موجة من الهلع تصيب مواكب عاشوراء بعد ورود معلومات عن استهدافات للزوار بأطعمة مسمومة

مفتش عام وزارة الصحة لـ «الشرق الأوسط» : نتعامل بجدية مع الأمر

ضابط شرطة عراقي يساعد في تحريك الطعام المخصص لزوار عاشوراء ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

في الوقت الذي أعلنت فيه مديرية شرطة الديوانية (180 كم جنوب بغداد) عن اعتقال شبكة تابعة لتنظيم القاعدة في بغداد اعترفت بالتخطيط لتنفيذ تفجير بالديوانية خلال شهر محرم، فقد نجحت دعاية قوامها باستهداف مواكب عاشوراء التي يجري تنظيمها في المدن الشيعية بالعراق لمناسبة مقتل الإمام الحسين بن علي في إثارة موجة من الهلع في صفوف الزوار الذي يتناولون على مدى أيام الزيارة وجبات طعامهم من الأكل الذي يجري توزيعه عبر سرادقات معدة لهذا الغرض على طول الطريق المؤدي من بغداد وبعض المدن الأخرى نحو مدينة كربلاء حيث تبلغ اليوم السبت ذروة المناسبة.

وكان جهاز مكافحة الإرهاب في العراق قد كشف عن مخطط لتسميم الزوار المشاركين في ذكرى عاشوراء، محذرا من تناول الأطعمة من المواكب غير المرخصة. وقال المتحدث الرسمي باسم الجهاز سمير الشويلي في تصريح صحافي إن «جهاز مكافحة الإرهاب يحذر المواطنين من تناول المشروبات والأطعمة من المواكب غير المرخصة»، مؤكدا «ورود معلومات استخبارية تفيد بأن مجموعات إرهابية تروم خلال زيارة عاشوراء توزيع أطعمة تحتوي على حبوب تؤدي إلى تلف أنسجة الجسم». واعتبر الشويلي أن «هدف المجاميع الإرهابية زعزعة الأمن».

من جهتها دعت وزارة الصحة المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر من وجود محاولات إرهابية تستهدف زوار عاشوراء عبر الأطعمة والمشروبات والأدوية المسمومة. وقالت في رسالة نصية أرسلتها على هواتف المواطنين النقالة إن «وزارة الصحة تدعو المواطنين الكرام لاتخاذ الحيطة والحذر من وجود محاولات إرهابية تستهدف الزوار من خلال الطعام والشراب والدواء بمواد شديدة السمية». ودعت وزارة الصحة إلى «إبلاغ السلطات المختصة عن جميع الحالات المشبوهة». من جهته أعلن مفتش عام وزارة الصحة عادل محسن في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الأمر سواء كان دعاية منظمة أو ناتج عن معلومات استخبارية وهو ما وردنا من الجهات المختصة فإننا نتعامل مع الأمر على محمل الجد»، مشيرا إلى أن «الفرق الصحية تم توزيعها ومنذ يوم أمس الجمعة على كل المناطق والمواكب لوضع الآليات المناسبة للحد من إمكانية حصول خسائر جراء عملية خطيرة من هذا النوع». وأشار إلى أننا «أبلغنا أصحاب المواكب ممن يقومون بعمليات الطبخ أن لا يجعلوا مشرفين على الطبخ إلا ممن يثقون بهم وكذلك الأمر من خلال عملية التوزيع على الزوار». وأوضح أن «المادة التي أرادت الجهات المعادية وضعها في الطعام هي شديدة السمية» مؤكدا أنه «لم تحصل حتى الآن أي حالة من هذا النوع إلا أننا وضعنا خططا استباقية من أجل التعامل مع الحالات التي يمكن أن تحصل من خلال تهيئة المستوصفات والمواد المضادة لها». من جانب آخر قال قائد شرطة الديوانية العميد عبد الجليل الأسدي إن «الأجهزة الأمنية في محافظة بغداد اعتقلت مجموعة من المنتمين لدولة العراق الإسلامية خلال عمليات نوعية تمت بالتنسيق مع الاستخبارات الاتحادية»، مضيفا أن «أحد عناصر الشبكة اعترف بالتخطيط لتفجير سيارة مفخخة في الديوانية». وأوضح الأسدي في تصريح صحافي أن «العنصر ينتمي إلى تنظيم ولاية الجنوب، واعترف خلال التحقيقات بقيامه باستطلاع لمحافظة الديوانية قبل عدة أيام من بدء شهر محرم»، لافتا إلى أن «التنظيم عدل عن التفجير بعد أن لمس إجراءات أمنية مشددة في كل مداخل الديوانية بحسب اعترافات المعتقل».