تركمان كركوك يؤيدون الموقف الكردي الرافض لعمليات دجلة

العرب في المدينة يدعمون أي اتفاق يدعو للتهدئة

TT

بينما قال عرفان كركوكي رئيس حزب الشعب التركماني العراقي وهو معاون محافظ كركوك للشؤون الأمنية «إن مجلس إدارة المحافظة كان واضحا في موقفه الرافض رفضا قاطعا لتشكيل قيادة عمليات دجلة لما تنطوي عليه هذه الخطوة من خطورة كبيرة على الأوضاع الأمنية الهشة أساسا في كركوك»، دعا النائب العربي عن محافظة كركوك عمر الجبوري، أمس، جميع الوسطاء بين حكومتي المركز وإقليم كردستان إلى الابتعاد عن سياسية الالتفاف على الدستور، مؤكدا في الوقت نفسه أن «عرب كركوك لا يرضون بوضع الجيش بكفة القوى المسلحة المرتبطة بالأحزاب الكردية».

وقال رئيس حزب الشعب التركماني العراقي لـ«الشرق الأوسط» أمس إنه «لا يرى أي مبرر يدعو إلى تشكيل قوات دجلة ووضع كركوك تحت سيطرتها المطلقة»، مؤكدا أن «الأمر خطير جدا» مشيرا إلى أن «كركوك لا تحتاج إلى ما يعقد أوضاعها أكثر فأكثر، وكنا ننتظر من حكومة نوري المالكي دعما لتحسين الوضع الأمني وليس تعقيده أكثر مما هو معقد أساسا بسبب تكالب القوى الإرهابية عليها».

وأضاف عرفان كركوكي «كنا ننتظر من السيد المالكي أن يدعم الأجهزة الأمنية ومؤسساتها في المحافظة لتحسين الوضع الأمني، وليس محاصرة المحافظة بقوات من عمليات دجلة، فليس هناك أي مبرر لتشكيل قيادة عسكرية ووضع ثلاث محافظات تحت سيطرتها، وأساسا تشكيل تلك القوات غير دستوري وهذا ما جعلنا نرفضه منذ البداية». وقال كركوكي «إن قوات البيشمركة قامت خلال الفترة الماضية بجهد كبير في مواجهة القوى الإرهابية بمناطق كركوك، وكانت عملياتها المشتركة مع قوات الجيش العراقي مفيدة جدا ورادعا بمواجهة هؤلاء الإرهابيين الذين يستهدفون كركوك أكثر من غيرها من المحافظات بهدف زعزعة أمنها، على اعتبار أن كركوك بطبيعتها السكانية هي صورة مصغرة عن العراق، ولذلك كان المفروض أن تدعم الحكومة المركزية جهود البيشمركة وقوات الجيش لتعزيز تعاونها المشترك بمجال مواجهة الإرهاب وليس تحشيدهما بوجه بعضهما البعض، وهو الأمر الذي لا يخدم مصلحة العراق بلدا وشعبا».

وأضاف «نحن عانينا من الجيش العراقي السابق لعقود طويلة، وفي العراق الجديد كنا نأمل أن يكون هذا الجيش حاميا للوطن، وليس ورقة بيد هذا الطرف أو ذاك لاستخدامها في صراعاته السياسية، لا نريد لتجارب الماضي المؤلمة أن تتكرر مرة أخرى، نريد أن نحتكم إلى الدستور في جميع قضايانا وخلافاتنا، لأنه هو الوحيد الضامن للأمن والاستقرار في العراق، وكركوك هي صمام الأمان لكل العراق، أي مشكلة تواجهها ستؤثر على بقية مناطق العراق، لذلك نطالب الحكومة العراقية بدعم محافظتنا وليس تعقيد أوضاعها، نحن رفضنا تشكيل تلك القيادة العملياتية من منطلق حرصنا على استتباب الأمن والاستقرار، نريد السلام لمحافظتنا ولكل العراق، ونحتاج إلى التوافق والجهد المشترك لحماية بلدنا من المخاطر، وليس خلق مواجهات بين أبناء الوطن الواحد».

من جهته قال الجبوري، وهو نائب عن القائمة العراقية، في تصريحات صحافية أمس إن «العشائر العربية وممثليهم بالقوائم السياسية لا يرضون بوضع الجيش العراقي بكفة واحدة مع القوى المسلحة المرتبطة بالأحزاب التابعة لإقليم كردستان»، معتبرا أن «دور الجيش وطني للحفاظ على ثروات البلاد ودعم وحدة أراضيه ومكوناته»، مؤكدا أن «أي دولة حديثة قوية لا يمكن أن تكون كذلك إن لم تمتلك جيشا قويا ومهنيا»، منبها إلى ضرورة أن «يكون الجيش بيد السلطات الاتحادية لتنفيذ استحقاقاتها السيادية حسب المواد 1 و67 و109 من الدستور».

ودعا الجبوري الوسطاء لحل الأزمة بين حكومتي بغداد وأربيل إلى «الابتعاد عن سياسة الالتفاف على الدستور». وشدد على أن عرب كركوك يدعمون أي اتفاق للتهدئة مع حكومة إقليم كردستان.