تزايد عدد كبار السن في أوساط المعارضين للرئيس مرسي

ظهروا بكثافة في ميدان التحرير

TT

«ساعدني يا بني لكي أصعد فوق الرصيف».. بصوت واهن قال إبراهيم نصر (63 عاما) تلك الجملة لأحد المتظاهرين في ميدان التحرير، الليلة قبل الماضية، وعلى الرغم من صوته الواهن، فإن عينيه حملتا نظرة إصرار وتصميم قوية، دفعتني لسؤاله عن سبب مجيئه إلى التحرير وسط الاشتباكات وقنابل الغاز المسيل للدموع، فقال: «أتيت لأن صبري نفد.. الإخوان المسلمون ورئيسهم يقودون مصر نحو المجهول».

إبراهيم، وهو موظف على المعاش، مسيحي الديانة.. «جئت من سكني في حي مصر الجديدة (شمال القاهرة) إلى ميدان التحرير لأعبر عن رفضي للإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي يوم الخميس الماضي».

ويضيف إبراهيم: «رفض أولادي نزولي، فقررت النزول بمفردي.. أعلم أنني لن أستطيع الجري إذا هاجمت قوات الأمن الميدان، وأعلم أن قنابل الغاز ستضر جهازي التنفسي، ولكن لم يعد هناك مجال للجلوس على (الكنبة) بعد الآن».

إبراهيم لم يكن الحالة الوحيدة لكبار السن، الذين ذهبوا إلى ميدان التحرير اعتراضا على الإعلان الدستوري الأخير، الذي أصدره مرسي يوم الخميس، وحصن بموجبه قراراته من الطعن أمام أي جهة، وحصن مجلس الشورى والجمعية التأسيسية من الحل من أي جهة.

وفور صدور ذلك الإعلان الدستوري، دعت عدة قوى سياسية إلى التظاهر في ميدان التحرير اعتراضا عليه، ودعت الرئيس مرسي لسحبه.

أما الحاج عبد السلام عبد الله (65 عاما)، فقد نزل معه ابنه الشاب إلى ميدان التحرير ليعترضا معا على قرارات مرسي الأخيرة. وقال عبد السلام وهو جالس داخل الحديقة المستديرة في منتصف ميدان التحرير، المعروفة باسم الكعكة الحجرية: «أتيت هنا بعد صلاة الجمعة مع ابني.. تركته ينزل وحده في ثورة 25 يناير، ولكن هذه المرة قررت أن أتظاهر قبله.. فالوضع لا يبشر بأي خير».

ويضيف عبد السلام: «إذا كان الشباب محتقنين من حكم (الإخوان)، فأمثالي من كبار السن عايشوا (الإخوان) في فترة الخمسينات والستينات، وعايشنا ما فعلوه في الحياة السياسية، لذلك ندرك خطورة ما سيفعلونه إذا تمكنوا من الحكم».

أما سامح يوسف، وهو مسن في السبعين من عمره افترش أرض الميدان، أمام مجمع التحرير بعد أن أصيب بحالة اختناق جراء قنابل الغاز المسيل للدموع، فقال: «حرصت على المشاركة في المظاهرات، استجابة للدعوة التي أطلقتها القوى السياسية المختلفة للتعبير عن رفضنا للإعلان الدستوري».

ويضيف: «طوال عمري الذي قارب على الانتهاء، كنت أفضل السير بجوار الحائط، لكن ثورة 25 يناير كشفت لي أن منهجي في الحياة كان خطأ، فلو كنت وجيلي اعترضنا على ديكتاتورية الحكام ما كنا وصلنا إلى هذا الحال».

ويقول: «قررت أن لا أصمت في أيامي الأخيرة، وأيا كان شخص الرئيس، لو رأيت أنه سينحرف عن المسار الذي رسمته ثورة يناير بدماء الشباب، فسأنزل للتظاهر ضده».

ويشهد ميدان التحرير منذ مساء الخميس الماضي مظاهرات حاشدة معارضة لقرارات الرئيس مرسي، بينما استمرت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في شارعي قصر العيني ومحمد محمود.

وفي المقابل، نظم مؤيدو الرئيس مرسي مظاهرات حاشدة أمام قصر الاتحادية الرئاسي للإعراب عن تأييدهم لما أصدره من قرارات، وخرج الرئيس مرسي من القصر الرئاسي، ليوجه كلمة للشعب من وسط مؤيديه.