أكراد سوريا يشكلون «جيشا موحدا» ويطالبون بالفيدرالية

اعتبروا الهيئة العليا المشتركة ممثلهم الوحيد

TT

كشف مصدر كردي سوري أن «القوى الكردية الممثلة في مجلس شعب غرب كردستان والمجلس الوطني الكردي توصلت في أربيل إلى اتفاقية تمهد لتوحيد المقاتلين الكرد داخل المناطق الكردية السورية؛ وتأسيس جيش شعبي بديلا عن الميليشيات المسلحة التي أدارت الوضع الأمني في سوريا منذ عدة أشهر».

وتجتمع مجموعة من الأحزاب والقوى الكردية والهيئات التنسيقية في أربيل منذ عدة أيام للتوصل إلى اتفاقات لتوحيد الجهد الكردي لمواجهة التهديدات التي تتعرض لها المناطق الكردية من قبل المجموعات السلفية، والتي خاضت خلال الأيام الأخيرة مواجهات عسكرية مع أعضاء ومسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، الذين يسيطرون على الوضع الميداني في المدن الكردية.

وقال مصدر قيادي كردي لـ«الشرق الأوسط»، إن «المباحثات المتواصلة التي تجري في أربيل تحت رعاية قيادة إقليم كردستان تمخضت عن اتفاق يقضي بتفعيل الاتفاق الذي وقعه المجلسان الكرديان (غربي كردستان والوطني الكردي) قبل عدة أشهر في أربيل والمعروف باتفاقية (هولير)». وجرت مراجعة مجمل التطورات اللاحقة إثر ذلك الاتفاق، والتباحث حول ما تم إنجازه وما بقي قيد الإنجاز، ولكن التطورات الميدانية التي طرأت على المنطقة من خلال تصعيد القوى الإسلامية المتشددة (السلفية) لمواجهاتها مع الشعب الكردي في المدن السورية، استدعت الإسراع بتنفيذ بقية بنود الاتفاقية.. وهكذا توصلنا إلى اتفاق لتوحيد القوات المسلحة بالداخل وربطها بهيئة سياسية عليا تتمثل فيها أحزاب وقوى المجلسين والتنسيقيات بالداخل.

وقال المصدر، إنه «تم الاتفاق على زيادة عدد الأعضاء في الهيئة الكردية العليا إلى واحد وعشرين عضوا من كل مجلس؛ حيث أصبح عدد أعضاء المجلس الوطني الكردي في الهيئة الكردية العليا ستة عشر عضوا، يضاف إليهم خمسة مستقلين وأعضاء التنسيقيات، مقابل ستة عشر عضوا من مجلس الشعب لغربي كردستان».

وفي الجانب العسكري: «تم الاتفاق على تشكيل قوة مسلحة ستحل محل القوات التي تدير الوضع الأمني في المدن الكردية المحررة، والتي تشكلت سابقا من جماعة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. وتتألف القوة الجديدة من عناصر مسلحة تابعة لذلك الحزب، إضافة إلى 650 عنصرا من الشباب السوري الذين تم تدريبهم في كردستان العراق في وقت سابق. وستكون مهمة هذه القوة الدفاع عن المناطق الكردية المحررة بالتعاون بين الجميع، وإعداد هذه القوات للمساهمة في تحرير بقية المدن والمناطق الكردية في حال تطلبت الضرورة ذلك». وأضاف: أن «هذه القوات المشتركة ستكون نواة قوات محلية ستتولى الجانب الأمني وملء الفراغ الذي يخلفه سقوط النظام الحاكم بدمشق».

وحول الجانب السياسي لتلك الاجتماعات قال المصدر، إن «اجتماع أربيل الأخير رفع شعار الديمقراطية لسوريا المستقبل والفيدرالية لغرب كردستان، واعتبار الهيئة العليا المشتركة التي تضم أحزاب المجلس الوطني الكردي السوري ومجلس شعب غرب كردستان والهيئات التنسيقية المحلية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الكردي في سوريا».