استمرار الصراع بين الجيش الحر والنظام لإحكام القبضة على ريف دمشق

اشتباكات في الرستن ومعرة النعمان وتشكيل لواء الكرامة في الحولة وإلقاء براميل متفجرة بريف اللاذقية

TT

باتت يوميات المدن والبلدات السورية، متشابهة لناحية استمرار القصف النظامي عليها، سواء أكان برا أم جوا، بينما يواصل عناصر «الجيش السوري الحر» خوض اشتباكات متنقلة، بهدف استنزاف الوحدات النظامية والحد من سيطرتها على مناطق عدة. وفي حين أكد «المركز الإعلامي السوري» أن «الجيش الحر» يسيطر على معسكر الريحانية بريف دمشق»، كثفت القوات النظامية من وتيرة عملياتها العسكرية في ريف العاصمة. فاستهدفت، وفق ما أعلنه «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مناطق عدة صباح أمس، بعد عمليات عسكرية ليلية امتدت حتى العاصمة.

وفي موازاة إعلان المرصد السوري مقتل 5 مقاتلين من «الجيش الحر» على الأقل، خلال اشتباكات في الغوطة الشرقية وحرستا، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا، في حصيلة أولية، عصر أمس، مقتل نحو 50 سوريا على الأقل، في دمشق وريفها، بينهم 12 جثة لأهالي داريا عثر عليها في مشفى المواساة. وكانت منطقة السيدة زينب قد تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية وراجمات الصواريخ، فيما دارت اشتباكات في زملكا، رافقها قصف من قبل القوات النظامية على المنطقة. وشهدت بلدات وقرى عدة في الغوطة الشرقية تحليقا للطيران الحربي في سمائها.

وقال أحد الناشطين في لجان التنسيق المحلية إن «قصفا مدفعيا عنيفا استهدف مدينة المعظمية، بريف دمشق، من مقر الفرقة الرابعة»، لافتا إلى «سقوط ثلاثة قذائف كل دقيقة».

وفي العاصمة دمشق، نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقالات طالت عددا من المواطنين في المناطق الواقعة بين حيي كفرسوسة ونهر عيشة. وشهدت دمشق أمس قصفا بالمدفعية الثقيلة على حيي البرزة والقابون، حيث حاصرت قوات النظام القابون بالآليات الثقيلة وسط محاولات لاقتحامه من جهة البعلة، في موازاة استقدام تعزيزات عسكرية إلى كفرسوسة لاقتحام منطقة البساتين في الحي. كما استمر القصف النظامي على أحياء دمشق الجنوبية، وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى سقوط عشرات الجرحى جراء القصف الصاروخي والمدفعي على الحجر الأسود.

من جهة أخرى، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إلى اقتحام «مقاتلين من لواء مقاتل لمركز تدريب عائد للجبهة الشعبية - القيادة العامة في منطقة الريحان في ريف دوما، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر المركز»، مؤكدا سيطرة المسلحين المعارضين على المركز «بشكل كامل وسقوط خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وأسر عدد من عناصر المركز».

وفي إدلب، وقعت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي، إثر محاولة وحدات نظامية اقتحام مدينة معرة النعمان من الجهة الجنوبية الغربية، بالتزامن مع سقوط قذائف عدة على المدينة. وقالت لجان التنسيق إن قصفا عنيفا بالمدفعية والهاون مصدره حواجز الحامدية استهدف مناطق متفرقة من المدينة. كما طال قصف مصدره حواجز نظامية في أريحا قرية معترم بريف إدلب. ونقلت صفحات المعارضة السورية على الإنترنت عن ناشطين قولهم إن كتائب من «الجيش الحر» تمكنت من اقتحام قلعة حارم، وهي آخر معاقل الجيش النظامي في المدينة الواقعة في ريف إدلب.

وفي اللاذقية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض ناحية ربيعة والقرى التابعة لها بريف اللاذقية لقصف من قبل القوات النظامية. وقال عمار الحسن، عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية لـ«الشرق الأوسط» إن «الطيران المروحي حلق في سماء ناحية ربيعة والقرى المحيطة بها ملقيا البراميل المتفجرة فوق قرى بيت عوان، الشاكرية والحلوة، فيما تعرضت «منطقة جبل الأكراد لقصف عنيف استهدف بشكل خاص قرى مصيف سلمى».

وأشار إلى أن «الطيران المروحي استهدف بالبراميل المتفجرة ناحية كسب بريف اللاذقية»، لافتا إلى اشتباكات بين «عصابات الأسد» وكتائب «جبلة الأدهمية» على أوتوستراد كسب اللاذقية، حيث تم قتل 15 عنصرا نظاميا وتدمير 3 سيارات تابعة لهم.

أما في حلب، فقد شهدت المدينة اشتباكات عنيفة في محيط سد تشرين، في حين استهدف قصف مدفعي البلدات المجاورة. وقال ناشطو المعارضة إن عناصر من «الجيش الحر» سيطروا على مبنى أمني ببلدة خان العسل، وواصلوا تقدمهم قرب كلية المشاة العسكرية، بعد مهاجمة عدد من الحواجز بحلب.

وفي دير الزور، سيطر «الجيش الحر» على حاجز لقوات الأمن السورية، هو الأكبر وفق ناشطي المعارضة السورية، على طريق الرقة، بينما قصف الجيش السوري عددا من أحياء المدينة، بينها حي الشيخ ياسين. كما بث ناشطون شريط فيديو لاشتباكات قالوا إنها اندلعت أثناء تصدي «الجيش الحر» لمحاولة القوات النظامية اقتحام أحياء الموظفين والعرفي والجبيلة بدير الزور. وذكر المرصد السوري أن بلدة موحسين بريف دير الزور تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية بعد منتصف ليل السبت - الأحد.

وفي درعا، أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط عشرات الجرحى جراء القصف العنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على بلدات السهوة، المسيفرة وأم ولد، إضافة إلى تدمير عدد من المنازل، مشيرة إلى «اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي بالتزامن مع القصف في بلدة السهوة». كما تعرضت بلدة تل شهاب لقصف عنيف بالدبابات.

وكان ناشطون قد بثوا أمس شريط فيديو على «يوتيوب» تداولته مواقع المعارضة السورية لما قالوا إنه «هجوم شنه مقاتلو الجيش الحر في محافظة درعا على الكتيبة الرابعة للجيش السوري على الحدود السورية - الأردنية»، لافتين إلى «مقتل قائد الموقع وخمسة جنود آخرين». وفي موازاة تعرض قرى سهل الغاب في حماه لقصف عنيف بالقذائف المدفعية، اقتحمت القوات النظامية حي باب قبلي، حيث شنت حملة مداهمات واعتقالات عشوائية.

إلى ذلك، تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدينة الرستن في حمص، وبث ناشطون شريط فيديو على «يوتيوب» يظهر تعرض المدينة لقصف عنيف. وفي شريط فيديو آخر، أعلن المقدم عمران عبد الواحد تشكيل «لواء الكرامة» في مدينة الحولة في حمص، التابع للمجلس العسكري في حمص وريفها. وظهر عشرات العناصر المعارضين بلباس العسكري خلف عبد الواحد، الذي قال إن اللواء يضم عناصر من 11 كتيبة موجودة في الحولة، ستقاتل القوات النظامية حتى إسقاط النظام.