«الجيش الحر» يستولي على مطار عسكري بغوطة دمشق

في إطار خطة للسيطرة على القواعد الجوية

صورة مأخوذة من موقع أوغاريت لعنصر من الجيش الحر داخل قاعدة عسكرية في غوطة دمشق أمس (أ.ب)
TT

يأتي الهجوم الذي نفذه «الجيش السوري الحر» فجر أمس الأحد على مطار مرج السلطان العسكري في منطقة ريف دمشق في سياق استراتيجية قديمة اعتمدتها الكتائب المقاتلة ضد الجيش النظامي، لا سيما في مدينتي حلب ودمشق. وتقضي هذه الاستراتيجية بضرب المنافذ والمرافق الحيوية التابعة للنظام السوري، بهدف شل قدراته ومنع وصول التعزيزات اللوجيستية والعسكرية إليه، بحسب ما يؤكده ناشطو المعارضة السورية.

وكان «الجيش الحر» قد تمكن من السيطرة أمس على مطار مرج السلطان العسكري بريف دمشق، على الرغم من الحصار المحكم والقصف النظامي المستمر لبلدات وقرى عدة في هذه المنطقة. وتمكن من تدمير مروحيتين عسكريتين، كما هاجم كتيبتي الرادار والرحبة ودمر عددا من الدبابات. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في سياق متصل أن «الكتائب المقاتلة دمرت مروحيتين كانتا على أرض المطار، وسيطرت على دبابة، وأسرت 12 جنديا نظاميا».

ويظهر شريط فيديو بثه ناشطو المعارضة على موقع «يوتيوب» وتناقلته صفحات المعارضة السورية، عناصر من لواء «الحبيب المصطفى»، يتجولون بعتادهم العسكري في حرم المطار بعد سيطرتهم عليه، وأوضح الفيديو سلاحا مضادا للطائرات أعلى مخبأ خال.. كما أظهر شريط آخر سقوط طائرتين للجيش النظامي والاستيلاء على مجموعة من الدبابات من قبل الجيش الحر.

ويقول نبيل، وهو أحد الناشطين الميدانيين في ريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مطار مرج السلطان لم يكن في بداية الثورة يستخدم كمنصة للقصف بحيث تنطلق منه الطائرات لقصف المناطق المجاورة»، مؤكدا أن «وظيفة هذا المطار كانت تقتصر على عمليات التجسس والرصد، إذ إن العديد من قواعد الرادار تعمل يوميا داخل المطار لكشف مواقع الجيش السوري الحر». ويوضح الناشط المعارض أنه «في الفترة الأخيرة صار المطار يستخدم لأغراض عسكرية، حيث تتجمع فيه الدبابات وتنطلق منه الحوامات لضرب مجموعات الثوار المتمركزة في المنطقة».

من جانبه، كشف أبو محمد، مسؤول إحدى وحدات الاتصال في الجيش السوري الحر بريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط»، أن «ضرب هذا المطار هو مقدمة للهجوم على بقية المطارات العسكرية في العاصمة دمشق وتدميرها بالكامل بهدف منع النظام المجرم من السيطرة على الجو بسهولة».

وتنتشر في مدينة دمشق وريفها مجموعة من المطارات المدنية العسكرية التي يستخدمها النظام السوري كقاعدة لانطلاق طائراته الحربية، منها مطار مرج رهيل ومطار الناصرية ومطار مرج السلطان ومطار الضمير. أما المطار الأخطر بالنسبة للثوار فهو مطار المزة العسكري. ويقول ناشطون إن هذا المطار الذي تحيط به مناطق سكنية كالمعضمية وكفرسوسة والمزة، لا تنحصر خطورته في انطلاق الطائرات منه لقصف المدنيين في ريف دمشق وارتكاب المجازر، وإنما في تحوله إلى معقل للمخابرات الجوية، الجهاز الأمني الأكثر شراسة في تعامله مع المناهضين للنظام.

ويعرب مقاتلون في «الجيش الحر» عن اعتقادهم بأن «القوات النظامية لم تعد تتفوق عليهم إلا بسلاح الجو، وكلما تم ضرب البنية التحتية لهذا السلاح من مطارات وقواعد جوية كان عمر هذا النظام أقصر».

تجدر الإشارة إلى أن مطار مرج السلطان يقع في قرية تحمل الاسم نفسه وتقطنها غالبية شركسية. وهي قرية صغيرة تقع في وسط غوطة دمشق، على مسافة 18 كم شرق العاصمة السورية دمشق. وتبعد عن مجرى بردى 1500 متر نحو الجنوب، وشكل أراضيها مخمس، أطول أضلاعه الشمالية الشرقية، وأقصرها الشمالية الغربية، وتبلغ مساحتها 4200 دونم. وخلال السنوات القليلة الماضية شهدت القرية تطورا عمرانيا كبيرا. ويبلغ عدد سكانها اليوم نحو 2500 نسمة، وهي تشكل لوحة فسيفساء عرقية حيث يقطن فيها خليط من جميع شعوب القفقاس، كالشركس (شابسيغ وابزاخ وحتقواي وحاتقو ومامخغ وقبرداي) والأباظة والشيشان والداغستان والقوشحة. أما أهالي القرية الأصليون فهم من الشابسيغ والأبزاخ. وقد سمّيت المنطقة بمرج السلطان لأن أراضيها كانت مرعى لخيول السلطان العثماني عبد الحميد.