السفير الإيراني يعرض على الأردن نفطا مقابل سياحة دينية

عمان معنية بدراسة العرض رسميا لكنها حريصة على علاقاتها مع دول الخليج

TT

قال وزير الدولة لشؤون الإعلام، وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة، إن حكومة بلاده معنية بدراسة عرض إيراني يتمثل في «النفط مقابل السياحة الدينية» في حال تقديمه بشكل رسمي وفق الأعراف الدبلوماسية. وأضاف المعايطة أن الحكومة معنية بدراسة كل الخيارات من أجل توفير حل لأزمة الطاقة المحلية والبحث عن كل البدائل، والتعامل مع الطاقة البديلة كطاقة الرياح أو الصخر الزيني، بينما جدد تأكيده على أن بلاده «حريصة على العلاقات مع دول الخليج، رغم تأخر المساعدات».

وكان السفير الإيراني في عمان، مصطفى مصلح زادة، قال في تصريحات أدلى بها عبر برنامج «في الصميم» الذي تبثه قناة «جوسات» الأردنية إن بلاده على استعداد لتزويد المملكة الأردنية بالمشتقات النفطية لمدة 30 عاما، مقابل السماح بالتبادل التجاري والسياحة الدينية. واعتبر زادة أن «العلاقات الأردنية الإيرانية قائمة»، وأن بلاده «تسعى لزيادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الأردن»، وأضاف «عدونا واحد، والكل يعرف ذلك، وكان ولا يزال يحاول تفرقة المسلمين كي يسيطر على المنطقة»، في إشارة إلى إسرائيل.

واعتبر مراقبون سياسيون أن هذه التصريحات محاولة «لانتهاز الفرصة بالتزامن مع تأخر المساعدات الخليجية للمملكة». إلا أن مصادر رسمية، طلبت عدم الكشف عن هويتها، وصفت العرض الإيراني بأنه «للاستهلاك الإعلامي»، و«عرض مقايضة»، خاصة مع ربطه بقضية التبادل التجاري والسياحة الدينية للشيعة في المملكة.

وتوجد عدة مواقع أثرية في الأردن، تعد ذات أهمية للمسلمين بشكل عام، والشيعة خصوصا، من بينها قبر جعفر بن أبي طالب، شقيق الإمام علي، وابن عم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، الموجود في بلدة المزار الجنوبي القريبة من مدينة الكرك جنوب العاصمة عمان.

وأكدت المصادر ذاتها استبعاد قبول أي عرض إيراني، لأن «أي عرض كهذا هو أقرب إلى الصفقة السياسية.. نفط مقابل سياحة دينية ومواقف سياسية معينة تجاه الأزمة السورية تخدم الموقف الإيراني».

وعزا مراقبون إطلاق التصريحات الإيرانية إلى تأخر بعض المساعدات الخليجية إلى الأردن، وسط ترجيحات رسمية أردنية باحتمال عدم وصولها بالمطلق، إذ قدرها رئيس الحكومة الدكتور عبد الله النسور بنحو 700 مليون دينار أردني أي ما يعادل مليار دولار.

ويعاني الأردن من أزمة اقتصادية جراء تزايد المديونية العامة في البلاد والعجز في الموازنة، أحد أسبابها انقطاع الغاز المصري، حيث رفعت الحكومة خلال الشهر الحالي الدعم عن المحروقات، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات واسعة.