جوبا: القصف الجوي في شمال بحر الغزال مستمر منذ 4 أيام

قالت إنها ستبدأ تحركات مع الأمم المتحدة للفت الانتباه لما تقوم به الخرطوم

TT

اعتبرت جمهورية جنوب السودان القصف الجوي المتواصل على أراضيها من قبل سلاح الجو السوداني اعتداء سافرا وخرقا فاضحا لاتفاق التعاون بين البلدين الذي تم توقيعه في سبتمبر (أيلول) الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأعلنت عن مقتل أكثر من 8 مواطنين وجرح 7 آخرين جراء القصف على ولاية شمال بحر الغزال، مطالبة الخرطوم باحترام ما تم الاتفاق عليه. وكشفت عن تحركات تقوم بها مع الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي لتنويههما لما وصفته بالعدوان السافر على أرضيها، ونفت حدوث انهيار لاتفاق التعاون.

وقال الدكتور مجاك اقوت، نائب وزير الدفاع في جنوب السودان، لـ«الشرق الأوسط»، إن قصف القوات المسلحة السودانية على أراضي بلاده في شمال بحر الغزال لم يتوقف طوال الأيام الأربعة الماضية. وأضاف أن العدوان الذي يقوم به السودان انتهاك فاضح لسيادة أراضي دولته، نافيا أن تقود هذه الاعتداءات إلى انهيار اتفاقيات التعاون بين البلدين. وقال «من المبكر أن نقول إن هذه الاتفاقيات ستنهار لأن هناك أطرافا إقليمية ودولية في الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي، ودولا مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والصين والاتحاد الأوروبي، تقف وراءها»، وأضاف أن الاتفاقية بين جوبا والخرطوم لا يمكن وصفها بالثنائية لأنها صدرت بقرار من مجلس الأمن الدولي (رقم 2046).

ولم يستبعد اقوت وجود أطراف في الخرطوم ترفض الاتفاقية من أساسها، وقال إن الذين عارضوا الاتفاق في دولته عبروا عن ذلك بالمذكرات والمظاهرات ومن داخل البرلمان، لكنهم لم يعرقلوا التنفيذ، رافضا الدخول في أي تفاصيل عسكرية عن رد قواته للاعتداءات. وقال إن حكومته تعمل على ضبط النفس لجديتها في تنفيذ الاتفاق مع السودان رغم الاعتداءات التي قام بها سلاح الجو السوداني والتي لا تتماشى مع الاتفاقية. وأضاف أن بيان الأمم المتحدة تصدر من نيويورك وليس من بعثتها في جنوب السودان بعد أن تقوم بالتحقق والمراقبة.

من جهته، قال فيليب أقوير، الناطق الرسمي للجيش الجنوب سوداني، لـ«الشرق الأوسط»، إن الجيش السوداني قصف منطقة كير آدم ومقاطعة كيركو شمال مقاطعة اويل عاصمة ولاية شمال بحر الغزال. وأضاف أن القصف أدى إلى قتل أكثر من 8 أشخاص بينهم نساء وأطفال وجرح 7 آخرين. وقال إن الاعتداءات استمرت طوال أربعة أيام مما أرعب المواطنين. وأضاف أن الجيش الشعبي يمارس ضبط النفس لكنه سيدافع عن سيادة وأراضي الدولة، مشيرا إلى وجود حشود من القوات المسلحة السودانية وتحركات في منطقة جاوا الحدودية شمال شرقي ولاية الوحدة. وقال إن هناك تحركات أخرى للقوات السودانية في اتجاه بلابلة في مقاطعة راجا في ولاية غرب بحر الغزال. وأضاف «قوات الخرطوم تسعى للتوغل إلى داخل أراضينا، وإذا تم ذلك سندافع عن أراضينا». ووقع البلدان على اتفاق تعاون في سبتمبر توصلا فيه إلى اتفاقات حول العديد من القضايا العالقة الناجمة عن انفصال جنوب السودان العام الماضي، والتي إذا ما نفذت ستشهد استئناف تصدير النفط الجنوبي عبر أنابيب النفط السودانية.

من جانبه، قال ميوم الير، المتحدث باسم الخارجية في جنوب السودان، لـ«الشرق الأوسط»، إن حكومته ستبدأ تحركاتها مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى جانب الاتحاد الأفريقي للفت انتباه هذه الجهات إلى العدوان الذي قال إن «الخرطوم تقوم به طوال هذا الأسبوع دون أي تحرك أو إدانة من المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي». وأضاف «لدينا كامل الحق في رد العدوان وحماية أراضي الدولة، وسنوضح للمجتمع الدولي أننا لن نصمت على هذا العدوان المتكرر من السودان». وتابع «البادئ أظلم، والاعتداء وقع علينا، وأبلغنا هذه الدوائر لكنها لم تتحرك، ونحن سندافع عن أنفسنا». وقال إن ما تم من قصف خرق واضح لحدود دولة جنوب السودان، وأضاف «الخرطوم استغلت عدم وجود دفاع جوي لبلادنا لذلك واصلت قصفها، كما أنها تريد أن تهرب من مشاكلها الداخلية»، مشيرا إلى محاولة الانقلاب الأخيرة التي تم فيها اعتقال مدير جهاز الأمن السوداني السابق صلاح قوش. وقال إن «الخرطوم تعاني من أزمة حقيقية، لكنها تسعى لتصدير مشاكلها إلينا بهذه العمليات والاستفزازات».