قال القيادي في حماس محمود الزهار إن الصواريخ التي أطلقتها كتائب القسام باتجاه إسرائيل في الحرب الأخيرة على غزة، كانت «إيرانية بأيدٍ فلسطينية». مؤكدا، بخلاف الخطاب الذي تبنته حماس والقسام خلال وبعد الحرب، أن إيران أمدت حماس بالسلاح والمال. وهاجم في نفس الوقت السلطة الفلسطينية، معتبرا أنها وفتح ليستا شريكتين في النصر.
وقال الزهار في خطاب وجهه لعناصر من القسام كانوا في مسيرة عسكرية في غزة احتفالا بـ«النصر»: «بعض الصواريخ كان صناعة إيرانية بأيدٍ فلسطينية». وأضاف، «إيران دعمتنا بالمال والسلاح، وحماس أنفقت ذلك في المكان المناسب»، مستطردا أن إيران لم تطلب من حركته، أي مقابل، بدلا للدعم، على «أن تذهب هذه الصواريخ فقط لتحرير فلسطين».
ويعتبر هذا أول اعتراف صريح من نوعه، من مسؤول داخل حماس، بعد الحرب، يتحدث عن إمدادها من قبل إيران بالصواريخ، بعدما قالت كتائب القسام إن الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل، كانت صناعة محلية بامتياز، وأثنى قادة حماس الآخرين على ذلك، في موقف لم يعجب إيران وحزب الله اللتين اضطرتا للقول إنهما أمدتا المقاومة بتقنية تصنيع الصواريخ ودربتاها عليها.
وقال الزهار وهو يحمل بندقية في يده ويرتدي زي القسام العسكري، «هذه الصواريخ انتصرت على سلاح الجو الإسرائيلي». وأضاف، «إننا سنسخرها (الصواريخ) لخدمة القصية الفلسطينية وتحرير الأرض». وفاخر الزهار بأن أقل من أصيب في هذه المعارك هم من مطلقي الصواريخ والمسلحين.
وهاجم الزهار الولايات المتحدة، والسلطة الفلسطينية، قائلا إن الأولى شريكة إسرائيل في العدوان، والثانية تمنع المقاومة وتغلق المعابر.
وشدد على أن حركته «تحمل الرئيس الأميركي باراك أوباما شخصيا وإدارته مسؤولية الجرائم التي ارتكبت في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة».
بينما اتهم السلطة وفتح بشتى الاتهامات، قائلا إن مشكلته مع القيادة وليس مع الناس في فتح.
وتابع القول «يقولون إنهم شركاء في هذا الانتصار وهم في الوقت نفسه منعوا المقاومة في الضفة الغربية وتعاونوا مع العدو عبر التنسيق الأمني، ويؤكدون على ضرورة إغلاق المعابر على سكان قطاع غزة». ومضى يقول «ليس بيننا وبين حركة فتح أو الفصائل الأخرى، ثأر أو دم، لكن المشكلة تكمن في مجموعة تم تنصيبها في موقع القيادة، فانحرفوا بمشروع التحرير وتعاونوا على إخماد المقاومة».
وأعلن الزهار «أنا أقول إن أبو مازن لا يمثلني في شيء، وعليه أن يأخذ بندقيته ويوجهها صوب الاحتلال الإسرائيلي»، مستطردا بالقول «نحن مستعدون لإعطاء هذه البندقية لأصغر طفل في حركة فتح لو صوبها تجاه العدو». واعتبر الزهار، أن «انتصار المقاومة» يشكل «دعوة صريحة لقيادة حركة فتح لإعادة النظر في مشروعها السياسي».
ونقلت فضائية «الأقصى» تصريحات للزهار، قال فيها أيضا إن النصر الأخير «مغرٍ». وأضاف «هذا العرق والتجريب والتفكير يغري إلى مزيد منه، حتى نصل إلى أن نطرق أبواب المسجد الأقصى ونصلي فيه صلاة الفاتحين». وفي نفس الوقت، أرسل الزهار التحية للدور المصري، وقال إن الرئيس محمد مرسي بذل جهدا بارزا للتوصل إلى اتفاق التهدئة. وأضاف «لقد دعمنا منذ اللحظة الأولى للحرب».
وصمد اتفاق التهدئة في غزة لليوم الثاني، على الرغم من خرقه من قبل إسرائيل التي قتلت أمس، فلسطينيا في العشرين من عمره، وأصابت عددا آخر من المتظاهرين شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع. وهذه ثاني مرة تطلق فيها القوات الإسرائيلية النار على متظاهرين فلسطينيين قرب السياج، وكانت أصابت أول من أمس 4.
وقال شهود عيان إن القوات الإسرائيلية، على الجانب الآخر من السياج الحدودي، أطلقت النار على متظاهرين كانوا يحاولون رفع العلم الفلسطيني على السياج. وأكد مسعفون إن أنور قديح، 23 عاما، أُصيب في الرأس بنيران إسرائيلية، وتوفي على الفور.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، إن جنودا، «أطلقوا عيارات نارية في الهواء في أعقاب أعمال مخلة بالنظام وقعت في المنطقة، وإنه يتم التحقيق في الحادث». واتهمت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، أفيتال ليبوفيتش، عشرات الفلسطينيين بقذف الحجارة على الجيش، ومحاولة اختراق السياج الحدودي.
واعتبرت حماس، أن إطلاق النار على المتظاهرين، انتهاك للهدنة، وقال الناطق باسمها سامي أبو زهري، إن حماس ستناقش الواقعة مع للقاهرة، كما وصف نافذ عزام، القيادي في الجهاد الإسلامي ما حدث بخرق للتهدئة، مشيرا إلى أنه تم إطلاع مصر على تفاصيل الحادث.