الباكستانية ملالا قد تحصل على إقامة دائمة في بريطانيا

بعد نجاتها من إطلاق نار على يد عناصر طالبان

TT

من المتوقع أن تحصل الناشطة ملالا يوسفزاي (15 عاما) التي أطلقت حركة طالبان النار عليها بسبب إعلانها آراء مناهضة للمسلحين في باكستان، على إقامة دائمة في بريطانيا، حيث تتلقى العلاج داخل «مستشفى الملكة إليزابيث» في برمنغهام بعد استخراج رصاصة من عمودها الفقري. وقد طار والداها وشقيقاها إلى بريطانيا الشهر الماضي حتى يمكنهم البقاء إلى جوارها، وتتردد أنباء عن أن الحكومة الباكستانية قد عرضت على والدها وظيفة بقنصليتها في برمنغهام.

وذكر مصدر داخل القنصلية الباكستانية: «نظرا لخبرته كمعلم والأدوار الإدارية التي اضطلع بها في باكستان، تقرر أنه من الأفضل تعيينه في منصب قنصل أو مساعد إداري. العقد المبدئي لمدة عام، وسوف توفر له الحكومة الباكستانية منزلا وسيارة في برمنغهام. الحكومة تشعر بأن من واجبها العناية بالأسرة، والوضع في باكستان خطر جدا بالنسبة لهم».

وقد دخل جميع أفراد أسرة يوسفزاي بريطانيا بتأشيرات سياحية، وسوف تنتهي هذه التأشيرات في شهر مارس (آذار) من العام المقبل. ورحب خالد محمود النائب البريطاني من حزب العمال عن مدينة برمنجهام بهذه الخطوة، قائلا إن الأسرة سوف تكون محاطة بالأصدقاء والأقارب في برمنغهام.

وكانت ملالا قد تعرضت لهجوم من قبل مسلحين ينتمون إلى حركة طالبان في مينغورا، وهي البلدة الرئيسية في وادي سوات، يوم 9 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أثناء عودتها من المدرسة إلى منزلها، مما أدى إلى إصابتها برصاصة أعلى عينها اليسرى مباشرة، بعد أن استقل المتطرفون حافلة المدرسة التي كانت تقلها وأطلقوا النار عليها بسبب مطالبتها بتعليم الفتيات ودفاعها عن حقوق الأطفال. واخترقت الرصاصة جانب فكها وأحدثت تلفا بالجمجمة، وتم لاحقا نقلها بالطائرة إلى بريطانيا للعلاج. وقد هددت حركة طالبان باكستان باستهداف ملالا وأفراد أسرتها، مما أثار تساؤلات عما إذا كانت عودتها إلى باكستان آمنة أم لا. وكان مسلحو طالبان أطلقوا النار على ملالا يوسف زاي وهي على متن حافلتها المدرسية قبل عدة شهور في مينغورا بمنطقة وادي سوات شمال غربي باكستان في محاولة اغتيال بدم بارد «لجريمتها» دعم حق الفتيات في التعليم.

ونجت الشابة البالغة من العمر 15 عاما بأعجوبة وكسبت لشجاعتها تعاطف الملايين حول العالم ودفعت بالأمم المتحدة إلى إعلان اليوم «يوم تحرك عالمي» دعما لها.

وستقام في أنحاء العالم تجمعات ومظاهرات تكريما لها وللمطالبة بحق 32 مليون فتاة محرومات من التعليم وارتياد المدرسة.

وحيا رئيس الوزراء الباكستاني رجا برويز أشرف شجاعة ملالا وحث مواطنيه على «الوقوف بوجه الفكر المتطرف الذي أدى إلى الهجوم عليها». وقال إن «تدفق التعاطف لملالا واستنكار العمل الجبان يظهر تصميم المجتمع الباكستاني على عدم السماح لعدد صغير من العناصر المتطرفة بإملاء أجندتهم».