد.

وقال إحسان الله إحسان المتحدث باسم حركة طالبان باكستان التي أنشئت عام 2007 وتقاتل السلطة الباكستانية متحدثا لوكالة الصحافة الفرنسية «إننا نتبنى» جميع هذه الهجمات باستثناء هجوم كويتا.

واستهدف الاعتداءان في كراتشي وروالبندي الأقلية الشيعية فيما استهدفت الاعتداءات الأخرى قوات الأمن الباكستانية. وتابع المتحدث باسم الجماعة التي تبنت في أكتوبر (تشرين الأول) محاولة اغتيال الفتاة الناشطة من أجل حق الفتيات في التعليم ملالا يوسف زاي «نفذنا اعتداءي كراتشي وروالبندي لأن الطائفة الشيعية تسيء إلى النبي محمد».

ومن جهة أخرى، أكدت السلطات أن مسلحين هاجموا أمس مركزا للشرطة في محيط بيشاور، كبرى مدى شمال الغرب الباكستاني، وقتلوا شرطيا وخطفوا آخر.

وكانت باكستان التي تقف «على خط الجبهة في الحرب ضد الإرهاب» والمتهمة بإيواء مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة، ترغب في تلميع صورتها على الساحة الدولية من خلال تنظيم هذه القضية.

والهدف الرسمي لقمة إسلام آباد هو توطيد الروابط التجارية بين هذه الدول الإسلامية الناشئة غير أنه من المتوقع أن يخصص حيزا كبيرا من المناقشات لحرب غزة.

وكانت حركة طالبان قد هددت باكستان، أمس، بالانتقام لإعدام الهند الباكستاني محمد قصاب الذي كان الناجي الوحيد بين منفذي اعتداءات بومباي التي أودت بحياة 166 شخصا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008.

وقال الناطق باسم الحركة إحسان الله إحسان لوكالة الصحافة الفرنسية: «قلنا إننا نريد الانتقام للشهيد قصاب. نعتقد أنه يستحق الاحترام ونحيي عمله، لأن الجيل المقبل سيفهم بذلك أن الهند عدونا». وأضاف: «نطالب بإلحاح بإعادة جثمانه إلى باكستان. إذا لم يتم تسليم جثمانه (إلى الأسرة) فسيكون ردنا أكثر عنفا».

وتم إعدام قصاب، وعمره 25 عاما، شنقا في سجن غرب الهند، أول من أمس، بعد إدانته «بشن حرب على الهند» لضلوعه في الهجوم الذي استمر ثلاثة أيام على العاصمة التجارية للهند. وكان قصاب اعترف بانتمائه لجماعة «عسكر طيبة» التي تتخذ من باكستان مقرا لها، وكان الناجي الوحيد من مجموعة مسلحة ضمت 10 رجال مدججين بالأسلحة هاجموا فنادق فخمة ومطعما سياحيا ومحطة القطارات الرئيسية ومركزا يهوديا في بومباي، مما أسفر عن سقوط 166 قتيلا وأكثر من 300 جريح بين 26 و29 نوفمبر 2008.

وانتقدت طالبان باكستان أيضا صمت حكومة إسلام آباد حيال الإعدام. ولم تصدر وزارة الخارجية سوى بيان مقتضب يدين الإرهاب.

وتبنت الجماعة حتى الآن مئات الهجمات الانتحارية والهجمات المسلحة في باكستان منذ بدء تمردها في 2007 ضد الحكومة المتحالفة مع الولايات المتحدة.

ومن جهتها، طلبت الهند من باكستان تعزيز الإجراءات الأمنية في سفارتها، بحسب ما أكده مسؤولون أمس عقب إعدام قصاب. وكانت الهند بلغت باكستان يوم الثلاثاء الماضي قرب تنفيذ حكم الإعدام وطلبت تشديد الإجراءات الأمنية في سفارتها خشية مظاهرات غاضبة أو أعمال انتقامية محتملة.

وقال وزير الخارجية الهندي، سلمان خورشيد، لصحافيين أجانب مساء أول من أمس بعد تنفيذ الإعدام «طلبنا إجراءات احتياطية لحماية دبلوماسيينا في باكستان. بعثنا برسالة رسمية بهذا الخصوص».