واشنطن ستضطر للاستغناء عن حاملة طائرات في الخليج لشهرين

إيران تشتكي من الخروقات «غير المشروعة والاستفزازية» للبحرية الأميركية

حاملة طائرات أميركية (نيويورك تايمز)
TT

ستضطر البحرية الأميركية إلى التخلي لمدة شهرين عن إحدى حاملات الطائرات المنتشرة في الخليج، حيث تمتلك عادة اثنتين، بسبب إصلاحات لا بد من إجرائها على إحدى هذه السفن، وتزامن التوجه الأميركي مع شكوى رفعتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ضد ما سمته التصرفات «غير المشروعة والاستفزازية» للبحرية الأميركية في الخليج وبحر عمان.

وحسب تقرير أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، فإن القرار الأميركي يعكس الضغط الذي باتت البحرية الأميركية تقع تحته منذ قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما الإبقاء دوما على حاملتي طائرات في الخليج بسبب المخاوف التي تثيرها إيران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.

وحسب مسؤولين أميركيين، فإن حاملة الطائرات «يو إس إس نيميتز» كان مفترضا أن تحل مطلع 2013 محل الحاملة «يو إس إس دوايت آيزنهاور» ولكن مشكلات فنية ظهرت في «نيميتز» وبالتالي، فإن إصلاح هذه الأعطال سيستدعي تأخر وصولها إلى المنطقة وتغيير البرنامج.

وبناء عليه، ستضطر الحاملة آيزنهاور للعودة إلى الولايات المتحدة قبل موعدها المحدد أصلا وستبقى في مرفئها بفيرجينيا (شرق) شهرين قبل العودة مجددا إلى الشرق الأوسط في «تحرك غير اعتيادي»، بحسب ما اعترفت البحرية.

وخلال هذين الشهرين، ستبقى الحاملة «يو إس إس ستينيس» في الخليج إلى جانب سفن أخرى من قطع البحرية الأميركية.

وفي تلك الأثناء بعث مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة محمد خزاعي برسالتين متطابقتين إلى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وأخرى إلى مجلس الأمن الدولي، اشتكى فيهما من «خروقات متكررة» لأجواء بلاده من قبل البحرية الأميركية.

وحدد خزاعي 7 طلعات جوية فوق مناطق ساحلية في بوشهر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كما أشار إلى حادثة الطائرة الأميركية من دون طيار التي تصدت لها طائرتان حربيتان إيرانيتان بإطلاق قذائف عدة باتجاهها دون أن تتمكن من إصابتها في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، التي أثارت ضجة واسعة في الأوساط الأميركية.

وحثت الرسالتان الإيرانيتان اللتان وزعتا أول من أمس، بان كي مون على توجيه تحذير إلى الولايات المتحدة «ضد استمرار انتهاك القانون الدولي والعواقب الوخيمة التي تترتب على أي تصرفات استفزازية وخطيرة التي تتحمل حكومة الولايات المتحدة مسؤوليتها».

وكانت واشنطن أعلنت في وقت سابق من الشهر الحالي عن أن إيران هاجمت طائرة أميركية من دون طيار في المجال الجوي الدولي فوق الخليج.

وأفادت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن طائرتين حربيتين إيرانيتين أطلقتا قذائف عدة باتجاه الطائرة الأميركية دون أن تتمكنا من إصابتها. وقال جورج ليتل المتحدث باسم البنتاغون إنه تم اعتراض الطائرة في الأولى من نوفمبر أثناء قيامها بمهمة مراقبة «روتينية» على بعد مائة كلم من السواحل الإيرانية حيث اعترضتها طائرتا «سوخوي 25» في حادثة «غير مسبوقة».

ولم تعلن الولايات المتحدة عن الحادث أثناء فترة الانتخابات الرئاسية على الرغم من وقوعه قبل 5 أيام من موعد الانتخابات.

وقال ليتل إن الولايات المتحدة أبلغت الإيرانيين أنها ستواصل «القيام بطلعات مراقبة اعتيادية فوق المياه الدولية بالخليج، بموجب ممارسة قائمة منذ أمد بعيد، وبناء على التزامنا بأمن المنطقة»، وأنها ستحمي أهدافها العسكرية بالضرورة.