صحف عالمية تنتقد توسيع الرئيس المصري لسلطاته

بعضها وصفته بالانقلاب الدستوري والابتعاد عن الديمقراطية

لقطتان من عناوين الصحف البريطانية أمس
TT

تناولت صحف عالمية تطورات الأوضاع في مصر وانتقدت الكثير من هذه الصحف الإعلان الدستوري الأخير الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي والذي يخوله مزيدا من السلطات. وصدرت صحف تصور حالة التراجع عن مسار الديمقراطية الذي تشهده الساحة السياسية المصرية، والتي لأجلها عرضت المؤسسات الدولية تقديم المساهمة العينية والمساعدات المالية لدفع عجلة التحول الديمقراطي بالبلاد بعد اندلاع ثورة 25 يناير وتنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك في فبراير (شباط) 2011.

«خطأ مرسي»، هكذا خرج عنوان خبر الأحداث في مصر من جريدة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، وجاء في الجريدة أنه بين ليلة وضحاها تغير مركز رئيس مصر الإسلامي محمد مرسي من كونه بطل الوساطة في نزاع غزة إلى رئيس مصوبة نحوه النيران بعد انتزاعه لنفسه قوى جديدة بزعم أنها ستحمى مكاسب ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك منذ نحو عامين، وعلقت الصحيفة بأن هذه «الديكتاتورية الحميدة» ليست بأي شكل طريقا لبناء الديمقراطية. وأضافت الصحيفة بأن شقة التباعد بين أطياف المجتمع المصري أخذت في الاتساع باقتحام المتظاهرين لمقرات حزب الحرية والعدالة الذي ينتمي إليه الرئيس مرسي، خاصة أنه طالما كان هناك شكوك تحيط بالتزام الحكومة الإسلامية نحو التحول الديمقراطي، بالإضافة إلى حالة الإحباط التي تصيب الأقلية الليبرالية التي تنسحب بشكل مستمر من صياغة الدستور الجديد للبلاد بسبب محاولات الإسلاميين لاحتكاره.

وقالت صحيفة «التلغراف» البريطانية أن العنف انفجر عبر مصر يوم الجمعة الماضي بين المتظاهرين لشجب الانقلاب الدستوري الذي دفعهم لاقتحام وحرق عدد من مقرات حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الذي ينتمي إليها الرئيس، ووصفت الصحيفة روح ثورة 25 يناير التي استرجعها ميدان التحرير أول من أمس الذي شهد تجمعات عارمة للمعارضين لقرارات الرئيس مرسي من المنتمين للتيارات الليبرالية وإن كان عددهم أقل من أيام ثورة 25 يناير التي أسقطت مبارك. وقالت إن هؤلاء الليبراليين يرون أن المنتمين إلى تيارات الإسلام السياسي قد سرقوا ثورتهم.

وبالنسبة لجريدة «الغارديان البريطانية» فقد وصفت مصر التي أصبحت متعددة الأقطاب انقلبت على نفسها يوم الجمعة الماضية بانتشار المظاهرات المتضادة في أرجاء مصر بين مؤيدين ومعارضين لقرارات الرئيس مرسي الذي بموجبها استحوذ على سلطات مطلقة. وأضافت الصحيفة، أن القاهرة شهدت مسيرات تنافسية ضخمة وفي الوقت الذي كان يشهد فيه ميدان التحرير الرافض للإعلان الدستوري مواجهات متقطعة مع قوات الشرطة بين مباني الجامعة الأميركية والمدرسة الفرنسية، كان مؤيدو قرارات الرئيس مرسي يحتفلون عند أسوار قصر الاتحادية بمصر الجديدة. وبالنسبة لصحيفة «لو فيغارو» الفرنسية جاء عنوانها بأن «مصر لا تزال ضد الفرعون مرسي»، وقالت إنه بعد الترحيب الذي ناله الرئيس مرسي من الأمم المتحدة ودول العالم العربي بعد الدور المحوري لمصر في وقف إطلاق النار في الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية الأخيرة إلا أن الرئيس مرسي اتخذ إجراءات تسببت في وقوع زلزال سياسي على ضفاف النيل واستشهدت الصحيفة بتغريدات الدكتور محمد البرادعي المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية على حسابه الخاص على موقع «تويتر» والذي قال إن: «الرئيس مرسي اليوم اغتصب جميع سلطات الدولة».

أما بالنسبة للصحف الأميركية فألقت الضوء على المناوشات التي وقعت في ميدان التحرير بين المتظاهرين وقوات الأمن، وقالت صحيفة «الواشنطن بوست» إن انتزاع السلطات يهدد مسيرة الديمقراطية، كما أن الإعلان الدستوري قسم مصر، وأن هذا التطور الأخير سيمحي إلى الأبد الوحدة التي جمعت القوى الإسلامية والليبرالية التي حدثت منذ عامين في ميدان التحرير وأسقطت مبارك.