إسرائيل تعتقل مزيدا من نشطاء حماس في الضفة.. بينهم نواب

الحركة تخرج في مسيرات في الضفة لأول مرة منذ سنوات

TT

واصلت إسرائيل عمليات اعتقال قيادات ومناصري حركة حماس في الضفة الغربية. وشملت العمليات أمس نحو 30 فلسطينيا، بينهم 5 من نواب الحركة في المجلس التشريعي، ضمن الحملة التي أطلقتها إسرائيل أول من أمس، بعد ساعات من توقيع اتفاق التهدئة في غزة.

وقالت حماس، أمس، إن الجيش الإسرائيلي اعتقل العشرات من أبنائها، بينهم النواب في المجلس التشريعي، أمين سر المجلس محمود الرمحي من البيرة قرب رام الله، وباسم الزعارير من السموع جنوب الخليل، وعماد نوفل من قلقيلية، ورياض رداد وفتحي القرعاوي من طولكرم. واعتبرت حماس حملة الاعتقالات تعبيرا واضحا عن «مدى الإحباط والهزيمة التي مُني بها الاحتلال وجيشه وقادته».

وقالت الحركة في تصريح صحافي «إن شن الاحتلال الصهيوني هذه الحملة الشرسة من الاعتقالات بالتزامن مع الانتصار الذي حققته المقاومة في قطاع غزة، وتعزيز روح الصمود والتحدي لدى جماهير شعبنا الفلسطيني في الضفة والقدس، يعبّر عن مدى الإحباط والهزيمة التي مُني بها الاحتلال وجيشه وقادته». وأكدت الحركة أن «سياسة الاحتلال في الاعتقال لن تزيد شعبنا إلا مزيدا من الصمود والتحدي والتصدي لمشاريع الاحتلال ومخططاته الإجرامية، ولن تثني نواب شعبنا ورموزه عن مواصلة دورهم الريادي في الحفاظ على الثوابت والدفاع عن الحقوق والمقدسات».

وطالبت حماس حركة فتح والسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية «بوقف كل أشكال التنسيق الأمني والتوقف النهائي عن ملاحقة واستدعاء واعتقال أبناء الشعب على خلفية الانتماء السياسي»، وإلى «تعزيز حالة التلاحم الشعبي مع مقاومة وصمود الأهل في قطاع غزة التي أغاضت الاحتلال وأرعبته».

وتأتي هذه الاعتقالات على الرغم من أن إسرائيل قالت عندما بدأتها إنها تهدف لاعتقال مشتبه بهم في عملية تفجير الحافلة الإسرائيلية في تل أبيب قبل أيام، وكانت قد اعتقلتهم فعلا، غير أنها واصلت الاعتقالات الأخرى. وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أمس إن «المعتقلين ينسب إليهم الضلوع في ارتكاب اعتداءات ضد أهداف إسرائيلية».

وكان الجيش قد شن أول من أمس حملة مشابهة، طالت نحو 60 من أنصار حماس والجهاد الإسلامي، في خطوة بدت كفعل انتقامي بعد الحرب على غزة. وقال عضو القيادة السياسية في حماس في الضفة، رأفت ناصيف «هذه الاعتقالات لن ترهب الحركة ولن توقف مسيرة جهادها».

وحسب بيان من نادي الأسير الفلسطيني أمس، فإن إسرائيل اعتقلت نحو 400 من الضفة منذ بدء العدوان على غزة. وقال «إن حملة الاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال وطالت عددا من النواب، تعكس مدى إفلاس الحكومة الإسرائيلية سياسيا».

واعتبر نادي الأسير أن «حملة الاعتقالات التي تنفذها قوات الاحتلال بالضفة محاولة منها لاستعادة جزء من هيبتها التي فقدتها أثناء العدوان على قطاع غزة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية من جهة، وتوجه القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة من جهة أخرى».

وتبدو حملة الاعتقالات في الضفة مرشحة للتواصل والتوسع، بعد مظاهرات لحماس في الضفة، انطلقت أمس، هي الأولى من نوعها منذ سنوات. وخرج آلاف من مناصري حماس في طولكرم ونابلس والخليل وبيت لحم ورام الله، في جمعة «الوحدة والانتصار» التي دعت إليها الحركة. وشوهدت أعلام حماس ترفرف في شوارع الضفة يحملها مناصرون وملثمون يرتدون شعار الحركة، بينما هتف المتظاهرون لحماس وكتائب القسام والانتصار، هتافات من بينها «يا قسام عيد الكرة واضرب حيفا هذه المرة». وقال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز دويك، في كلمة في المتظاهرين في الخليل «المقاومة تستحق التقدير والاحترام». وأَضاف «انتصار المقاومة بغزة رفع الرؤوس عاليا ومهد الطريق نحو تحرير فلسطين وعاصمتها القدس». وأردف «المقاومة رفعت رأس كل الفلسطينيين». كما شكر دور مصر قائلا إنه أصبح مختلفا وفعالا ومؤثرا. وطالب دويك وآخرين بضرورة إنجاز المصالحة والتوحد.