أردوغان ولارجاني يعقدان اجتماعا «خلف الأبواب المغلقة»

اختتم زيارته إلى لبنان وأجرى مباحثات مع نصر الله

لاريجاني يضع إكليلا من الزهور على قبر عماد مغنية أثناء زيارته للبنان (أ.ف.ب)
TT

وصل علي لاريجاني رئس مجلس الشورى الإيراني أمس إل إسطنبول قادما من بيروت وذلك للمشاركة في إحياء ذكرى عاشوراء ولقاء رئس الوزراء التركي رجب طب أردوغان، في زيارة تستغرق يوما واحدا.

وحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إيرنا) فقد عقد لاريجاني وأردوغان اجتماعا «خلف الأبواب المغلقة»، وذلك لبحث القضاا الإقلمة والدولة والعلاقات الثنائية التي توترت على خلفية الأزمة السورية. وأفادت وكالة أنباء الأناضول أن الرجلين عقدا محادثات على انفراد استغرقت ساعتين في مكتب أردوغان، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

كما أجرى لاريجاني إضافة إلى أردوغان، محادثات دامت ساعة مع رئيس البرلمان التركي جميل تشيتشيك.

وإيران هي أحد أبرز داعمي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين تمنح تركيا مساعدتها للمعارضة السورية، وقد طلبت الأسبوع الماضي من الحلف الأطلسي الذي تنتمي إليه، نشر صواريخ أرض - جو من طراز «باتريوت» على حدودها مع سوريا لدواع دفاعية.

وانتقدت طهران بشدة مشروع نشر صواريخ «باتريوت»، وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهنبراست أن هذا الأمر «لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع وجعله أكثر تعقيدا».

وتأتي زارة لاريجاني إلى إسطنبول تلبه لدعوة وجهها الشعة في تركا للمشاركة ف مراسم عاشوراء.

وكان ف استقبال لاريجاني ف مطار إسطنبول زعم الشعة ف تركا صلاح الدن أوزغوندوز وسفر الجمهورة الإسلامة الإرانة لدى تركا بهمن حسن بور وعدد من المسؤولن الأتراك.

وتقام مراسم عاشوراء ف إسطنبول سنوا شارك فها عشرات الألوف من الشعة الأتراك وشخصات من دول أخر، حيث وجهت الدعوة أيضا إلى عدد من المسؤولين العراقيين بينهم رئس لجنة الشؤون الخارجة ف البرلمان، حسب أرنا.

وألقى لاريجاني أمس كلمة أمام آلاف من المشاركين في ذكرى عاشوراء بإسطنبول، حيث أشار إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، متجاهلا الأحداث الدامية في سوريا.

واعتبر لاريجاني أن «الكيان الصهيوني تكبد هزيمة نكراء في عدوانه الأخير»، وأن «أمام هذا الكيان أيام أكثر صعوبة». وأضاف أن «الصهاينة عديمي الشرف الذين يقصفون أهالي غزة بأنواع القنابل، يتمتعون بدعم تام من قبل الغرب الذي أرسل ممثليه إلى غزة ليقولوا إننا شركاء للكيان الصهيوني».

وكان لاريجاني عقد أول من أمس محادثات مع المسؤولين السوريين في مقدمتهم الرئيس السوري بشار الأسد، وعدد من المسؤولين اللبنانيين حول الأحداث والتطورات الإقليمية الراهنة. إلى ذلك، كشف عضو سابق بحزب الحياة الحرة في كردستان (بيجاك)، وهو الجناح الإيراني لحزب العمال الكردستاني التركي المحظور (بي كي كي) النقاب عن دعم إيراني بالمال والسلاح لحزب العمال.

وأبلغ أحمد جوريس، الذي يحاكم بتهمة انتمائه لمنظمة إرهابية، المحكمة الجنائية العليا الثانية التركية أول من أمس خلال جلسة استماع أن إيران ساعدت حزب العمال الكردستاني من خلال تزويده بالأسلحة مرات عدة في حقبة تسعينات القرن الماضي، حسبما ذكرت صحيفة «تودايز زمان» التركية أمس.

وزعم جوريس، الذي قال إنه انسحب من حزب الحياة الحرة في كردستان في عام 2005، أن مسلحي حزب العمال الكردستاني التقوا مع مسؤولي المخابرات الإيرانية في إيران كما تم توفير الإقامة لهم.

يشار إلى أن حزب العمال الكردستاني يخوض قتالا ضد القوات التركية منذ ثمانينات القرن الماضي سعيا وراء إقامة الحكم الذاتي الكردي في جنوب شرقي البلاد مما أسفر عن مقتل 45 ألف شخص.

وكان لاريجاني قد اختتم أمس زيارته إلى لبنان، غداة لقائه نظيره اللبناني الرئيس نبيه بري، وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وممثلين عن «حزب الله» والفصائل الفلسطينية.

وذكرت العلاقات الإعلامية في حزب الله أن نصر الله استقبل لاريجاني والوفد المرافق له، في حضور سفير إيران في بيروت غضنفر ركن آبادي، مشيرة في بيان إلى أنه «تم التشاور مع نصر الله في آخر التطورات السياسية في المنطقة، لا سيما في فلسطين، سوريا ولبنان».

وزار لاريجاني قبيل مغادرته متوجها إلى تركيا ضريح القيادي في «حزب الله» عماد مغنية، برفقة وفد برلماني إيراني.

وشدّد لاريجاني خلال زيارته إلى بيروت على أن «قضية غزة تعتبر قضية مهمة جدًا وانتصارا كبيرًا للشعب الفلسطيني الشجاع بعد هذا التصعيد الأخير من العدو الصهيوني»، معتبرا أن هذا الانتصار هو للجميع وأصبح واضحًا أن المقاومة اللبنانية والفلسطينية لا تزال قوية وصامدة تجاه الإجراءات الوحشية للاحتلال الصهيوني».

من جهته، وتعليقا على زيارة لاريجاني إلى بيروت، رأى وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور أنَّ زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني ليست الأولى ولن تكون الأخيرة لبحث الأزمة السورية وما يمكن التوصل إليه مع الدول المجاورة لحلها. واعتبر في حديث إذاعي أن «الزخم السياسي الإيراني باتجاه المنطقة لم يتراجع فطهران تؤثر وتتأثر بالأحداث التي تحيط بها».