خلافات للحظة الأخيرة بين القادة الإسرائيليين حول اقتراح التهدئة

باراك أيد وليبرمان عارض.. ونتنياهو حسم الأمر

TT

كشفت صحيفتا «يديعوت أحرونوت» و«هآرتس»، أمس، عن أن خلافات حادة نشبت في صفوف القيادة الإسرائيلية في اليوم الأخير من الحرب على غزة، بسبب المقترح المصري للتهدئة. فقد استصعب قادة إسرائيل قبول هذا الاقتراح واختلفوا فيما بينهم حول طريقة الرد عليه، بالرفض والاجتياح أو بالموافقة ووقف النار.

وقالت الصحيفة الأولى، إن الانطباع السائد بأن القادة السياسيين الثلاثة الذين تولوا مسؤولية قيادة الحرب، وهم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ونائباه وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ووزير الدفاع، إيهود باراك، كانوا منسجمين تماما، هو انطباع خاطئ. وأضافت: «لقد أثنى الثلاثة بعضهم على بعض (بشفاه متشنجة)، خلال المؤتمر الصحافي الذي أعنت فيه التهدئة. ولم تستطع الإطراءات إخفاء حقيقة أن استقرار الرأي على وقف إطلاق النار قد تم اتخاذه بعد مشاحنة شديدة بينهم، وكذلك بين الوزراء التسعة الذين اتخذوا قرار الحرب على قطاع غزة. فقد طلب ليبرمان بمساعدة وزير المالية، يوفال شتنتس، الاستمرار في القتال بطريقة كان يمكن أن تتطور كما تقول جهات أمنية إلى عملية برية؛ وطالب باراك بتأييد الوزيرين بيني بيغن، مسؤول ملف القدس في الحكومة، ودان مريدور، وزير شؤون المخابرات، قبول اقتراح وقف إطلاق النار. ووقف نتنياهو بين محتارا في أمره، إذ علم أن موقف باراك يعتمد على موافقة واسعة لقيادة الجيش الإسرائيلي العليا. وقد نأى باراك في البداية ثم قبل رأيه في نهاية الأمر».

وأما «هآرتس» فأشارت إلى أن الخلاف بين باراك وليبرمان بدأ خلال اجتماعات الثلاثية (الترويكا) التي قادت الحرب. فقد قال ليبرمان إن وقف الحرب الآن سيكون خطأ لأن قوة الردع الإسرائيلية لم تتحقق، ولذلك طلب أن يدخل الجيش إلى غزة ولو لمسافة محدودة، حتى لا يعتقد الفلسطينيون أن إسرائيل تخاف من الاجتياح. ولكن باراك رأى أن الدخول إلى غزة سيكون مكلفا جدا ولن يحقق نتائج مختلفة. فإذا لم تقرر حكومة إسرائيل إسقاط حكم حماس فلا جدوى من اجتياح غزة، لأن هذا الاجتياح سينتهي في نهاية الأمر باتفاق تهدئة شبيه بالمقترح المصري. لذلك يفضل أن تقبله إسرائيل وتوقف الحرب. وبسبب هذا الخلاف لم تعط إسرائيل جوابها وتأجل المؤتمر الصحافي الذي كان مقررا عقده في القاهرة، يوم الثلاثاء الماضي، للإعلان عن التوصل إلى اتفاق تهدئة.

وتضيف الصحيفة أن نتنياهو احتار بين الرأيين، في يوم الثلاثاء، لكنه حسم الأمر لصالح الاقتراح المصري بعدما نصحته بذلك وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، التي اجتمعت بالثلاثة معا من العاشرة ليل الثلاثاء وحتى الثالثة من فجر الأربعاء. ولكن الخلاف بين ليبرمان وباراك استمر في اجتماع اللجنة الوزارية التساعية ظهر الأربعاء، إذ حاول كل منهما تجنيد وزراء آخرين لصالح موقفه. وتمكن كل منهما من تجنيد عدد من الوزراء، لكن بعد إعلان نتنياهو تأييده لاقتراح باراك، اتخذ القرار بالإجماع مع التهدئة.