أنقرة: تشريح جثمان تورغوت أوزال يكشف عن وجود مواد سمية

4 أنواع من السموم أضعفت صحة الرئيس التركي الأسبق حتى أجهزت عليه

الرئيس التركي الأسبق تورغوت أوزال
TT

كشفت الفحوص السمية لجثمان رئيس الجمهورية التركي الأسبق تورغوت أوزال الذي توفي عام 1993 عن وجود أربعة أنواع مختلفة من السموم.

فقد رصد الأطباء كميات من المبيد الحشري «دي دي تي» تزيد عشر مرات عن المعدل الطبيعي، إضافة إلى آثار كادميوم، وهو عنصر فلزي ثقيل، وبولونيوم وأمريكيوم وهما مادتان مشعتان، كما أوضحت صحيفة «تودايز زمان» الموالية للحكومة التركية، نقلا عن عاملين بمعهد «إيه تي كيه» للطب الشرعي المكلف بإجراء الفحوص.

وترى هذه المصادر أن أوزال الرئيس الثامن للجمهورية التركية، يمكن أن يكون مات مسموما بهذه المواد، حسب الصحيفة التي أوضحت أن تقرير الطب الشرعي سيقدم قريبا إلى القضاء. وأشارت الصحيفة، الصادرة بالإنجليزية، إلى أن الأمريكيوم والبولونيوم أضعفا على ما يبدو صحة الرئيس ليسرع مبيد «دي دي تي»، الذي دس له في الغذاء أو الشراب، في الإجهاز عليه. وكانت تقارير سابقة لم يتم تأكيدها بشكل رسمي أفادت بأن علماء عثروا خلال فحص رفات أوزال على آثار من مادة ستركنين شديدة السمية. وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية فإنه تم إخراج جثمان تورغوت أوزال من قبره في إسطنبول في أول أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بقرار من القضاء لإجراء عملية تشريح تحدد من خلالها أسباب وفاته بعد أن أكد عدد من أفراد أسرته لمدة عقدين من الزمن أنه مات مسموما.

وكان أوزال تولى منصب الرئيس في الفترة بين 1989 حتى أبريل (نيسان) 1993 عندما أعلن عن وفاته جراء سكتة قلبية عن 65 عاما، وهو ما يزال في منصبه، ومنذ ذلك الحين تزايدت الشائعات بشأن أسباب وفاته.

وأمر الرئيس الحالي عبد الله غل بفتح تحقيق رسمي لتحديد سبب وفاته.

وخلص هذا التقرير في يونيو (حزيران) إلى أن الرئيس الأسبق مات في ظروف «مشبوهة» واقترح تشريح الجثة لتبديد الشكوك في أسباب هذه الوفاة. وحققت تركيا إصلاحات في عهد أوزال أسهمت في نمو اقتصادي، لكن أوزال دخل بعد ذلك في صراع مع الجيش الذي كان يحكم سيطرته على البلاد لرغبة الرئيس في تبني موقف مهادن من القضية الكردية. وتوفي أوزال، وهو كردي الأصل، أثناء محاولته إيجاد تسوية تفاوضية للنزاع الكردي، الذي تسبب منذ 1984 في سقوط أكثر من 45 ألف قتيل وفقا للجيش التركي.