صاروخان نحو إسرائيل ينفجران داخل الأراضي اللبنانية

المنصة عثر عليها في منطقة شمال الليطاني غير الخاضعة لسلطة اليونيفيل

قوات أمن لبنانية تشارك في الاستعراض العسكري أمس للاحتفال بالعيد الوطني الـ69 للبنان في بيروت أمس (رويترز)
TT

عثرت القوى الأمنية اللبنانية أمس على صاروخ كاتيوشا في جنوب لبنان معد للإطلاق باتجاه الأراضي الإسرائيلية، غداة إطلاق صاروخين من الجنوب مساء أول من أمس سقطا داخل الأراضي اللبنانية على بعد مئات الأمتار من الحدود الإسرائيلية.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن صاروخ الـ«كاتيوشا» الذي عثر عليه أمس في منطقة الزفاتة على طريق عام كفرتبنيت - مرجعيون، كان معدا للإطلاق. وتبين أن الصاروخين اللذين أطلقا مساء أول من أمس، أطلقا من المنطقة ذاتها. وأشارت الوكالة إلى أن مسؤولين أمنيين «رجحوا أن الصاروخ الذي عثر عليه صباح اليوم (أمس) طرأ عليه عطل ما ولم ينطلق». وأوضحت الوكالة أن صاروخي الكاتيوشا اللذين انطلقا أول من أمس، سقطا في منطقتي ابل القمح والحمامص الواقعتين قرب الوزاني، وعلى مسافة مئات الأمتار من الحدود مع الجانب الإسرائيلي.

من جهتها، أعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان أنه «مساء أمس (الأول)، أقدمت جهة مجهولة في منطقة مرجعيون على إطلاق صاروخين سقطا في سهل الخيام داخل الأراضي اللبنانية، وعلى الفور سيّرت وحدات الجيش بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان دوريات مكثّفة في المنطقة، كما قامت بحملة تفتيش واسعة، حيث عثرت صباح اليوم (أمس) على صاروخ معد للإطلاق في المنطقة المذكورة، جرى تعطيله من قبل الخبير العسكري، وقد بوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص لكشف ملابسات الحادث وتحديد هوية الفاعلين». ويقع المكان الذي عثر فيه على الصاروخ غير المنفجر أمس، ضمن نطاق منطقة شمال الليطاني التي لا تخضع لسلطة قوات السلام العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) بموجب القرار 1701. وهي المرة الأولى التي يحاول فيها مجهولون إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية من منطقة شمال الليطاني، منذ تحرير جنوب لبنان في عام 2000، إذ عثرت القوى الأمنية اللبنانية، خلال السنوات الماضية، على عدد من الصواريخ معدة للإطلاق من منطقة جنوب الليطاني المتاخمة للحدود اللبنانية الإسرائيلية، والتي تخضع لسلطة اليونيفيل بموجب القرار 1701. وكان آخر تلك المحاولات، العثور على صاروخين معدين للإطلاق باتجاه إسرائيل يوم الاثنين الفائت في منطقة مزارع حلتا في جنوب لبنان المتاخمة لاصبع الجليل الفلسطينية.

في هذا الوقت، أفاد موقع «النشرة» الإلكتروني أن الصواريخ «كانت مجهزة بمنصات خشبية وبطاريات وساعة توقيت»، لافتا إلى أن «التحقيقات جارية لمعرفة مطلقيها». وأفاد الموقع أن «عناصر الشرطة العسكرية في الجيش حضرت أمس إلى المكان الذي عثر فيه على صاروخ معد للإطلاق في منطقة الزفاتة، وعملت على ضرب طوق أمني حول المكان، وتبين أن الصاروخ كان مزروعا في مكب للنفايات في المنطقة وكان انطلق منه الصاروخان اللذين سقطا داخل الأراضي اللبناني في ابل القمح وفي منطقة الحمامص في خراج الخيام وباشرت الشرطة العسكرية تحقيقاتها في الموضوع».

ولفت إلى أن «الأدلة الجنائية حضرت ورفعت البصمات تمهيدا لتسليم الموضوع إلى القضاء لمعرفة واضعي هذه الصواريخ». وأشار مراسل الموقع إلى أن الحدود اللبنانية المحاثية للمستعمرات الإسرائيلية «شهدت دوريات للجيش واليونيفيل فيما يقوم الجيش بالتدقيق في هوايات المارة عبر حواجز متحركة»، لافتا إلى «تكثيف تحركات الجيش الإسرائيلي في مستعمرتي المطلي ومسكاف عام». سياسيا، لاقى هذا التطور ردود فعل مستنكرة، إذ وصف عضو كتلة المستقبل النائب جان أوغاسابيان إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، بالأمر الخطير، معتبرا أن «الفرقاء في غزة توصلوا اليوم إلى تفاهم بينما نحن ما زلنا نطلق صواريخ، ونشكر الله أن الجيش اللبناني تمكن من ضبطها». وتساءل: «هل نريد توريط لبنان في مواجهة مع إسرائيل؟ ولا سيما أن الأخيرة استدعت حوالي 70 ألف جندي من الاحتياط، ففي غزة اقتربوا من التفاهم ولا حاجة لهم هناك».

واخترق هذا التطور الأمني على الحدود، الهدوء السياسي الذي شهده لبنان أمس بمناسبة عيد الاستقلال، حيث ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الاحتفال الوطني الذي أقامته قيادة الجيش اللبناني في وسط العاصمة بيروت، بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والستين، حيث أقيم عرض عسكري مركزي، حضره الرؤساء الثلاثة، ورئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري واللذان ينتميان إلى قوى 14 آذار.