واشنطن تحذر نتنياهو من معاقبة السلطة على توجهها للأمم المتحدة

أبو مازن قال لكلينتون: إذا اضطررت سأدعو نتنياهو للمقاطعة وأسلمه المفاتيح

أبو مازن وكلينتون خلال لقائهما في رام الله يوم الأربعاء (أ.ب)
TT

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس، عن ضغوط أميركية شديدة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان، للامتناع عن اتخاذ إجراءات عقابية للسلطة الفلسطينية في حال نجحت في تمرير مشروعها للاعتراف بفلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة. وقالت هذه المصادر، حسب صحيفة «هآرتس» أمس، إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي التقت الثلاثاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في رام الله، ثم انتقلت إلى القدس للقاء ليلي مطول مع نتنياهو وليبرمان، بحضور وزير الدفاع إيهود باراك، حذرت إسرائيل من «مغبة خطوات وعمليات من شأنها تقويض السلطة الفلسطينية وانهيارها كليا، إذا ما أصرت الأخيرة على التوجه للأمم المتحدة في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري».

وبحسب الصحيفة فقد حاولت كلينتون ثني أبو مازن عن التوجه للأمم المتحدة في الموعد القريب، وتأجيل ذلك على الأقل إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، إلا أن الأخير رفض ذلك، وقال إن «القطار غادر المحطة ولا تراجع عن هذه الخطوة». ثم حذرها قائلا إنه في حال اتخاذ إجراءات قاسية فإنه سيدعو نتنياهو إلى المقاطعة وسيسلمه المفاتيح.

وأشارت الصحيفة إلى أن كلينتون عادت والتقت نتنياهو وليبرمان وباراك بعد لقائها أبو مازن في رام الله، وطلبت منهم فحص سبل تعزيز مكانة وسلطة أبو مازن في هذه الفترة، خاصة بعد عملية «عامود السحاب» (الحرب على غزة) التي أدت إلى تعزيز وتعاظم قوة حماس في الشارع الفلسطيني. وقال دبلوماسي أميركي إن «الولايات المتحدة تحاول قدر الإمكان تقليص حجم الضرر الذي قد ينجم عن توجه السلطة الفلسطينية للأمم المتحدة، لأن أي خطوات شديدة ضد السلطة بعد التصويت في الأمم المتحدة ستزيد من تدهور الأوضاع».

وجاء هذا النشر في وقت يصرح فيه أكثر من مسؤول إسرائيلي برفضه سياسة العداء التي تديرها حكومة إسرائيل ضد السلطة الفلسطينية. ويقف في مقدمة هؤلاء، الرئيس شيمعون بيريس الذي نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» على لسانه أمس، مطالبته الحكومة بإجراء مفاوضات مع عباس فورا. وفي مقابلة أجرتها الصحيفة مع بيريس، قال إنه يرى في أبو مازن شريكا، وإنه كل الوقت رأى فيه شريكا، وإنه إذا كان الخيار بين عباس وحماس فالخيار يقع على أبو مازن.

وبحسب بيريس فإنه بعد انتهاء «الجزء العسكري يجب البدء بالجزء السياسي». وأضاف أنه «بالنسبة لأبو مازن فإن القول بأنه ضد الإرهاب، ومع السلام، ومع دولة عربية منزوعة السلاح، وأن قضية اللاجئين تحل بمفاوضات متفق عليها وعادلة، هذه أمور غير مقبولة في الشارع العربي، ولكنه يقولها بصوت عال، ولذلك أنا بالتأكيد أرى فيه شريكا».

وأضاف أنه يجب الآن النظر إلى الأمام، إلى الفصل القادم، وهو فصل سياسي، مشيرا إلى أنه يجب العودة إلى المفاوضات، وقال: «هناك لاعبون جدد، بعضهم يفاجئون للأفضل، وبعضهم للأسوأ، فإيران على سبيل المثال هي التي أرسلت الصواريخ والقذائف الصاروخية إلى حركة حماس من أجل إطلاقها على إسرائيل، وهي التي أرسلتها إلى حزب الله، فقد ملأت الشرق الأوسط بالصورايخ». وادعى أن إيران ليست خطيرة من الناحية النووية فقط، وإنما «هي الدولة الإرهابية الأولى في العالم»، على حد تعبيره.

وفي حديثه عن الرئيس المصري محمد مرسي، قال بيريس إنه يعترف بأهمية محور «الولايات المتحدة - مصر - دول الخليج»، وبحسب تقديراته فإن هذا المحور سيقف مقابل المحور الإيراني، معتبرا أن حماس تدور في فلك إيران. وبحسبه فإن الرئيس المصري المنتخب أثبت قدراته السياسية والقيادية، وأثبت أنه يرى صورة واسعة وليس مصالح ضيقة ومحلية. وأضاف بيريس أن على إسرائيل أن تكرس الأيام التي تلت المواجهات من أجل إطلاق مبادرة سياسية. وقال إن هناك الكثير من الأمور التي يجب القيام بها، مع الانتباه إلى أن من تبدى بمسلكيات غير عادية هو رئيس الولايات المتحدة الذي وقف علانية ومن دون اعتبارات إلى جانب إسرائيل.

وكانت تسيبي ليفني رئيسة حزب «كديما» السابقة، وشاؤول موفاز الرئيس الحالي للحزب، ويائير لبيد رئيس حزب «يوجد مستقبل» الجديد، قد هاجموا نتنياهو على إدارته مفاوضات مع حركة حماس التي تريد إبادة إسرائيل، ويمتنع عن إدارة مفاوضات مع أبو مازن، الذي يريد تسوية سياسية مع إسرائيل. وقالت ليفني: «أي رسالة نبثها إلى العرب والعالم بهذه الطريقة؟ إننا نقول لهم إننا لا نتحدث إلا مع من يوجه الضربات العسكرية لنا».