عباس: اليوم استحقاق الأمم المتحدة.. وغدا استحقاق المصالحة الفلسطينية

بدا واثقا بنتيجة التصويت في المنظمة الدولية على وضع مراقب لدولة فلسطين

الرئيس محمود عباس يحيي الألوف ممن احتشدوا حول «المقاطعة» خلال إلقائه كلمته (أ.ف.ب)
TT

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، أنه سيتوجه إلى الأمم المتحدة للمطالبة بوضع مراقب لدولة فلسطين في المنظمة الدولية، معربا عن ثقته في نتيجة التصويت لصالح القرار الذي سيتم التصويت عليه في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في نيويورك.

وقال عباس، في خطاب ألقاه أمام آلاف الفلسطينيين الذين قدموا إلى مقر المقاطعة في رام الله، إن القرار النهائي بالتوجه إلى الأمم المتحدة «اتخذ بعد أخذ ورد ومعوقات من هنا وهناك، وبعد نقاشات مطولة استمرت نحو سنتين، وكان القرار النهائي بأن نذهب إلى الأمم المتحدة لرفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقب في الأمم المتحدة، وهي خطوة أولى على طريق تحقيق حقوقنا الفلسطينية التي أقرت في المجالس الوطنية منذ عام 1994 وحتى يومنا هذا».

وأعرب الرئيس الفلسطيني عن ثقته الكاملة في الحصول على مكانة دولة مراقب في الأمم المتحدة أو دولة غير عضو. وقال «إننا ذاهبون إلى الأمم المتحدة بخطى ثابتة، يدعمنا كل محبي السلام وكل الذين يدعمون القانون الدولي والشرعية الدولية والذين يؤمنون بحق تقرير مصير الشعوب».

ودعا عباس معارضي هذه الخطوة إلى التصويت لصالح القرار، قائلا «ندعو الله وندعو الآخرين ليصوتوا معنا، وندعو من يعادينا إلى التصويت مع الحق وليس معنا، حتى يصل الشعب الفلسطيني بعد طول احتلال إلى حقه في تقرير المصير». وتابع الرئيس الفلسطيني «اليوم استحقاق الأمم المتحدة، وغدا استحقاق آخر مهم وهو المصالحة الفلسطينية التي يجب أن تتم وعلينا إنجازها»، واصفا هذه المصالحة بأنها «استحقاق وطني حتى الوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».

وأكد عباس أنه يتمتع بدعم كل الفصائل الفلسطينية دون استثناء لتوجهه إلى الأمم المتحدة. وقال «إن كل الأطراف الفلسطينية دون استثناء، وأكرر دون استثناء، تقف معنا في خطوتنا، وتقف معكم وأمامكم ووراءكم من أجل الذهاب إلى الأمم المتحدة لتحقيق هذا الهدف الذي سيتحقق خلال الأيام القليلة القادمة».

وفي إشارة إلى استناده إلى الدعم الشعبي الفلسطيني لخطوته، خاطب عباس مؤيديه «ما رأيكم أن تأتوا معنا إلى نيويورك؟ إن جميع العالم يراكم ويتابعكم تشدون من أزرنا وأنفاسكم معنا ودعمكم لنا وطموحاتكم معنا».

ورفع المشاركون صور الرئيس عباس والأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات تطالب بضرورة إنجاز هذه الخطوة والمضي قدما في اتجاه تحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام. وشدد عباس على ضرورة إنجاز المصالحة الفلسطينية «التي علينا أن ننجزها، لأن قطاع غزة عانى من القتل والتدمير والقهر على مدى ثمانية أيام، وكنا نبذل كل الجهود مع كل الأطراف من أجل أن تهدأ الحرب الظالمة». وأضاف عن الحرب الأخيرة على قطاع غزة قائلا «وصلنا إلى التهدئة المشرفة، وستسير الأمور من حسن لأحسن، وسننجز كل القضايا العالقة حتى يتمتع قطاع غزة بالأمن والأمان والاستقرار».

ووعد بأن «نفتح صفحة جديدة تبدأ بالأمم المتحدة، ثم بالمصالحة وإنجاز الاستقلال الوطني، حتى نصل لدولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». وقال «نحن طالبنا بالسلام المبني على الحق، وعلى الشرعية الدولية التي تعطينا دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ومن دون هذا لا يوجد دولة ولا أمل على الإطلاق».

وشرح الهدف من خطوته بالذهاب إلى الأمم المتحدة بقوله «إن ثوابتنا معروفة وهي إنهاء الاحتلال، والحصول على الاستقلال الكامل الناجز». كما شدد عباس على قضية الأسرى التي تثير تعاطفا كبيرا لدى الفلسطينيين. وقال «لنا أيضا قضية نتمسك بها جميعا، وهي قضية الأسرى، لأننا نتمسك بالإفراج عنهم جميعا، وهذه الثوابت التي قضى من أجلها آلاف القادة والكوادر والقيادات والمناضلين، منذ عام 1965 حتى يومنا هذا، وعلى رأسهم الشهيد ياسر عرفات».