البرلمان اليمني يستدعي وزيري الدفاع والداخلية

اللجنة العسكرية: عبوة ناسفة وراء الهجوم * لجنة الحوار تنعقد بحضور بن عمر

من آثار الهجوم الذي تعرض له موكب للحوثيين شمال العاصمة صنعاء السبت (رويترز)
TT

حذر برلمانيون يمنيون من نشوب صراع طائفي في البلاد، بعد استهداف مسلحين مجهولين احتفالا دينيا لجماعة الحوثيين الشيعية، أول من أمس، وسط إدانة واستنكار رسمي وشعبي، فيما شكلت لجنة الشؤون العسكرية لجنة تحقيق في الحادث الذي قتل فيه ثلاثة أشخاص وجرح 13 آخرون.

وأقر البرلمان اليمني استدعاء ومساءلة وزيري الدفاع والداخلية لتوضيح الاختلالات الأمنية التي تشهدها مدن يمنية مؤخرا، خاصة ما حدث في التفجير الذي استهدف الحوثيين بصنعاء. وقال عضو البرلمان علي المعمري، في جلسة البرلمان أمس، إن الهجوم على الحوثيين هو «نذير شؤم وقد يكون بداية لصراع طائفي»، فيما دعا زميله زيد الشامي إلى أهمية المسارعة بإخماد نار الفتنة قبل اشتعالها، وقال «هناك من لا يريدون الاستقرار لليمن، وهم المستفيدون من كل هذه الحوادث».

وهاجم مسلحون مجهولون أول من أمس احتفالا دينيا لجماعة الحوثيين الشيعية في العاصمة اليمنية صنعاء، وقتلوا ثلاثة أشخاص، وجرحوا 13 آخرين، بعيد انتهاء احتفال أتباع الحوثيين بيوم عاشوراء الذي يحيي فيه الشيعة ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي (رضي الله عنهما). واتهم زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، من وصفهم بـ«عناصر إجرامية مأجورة»، بأنهم وراء الهجوم «بهدف إشعال فتنة طائفية في البلاد». وأكد الحوثي في بيان صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن «حماية المواطنين والحفاظ على أمنهم واستقرارهم وسلامة أرواحهم مسؤولية ما تسمى (حكومة الوفاق)»، التي تضم وزيرا من جماعته.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تحتفل فيها جماعة الحوثيين الشيعية التي تسيطر على أجزاء واسعة من محافظة صعدة، شمال اليمن، بشكل علني بيوم عاشوراء، في العاصمة صنعاء، حيث كانت تقام في السابق بشكل سري، في عدد محدود من القرى والبلدات في شمال الشمال. وبحسب مراقبين فإن أصابع الاتهام تتجه نحو تنظيم القاعدة، الذي سبق أن استهدف عام 2010 المرشد الروحي ومؤسس جماعة الحوثيين بدر الدين الحوثي، في هجوم انتحاري، أسفر عن مقتله ومقتل العشرات من قيادات الجماعة أثناء احتفال الشيعة بيوم الغدير.

إلى ذلك، أوضحت لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار، في اجتماعها أمس، أن الهجوم على الحوثيين تم عن طريق تفجير عبوة ناسفة زرعت في منتصف الطريق أمام قاعة الاحتفال، وتم تفجيرها عن بعد. وأقرت اللجنة العسكرية تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الهجوم، برئاسة وكيل وزارة الداخلية، وعضوية أمين العاصمة، وممثلين عن أجهزة الأمن القومي والأمن السياسي والاستخبارات العسكرية، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية. واعتبرت أن الهجوم «يستهدف حياة الأبرياء، ويسعى لجر الوطن مجددا إلى أتون الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار».

إلى ذلك، دان القائد العسكري البارز اللواء علي محسن الأحمر، الذي يعتبر أبرز خصوم الحوثيين، الحادث، وطالبت هيئة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي يقودها الأحمر في بيان صحافي أمس «الأجهزة الأمنية بسرعة إجراء التحقيق وإعلانه للرأي العام».

ويتخوف مراقبون من جر البلاد إلى فتنة طائفية، بعد ازدياد التحريض والاحتقان الطائفي، خاصة أن اليمن يتجه نحو عقد مؤتمر الحوار الوطني، الذي يعول عليه لحل المشكلات التي تعاني منها البلاد منذ سنوات طويلة، وأبرزها قضية صعدة والحوثيين، والقضية الجنوبية.

إلى ذلك، عقدت اللجنة الفنية التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل اجتماعا لها أمس برئاسة رئيس اللجنة الدكتور عبد الكريم الارياني، وبحضور المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر. وجرى خلال الاجتماع استكمال مناقشة القضايا ذات العلاقة بالتمثيل ومعاييره وآليات الاختيار للفعاليات والمكونات المشاركة بالمؤتمر، حسبما أوردت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ».

ويذكر أن خلافات حول نسب التمثيل في الحوار الوطني تعصف بالقوى السياسية في البلاد وتلقي بظلالها على اجتماعات اللجنة الفنية للحوار. وستواصل اللجنة اجتماعاتها لمزيد من المشاورات بشأن التمثيل ومعايير آليات الاختيار للفعاليات والمكونات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني وآليات مراجعة التقرير النهائي.