أكراد سوريا يتوحدون في مجموعات لمواجهة الكتائب الإسلامية

المسؤول الإعلامي في حزب الاتحاد الديمقراطي: الأكراد جزء من الثورة وهم في صلب المعارضة لإسقاط النظام

محتجون أكراد يتظاهرون ضد نظام الأسد منتصف الشهر الجاري (صورة أرشيفية)
TT

بعد نحو أسبوع من الاشتباكات التي تشهدها مناطق في محافظة الحسكة بين مقاتلين أكراد، لا سيما التابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي، من جهة، وعدد من الكتائب الإسلامية من جهة أخرى، يبدو أن حراكا كرديا فاعلا بدأ ينشط على خط توحيد الصفوف. وهذا ما أكده نواف خليل، مسؤول الإعلام في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، لـ«الشرق الأوسط»، قائلا «هناك اجتماعات لهيئات المجلس الوطني الكردي التي تضم 16 حزبا تعقد في كردستان العراق للوصول إلى اتفاق بشأن ضم مجموعات وقوى كردية عسكرية لمواجهة الكتائب الإسلامية التي دخلت على المنطقة مطالبة أبناءها بالخروج منها والتخلي عن سلاحها»، مشددا على أن الأكراد جزء لا يتجزأ من هذه الثورة، وهم في صلب المعارضة التي تعمل نحو تحقيق هدف واحد هو إسقاط النظام.

وفي حين أكد خليل أنه في منطقة «الجزيرة» باستثناء القامشلي، لا وجود لمراكز أمنية تابعة للنظام، لفت إلى «أن هناك 4 كتائب كردية عسكرية تعمل تحت لواء حماية الشعب، ويتم التنسيق بينها وبين الجيش السوري الحر الذي لا مشكلة للأكراد معه بل إن هدف الجانبين وقضيتهما واحدة ومشتركة».

في المقابل، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط كردي معارض عرف عن نفسه باسم هفيدار، قوله إن المجموعات الكردية الرئيسية في سوريا اتفقت على تشكيل قوة عسكرية موحدة لمواجهة المقاتلين المعارضين الإسلاميين في شمال شرقي سوريا. وأوضح هفيدار أنه «تم الاتفاق في إقليم كردستان العراق بين المجلس الوطني الكردي ومجلس غرب كردستان على تشكيل قوة عسكرية كردية موحدة لحماية المناطق الكردية والحفاظ على المنطقة من كل من يكون خطرا على أمنها»، مشيرا إلى أن القوة «مؤلفة من قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي والمنشقين الأكراد الموجودين في إقليم كردستان».

وبات المقاتلون الأكراد، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، يسيطرون على عدد من المدن والقرى الحدودية في شمال شرقي سوريا، في خطوة يرى فيها محللون وناشطون نوعا من «التواطؤ» بين نظام الرئيس بشار الأسد وأبرز قوة كردية على الأرض من أجل استدراج المجموعات المسلحة وتوجيه رسالة سياسية إلى أنقرة. ويضم شمال وشمال شرقي سوريا معظم الأكراد السوريين البالغ عددهم نحو مليونين.

وبدوره، أكد نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي، لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك قرارا من قبل القيادة بعدم المواجهة مع الأكراد قدر الإمكان، داعيا الجماعات الكردية للتوحد نحو تحقيق هدف واحد وهو إسقاط النظام، مضيفا «مشكلتنا ليست مع الأكراد، ولن نقبل بأن ندخل في مواجهة معهم، إنما مع حزب العمال الكردستاني الذي يقود هذه المواجهات، وخير دليل على ذلك أننا انسحبنا من رأس العين مقابل انسحاب حزب العمال الكردستاني»، لافتا إلى أنه في الفترة الأخيرة سجل تسلل ملحوظ لمجموعات من عناصر الحزب من تركيا إلى سوريا، وكان آخرها، بحسب المعلومات الأخيرة التي وصلتنا، مجموعة من النساء المدربات اللواتي يدخلن متخفيات». وأضاف «مع العلم بأن قسما كبيرا من الأكراد هم في صلب المعارضة السورية ويقاتلون مع الجيش السوري الحر في كتيبة خاصة بهم».

وعن دور أو التنسيق مع الكتائب الإسلامية التي تقاتل على الأرض، لا سيما منها «جبهة النصرة» و«غرباء الشام»، قال الكردي إن «جبهة النصرة» مجموعة مستقلة تعمل بمفردها، فيما بعض عناصر «غرباء الشام» هم من الجيش الحر.. «وفي حين يتوافق بعضهم مع دعوتنا لوقف القتال مع الأكراد يعتبر البعض الآخر أن الأكراد يقفون إلى جانب النظام، ولا بدّ من مواجهتهم».

من جهتها، نقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن مصادر كردية سورية معارضة أن اتفاقا جرى بين الأحزاب الكردية على اختلاف توجهاتها في مدينة هولير في كردستان العراق، على تشكيل ما أطلق عليه «الجيش الكردي الحر» من الجنود الأكراد المنشقين عن الجيش السوري النظامي الموجودين في المناطق الكردية شمال البلاد، انسجاما مع تسمية «الجيش السوري الحر» الذي يقاتل بهدف إسقاط النظام في دمشق. وأكدت المصادر أن تشكيل هذه الكتيبة أتى لأن الأكراد في المناطق الكردية شمال سوريا في حقيقة الأمر يتعرضون لحملة شعواء من قبل مجموعات سلفية متطرفة بعضها من خارج سوريا.

وحول المرجعية السياسية لهذا الجيش الكردي الحر، لفتت المصادر إلى أن «مرجعيته السياسية ستكون الهيئة الكردية العليا». ورفضت المصادر تقدير الحجم المتوقع للجيش الكردي الحر، لكنها أشارت إلى أنه سيعمل بالتنسيق مع «إخوته» بالجيش السوري الحر «لأن هناك قناعة لدى أكراد سوريا بأن الهدف واحد والمصلحة مشتركة في إسقاط النظام وإقامة نظام ديمقراطي تعددي».

في المقابل، كان تجمع «غرباء الشام» قد حذر كل «من رفع السلاح في وجهنا» خاصة حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردي من أي عمل «يتعارض مع مسار الثورة»، داعيا إلى انسحابهما «الفوري» من رأس العين، بحسب ما جاء في شريط مصور بثه ناشطون على شبكة الإنترنت.

كما دعا البيان الذي قرأه أحد المسلحين محاطا بعشرات آخرين، كل فصائل الجيش السوري الحر إلى الاتحاد في «معركة تحرير الحسكة»، وهي المدينة التي ما زالت خاضعة لسيطرة القوات النظامية السورية، مثلها مثل مدينة القامشلي الواقعة أيضا في محافظة الحسكة.