نصر الله: إسرائيل المخيفة انتهت.. وسنستهدف كل أراضيها إذا هاجمت لبنان

قال إن «نصرة سوريا تتمثل بالدعوة إلى وقف القتال».. و«ما جرى في غزة انتصار حقيقي»

TT

هدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أمس إسرائيل بقصف تل أبيب وغيرها من المدن الإسرائيلية بآلاف الصواريخ في معركة ستمتد من الحدود اللبنانية إلى الحدود الأردنية؛ إذا هاجمت إسرائيل لبنان.. مؤكدا أن «المقاومة قادرة على استهداف كامل الأراضي المحتلة».

ورأى نصر الله، في كلمة ألقاها بمناسبة ذكرى عاشوراء أمس بعد مسيرات حاشدة جابت شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت، أن «الزمن الذي كان يهول فيه علينا بإسرائيل انتهى، وهذه إسرائيل المخيفة انتهت»، لافتا إلى أن «كيان العدو هزه الصواريخ التي سقطت على تل أبيب من غزة والتي لا تتجاوز عدد أصابع اليد، فكيف سيتحمل آلاف الصواريخ التي ستتساقط على تل أبيب وغيرها من المدن إذا اعتدت على لبنان؟». وأضاف: «إذا كانت المواجهة مع قطاع غزة، وبسبب حصار قطاع غزة.. كانت المعركة شعاعها من 40 كيلومترا إلى 70 أو 80 كيلومترا.. أما المعركة معنا، شعاعها على طول فلسطين المحتلة من الحدود اللبنانية إلى الحدود الأردنية إلى البحر الأحمر.. وليسمع الإسرائيلي جيدا.. من كريات شمونة إلى إيلات».

وحول الأزمة السورية، شدد نصر الله على أن «المظلوم اليوم في سوريا هو كل سوريا، وكل شعبها وكل جيشها وكل وجودها، لأن سوريا مستهدفة على أكثر من صعيد». وأشار إلى أن «العنوان العريض بالنسبة إلى سوريا هو نصرة المظلوم، ونحن ننصر المظلوم في كل بلد، ويجب أن لا نشتبه في تحديد المظلوم». وأوضح: «قلنا في العام الماضي إن هناك حقوقا مشروعة في الإصلاح، وهناك من يقبل بهذا الحق»، معتبرا أن «نصرة المظلوم في سوريا اليوم تتمثل بالدعوة إلى وقف القتال، ووقف نزيف الدم ووقف ما يجري هناك لتبقى سوريا موحدة وتستعيد عافيتها حتى لا تضيع من أيدي الجميع».

وفي الملف اللبناني، أكد نصر الله «الحرص على الأمن والاستقرار والسلم الأهلي والعيش الواحد بين كل مكونات الشعب اللبناني». واعتبر أن ما «يلقى علينا من اتهامات هي ظالمة وكاذبة ولا تستند إلى أي دليل؛ بل تكمل أهداف الاغتيال»، مشددا على أن «الحزب يبتعد عن كل فتنة ويصبر على أي تهمة وأي اعتداء، وأن عدوه الوحيد هو إسرائيل وليس له أعداء في لبنان». وفي حين أشار إلى «وجود انقسامات سياسية وخصومات سياسية»، فإنه أوضح «أننا لا ننظر إلى أي فريق سياسي لبناني على أنه عدو». وأكد «أننا كنا نؤمن وما زلنا نؤمن بأن الحوار السياسي والعمل السياسي هو الطريق لمعالجة الأزمات في لبنان، ولم نرفض في أي يوم الذهاب إلى الحوار»، لافتا في الوقت عينه إلى «أننا لا نقبل أن يفرض علينا أحد شروطا بالحوار أو أن يتكبر علينا أحد بالحوار». وأضاف: «نحن مع الحوار والتلاقي والحل السياسي، لكن من تكبر علينا سنتكبر عليه».

وأوضح الأمين العام لحزب الله «أننا لم نستجد طلب الحوار من أحد ومن يحب أن يأتي إلى الحوار أهلا وسهلا، ومن لا يريد الله معه»، مذكرا بأنه «في الأسابيع الماضية هناك من وقف وقال إنه لا يريد الحوار مع حزب الله وهناك من أعلن مقاطعة الحوار».

وشدد نصر الله على أن «فلسطين هي القضية المركزية للحزب وستبقى كذلك»، مشيرا إلى أن «هناك من يسعى من خلال إثارة الفتن إلى وضع الحواجز النفسية بين غير العرب والعرب وبين الشيعة والسنة وبين الشعوب العربية وفلسطين». وقال: «فلسطين جزء من إيماننا ومسؤوليتنا ولا يمكن أن يحول بيننا وبينها شيء على الإطلاق». وأكد نصر الله أن ما جرى في غزة هو «انتصار حقيقي مهما حاول بعض الكتبة المرتزقة عند أسياد إسرائيل أن يطعنوا فيه، كما فعلوا في انتصار تموز (يوليو) 2006 وانتصار غزة 2009»، معتبرا أنه «من خلال المواجهة الأخيرة في غزة تأكد أيضا أن إسرائيل واقعا أوهن من بيت العنكبوت». وتوجه إلى «الحكومات العربية والإسلامية» بالقول: «غزة وفلسطين لا تحتاج فقط إلى تعاطفكم وزياراتكم، وإنما تحتاج إلى سلاحكم وأموالكم، وإلى دعمهم، وإلى مساندتكم الحقيقة، وغزة لائقة وجديرة بكل دعمكم، لأنها صنعت الانتصار تلو الانتصار».

وحذر من أن «هناك من يعمل في العالم العربي والإسلامي ليقدم إسرائيل صديقا ويقدم إيران عدوا، لكن إسرائيل لا تساعدهم بسبب طبيعتها الإجرامية والعدوانية وهي تحرجهم من خلال اعتداءاتها في كل مرة، ويقف هؤلاء ليجدوا أن كل ما فعلوه خلال سنوات يذهب أدراج الرياح، وأنا أقول لهم إن كل مشاريعهم ستفشل». وأكد أنه «يوما بعد يوم يتأكد للشعوب العربية والإسلامية أن إيران داعمة لهم وصديقة لهم وهذا ما تأكد خلال المواجهة الأخيرة في قطاع غزة وقبلها في لبنان».