الخارجية الأميركية لـ «الشرق الأوسط»: أوباما يراهن على مرسي

لتقريب وجهات النظر بين العرب وإسرائيل

TT

بعد بيان الخارجية الأميركية الذي انتقد القرارات الدستورية التي اتخذها، يوم الخميس، الرئيس المصري محمد مرسي، وبعد صمت من جانب البيت الأبيض، قال مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس باراك أوباما «يراهن» على مرسي، ليس فقط للخروج من المشكلة الحالية مع المعارضة المصرية، ولكن لمساعدته في تقريب وجهات النظر بين العرب وإسرائيل مع بداية أربع سنوات أخرى لأوباما في البيت الأبيض.

وقال المصدر «خلال حرب الصواريخ بين إسرائيل وحماس، تحدث الرئيسان أوباما ومرسي مرات كثيرة بالهاتف، ولفترات طويلة. يبدو أن أوباما ليس فقط ممتنا لمرسي لدوره في التوسط بين حماس وإسرائيل، لكنه، أيضا، يريده حليفا خلال السنوات الأربع القادمة». وأضاف المصدر «لا تنس أن أوباما تعامل مع الرئيس السابق حسني مبارك ولم يكن متحمسا له لأنه يعرف أنه لم يكن يعبر عن رغبات المصريين الحقيقية. ولا تنس تناقض خطاب أوباما سنة 2009 عن الحرية والديمقراطية للعرب والمسلمين، وهو في مصر مبارك. الآن، بعد الثورة في مصر، وبعد صعود الإسلاميين إلى الحكم، أيضا لم يكن أوباما متحمسا، خوفا من عداء إسلامي مصري لإسرائيل، وإلغاء الإسلاميين لاتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل. لكن أوباما تفاءل لدور مرسي في غزة. وأعتقد أنه أعجب لما رآه شخصية إسلامية معتدلة، ودكتورا في الهندسة درس في أميركا، وبعض أولاده مواطنون أميركيون».

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» لاحظت أن الخارجية الأميركية انتقدت قرارات مرسي بينما صمت البيت الأبيض. ويوم الأحد، قال دانيال غرينفيلد، الخبير في «فريدوم سنتر» في نيويورك «إما أن مرسي حصل على موافقة مسبقة من أوباما قبل إصدار قراراته، أو يفترض أنه أثبت أهميته خلال مفاوضات غزة مع أوباما، واقتنع بأن أوباما لن يجرؤ على الاحتجاج ضد هذا الإجراء. يمكن أن يكون هذا أو ذلك، وفي الحالتين يثير الموضوع القلق». وأضاف «إذا لم يكن الرئيس أوباما حذرا، فيمكن أن تكون الثورة المصرية مثل الثورة الإيرانية».

وقال بيرنارد أفيشاي، أستاذ زائر في كلية دارتموث (ولاية نيوهامبشير) «ليس مرسي جون ستيوارت ميل (من كبار فلاسفة الديمقراطية البريطانيين). لكن ليس من المبكر جدا أن يتقرب الرئيس أوباما من الرئيس مرسي، ويدعوه إلى البيت الأبيض، ويشكره علنا على وساطته بين إسرائيل وحماس، ويقدم له مكافأة بتوسيع مجالات التعاون لبناء المشاريع التحتية الاقتصادية في مصر». وأضاف «يجب أن تكون استراتيجية أوباما الشخصية هي أن مرسي، مثل عبد الناصر، يرى نفسه زعيما للحركة العربية، وللدفاع عن المظالم الفلسطينية، وأيضا كرئيس للفقراء في بلد يمتد نفوذه إلى خارج حدوده، وفي بلد يرى مصالحه إقليمية أكثر منها آيديولوجية». وقال «سلم مرسي أوباما مفتاح التحالف معه لوضع أوباما في الجانب الصحيح، مع الشارع العربي».

وكتب جلبيرت ميرسار، صاحب موقع تعليقات كبير في الإنترنت «سجل مركز هاتف البيت الأبيض قصة العلاقة النامية بين الرئيس أوباما ونظيره المصري أثناء الأزمة في غزة. الفائز الحقيقي في هذا النزاع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 150 فلسطينيا وخمسة إسرائيليين هو مرسي».

غير أن روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الموالي لإسرائيل، حذر بأن «شهر العسل» بين أوباما ومرسي لن يستمر طويلا. وقال «أود أن أحذر الرئيس أوباما من الاعتقاد بأن الرئيس مرسي، في أي حال من الأحوال، نأى بنفسه عن جذوره الآيديولوجية».

وكانت ميشيل دان، عضو سابق في مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض والآن خبيرة في مجلس «أتلانتيك» في واشنطن، قالت «صعب الهروب من الاستنتاج بأن مرسي بالغ في زيادة سلطاته، وأنه فعل ذلك بعد إثبات قدراته الدبلوماسية كما أظهر دوره الأخير في غزة». وأشارت إلى أن مرسي كان قد حاول، وفشل، في مواجهة السلطة القضائية في معركة حل البرلمان في مصر. وأضافت «أنهى دور المتراجع، لكنه يظل يحاول».