هنية يهدي «النصر» للشيخ ياسين وعرفات والشقاقي وأبو علي مصطفى

حماس تعلن يوم أمس عيدا وطنيا لـ«الانتصار».. ومسؤول إسرائيلي كبير في القاهرة لمتابعة تنفيذ اتفاق «الهدنة»

هنية مع أحد قادة الجهاد الإسلامي خلال احتفالات بغزة أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت الحكومة المقالة في قطاع غزة يوم أمس «عيدا وطنيا للانتصار الذي أنجزته» وإجازة رسمية. وأكد رئيس الوزراء المقال في غزة إسماعيل هنية أن «فكرة اجتياح غزة بعد هذا النصر الذي حققته المقاومة انتهت بلا عودة، وأصبحت غزة بمقاومتها عصية على الكسر بالتفاف الشعب حولها»، مشددا على أن المعركة «أثبتت أن العدو الصهيوني سوف يفكر طويلا قبل أن يخوض أي حرب مع أي دولة إقليمية تمتلك إرادة التحدي».

وأضاف هنية خلال خطابه: «ما تم تحقيقه من نصر هو خطوة مهمة نحو القدس والتحرر وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس وتحرير الأسرى والعودة إلى الأراضي التي تم تهجير الفلسطينيين منها». وقال: «في (الرصاص المصبوب)، (حرب 2008)، لم ترفع الراية وثبت الشعب رغم الجراح، وفي (عمود السحاب) صنع الشعب ملحمة بطولية، وأنا فخور أن أكون رئيس حكومة لهذا الشعب المجاهد، مقدما هذا النصر لروح الشيخ أحمد ياسين (مؤسس حماس)، والرئيس الراحل ياسر عرفات، وللشهيد فتحي الشقاقي (زعيم الجهاد الإسلامي) والشهيد أبو علي مصطفى (زعيم الجبهة الشعبية)، والشهيد أحمد الجعبري (القائد العسكري لحماس) الذي جمع بين الحسنيين، النصر والشهادة».

وتابع القول: «نبارك لفلسطين ولشعبنا الفلسطيني هذا الانتصار، لغزة العزة والصمود نبارك، ولأهلنا في 48، وللشعب الفلسطيني في الشتات، وللأمتين العربية والإسلامية، أنحني أمام المجاهدين الذين دشنوا مرحلة جديدة في تاريخ الصراع، الذين خاضوا المعركة ببسالة في سبع ليال وثمانية أيام حسوما، وعلى رأسها كتائب القسام والقائد العام لها محمد الضيف وبقية الفصائل العاملة في الميدان».

واعتبر هنية أن «اغتيال القائد الجعبري كان نتيجة لسياسة قصيرة النظر، وكانت سببا ومحركا أصيلا للشعب وللأمة، اغتياله كان وصمة عار في جبين الاحتلال»، مبينا أن «الاحتلال وقع في صدمة المفاجأة، بعد أن كان يعتقد أن اغتيال الجعبري سيحقق المفاجأة، لكن رد المقاومة والدقة والانضباط والقوة والإصرار والوجود في الميدان حتى الدقائق الأخيرة قبل تثبيت التهدئة ردت المفاجأة عليه».

وقال هنية: «الاحتلال كان يقتل النساء والأطفال والشيوخ لكن كل المعطيات كانت تعمل لصالح الشعب الفلسطيني، وضد الاحتلال الإسرائيلي، الذي اضطر إلى إيقاف هجومه على غزة»، مضيفا: «أيها المجاهدون، ظهرت على أيديكم المعجزات وأعدتم الانتصارات والفتوحات، وجددتم أيام القادسية، والانتصار يمثل استعدادا لاسترجاع القدس والمسرى».

وأكد: «هذا النصر أثبت حقيقة واضحة، أننا نجحنا في الجمع بين البناء والمقاومة، وما كان لهذا النصر أن يتحقق لولا وجود حكومة تحمي المقاومة التي وحدت الشعب الفلسطيني»، مشددا على أن وقوف مصر وتركيا وقطر وإيران والتغيير الواضح في الموقف العربي والإسلامي كان سببا واضحا في تحقيق النصر.

وأكدت حركة حماس من جانبها أن «نجاح المقاومة في ردع الاعتداءات الإسرائيلية هو انتصار لشعبنا الفلسطيني وصموده ويؤسس لمرحلة جديدة لا تنتهي إلا بالتحرير والعودة». وشددت الحركة في بيان تلقى المركز الفلسطيني للإعلام نسخة منه على أن «المقاومة هي السبيل لتحرير الأرض وردع الاحتلال الصهيوني واسترداد الحقوق المسلوبة، وهو الخيار القادر على توحيد صفوف شعبنا الفلسطيني وقواه الحية في الدفاع عن الأرض والمقدسات».

من ناحية اخرى وصل إلى القاهرة، أمس، مسؤول إسرائيلي كبير، قادما على متن طائرة خاصة من تل أبيب، في زيارة لمصر تستغرق عدة ساعات، هي الأولى منذ اتفاق الهدنة في غزة، يلتقي خلالها المسؤولين المصريين.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط على لسان مصادر مطلعة في مطار القاهرة قولها، إنه كان برفقة المسؤول ثلاثة أفراد، حيث توجه من أسفل الطائرة الخاصة إلى مقر المخابرات المصرية للقاء رئيس المخابرات لمتابعة تنفيذ اتفاق الهدنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين واتخاذ الخطوات التنفيذية لبنود الاتفاق.

ورفضت المصادر الإفصاح عن اسم المسؤول، إلا أنها أكدت أنه مسؤول أمني كبير لعب دورا كبيرا في التوصل إلى اتفاق التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ودخلت الهدنة بين إسرائيل والحركات الفلسطينية في غزة حيز التنفيذ في الساعة 9.00 بتوقيت القاهرة من مساء يوم الأربعاء أول من أمس. وأعلن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أن اتفاق وقف إطلاق النار عقد برعاية الرئيس المصري محمد مرسي وانطلاقا من «مسؤوليات مصر التاريخية» تجاه القضية الفلسطينية.

وتلتزم إسرائيل بموجب الاتفاق، الذي تحقق بوساطة مصرية، إنهاء عملياتها الحربية والاغتيالات التي استهدفت من خلالها قيادات فصائلية، بينما التزمت حركة حماس الكف عن مهاجمة المدن والبلدات الإسرائيلية. وقتل نحو 150 فلسطينيا، بينهم 36 طفلا قتلوا في الغارات الإسرائيلية على القطاع.