الصدر يدعو «زرقاوي الشيعة» إلى تسليم نفسه للقضاء

قيادي صدري لـ «الشرق الأوسط»: تيارنا ضمانة لمستقبل العراق

TT

دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من يطلق عليه في الأوساط الشعبية «زرقاوي الشيعة» المعروف أيضا بـ«أبي درع»، نظرا لدوره خلال سنوات الحرب الأهلية التي جرت في العراق (2005 - 2008)، إلى تسليم نفسه إلى القضاء العراقي إذا كان داخل العراق. كما دعا جميع أتباع التيار الصدري إلى التوحد من أجل نصرة «الإسلام والمذهب وإنقاذ العراق».

وجاءت دعوة الصدر إلى «أبي درع»، الذي تم الكشف عن اسمه الصريح للمرة الأولى وهو «إسماعيل حافظ» من قبل الهيئة السياسية للتيار الصدري، بعد أيام قليلة من عودة الصدر من لبنان الذي بات يتردد عليه بدلا من إيران التي أقام بها عدة سنوات (2007 - 2011). وقالت الهيئة في بيان لها وزع على وسائل الإعلام إنه «على المدعو إسماعيل حافظ الملقب بأبو درع إذا كان داخل البلد الالتزام بالقانون وتسليم نفسه للقضاء العراقي». وكان الصدر قد اعتبر في مارس (آذار) الماضي «أبي درع» المنشق عن جيش المهدي ورفاقه «مجموعة ناقصي عقول». كما دعا سكان قطاع 33 في مدينة الصدر ببغداد إلى التصدي لأتباع «أبي درع» اجتماعيا أو عن طريق العشائر.

وتتزامن دعوة الهيئة السياسية للتيار الصدري لـ«أبي درع» لتسليم نفسه إلى السلطات العراقية مع الدعوة التي وجهها زعيم التيار مقتدى الصدر إلى أتباعه للتوحد تحت رايته. وقال الصدر في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إنه «من أجل المصلحة العامة وللتغليب على ما دونها من المصالح أدعو كل محبي آل الصدر وأتباعهم إلى تغليب المصلحة العامة وتفتيت النفس الأمارة بالسوء وترك الدنيا والتوجه إلى الآخرة»، داعيا إياهم إلى «توحيد الصفوف ونسيان عناوينهم الثانوية والانضمام ثانية إلى كنف آل الصدر وتحت لوائهم كي نكون يدا واحدة وتحت مركزية واحدة». واعتبر الصدر أن دعوته تأتي «من أجل نصرة الإسلام والمذهب وإنقاذ العراق الجريح من أزماته ومشاكله وصراعاته وضمن مشروع إصلاح داخلي».

من جهته، اعتبر عضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار الصدرية جواد الجبوري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «دعوة الصدر جميع أتباع التيار الصدري للتوحد تأتي بالتزامن مع الدور الوطني الذي بات يلعبه التيار الصدري على مستوى الوحدة الوطنية العراقية، وذلك لكون وحدة الصف داخل التيار تعد حلقة مهمة من حلقات استكمال وحدة الصف الوطني في عموم البلاد». وأضاف الجبوري أن «التيار الصدري وبما يمتلكه من مقومات العمل الوطني التي تتعدى الحدود المذهبية إنما بات يمثل إحدى الضمانات المهمة لمستقبل العراق». وردا على سؤال حول ما إذا كان المقصود بالدعوة الأجنحة التي أعلنت انشقاقها عن التيار، وأبرزها عصائب أهل الحق، أو أن هناك جهات تنوي الانشقاق، قال الجبوري إن «الدعوة عامة للجميع لا سيما من يؤمن بالخط الصدري، حيث يتوجب عليه الالتزام بثوابت هذا الخط خصوصا بعد أن بات يلعب دورا مقبولا على كل المستويات وعند جميع الكتل والمكونات».