مباحثات تطبيق تفاهمات التهدئة تبدأ في القاهرة اليوم

فتوى تحظر خرق الاتفاقات.. والزهار: لن تغزو إسرائيل غزة بعد اليوم

TT

بينما يعد تمهيدا لتطبيق تفاهمات التهدئة التي تم التوصل إليها بين حركة حماس وإسرائيل، توجه أمس وفد يمثل حكومة غزة المقالة إلى القاهرة، للتباحث مع الجانب المصري حول ظروف تطبيق هذه التفاهمات. ومن المتوقع أن يصل إلى القاهرة صباح اليوم وفد إسرائيلي للتباحث مع الجانب المصري حول سبل تنفيذ التفاهمات. وعلمت «الشرق الأوسط» أن اللقاءات التي ستجرى في القاهرة ستكون غير مباشرة، حيث يقوم كبار موظفي جهاز المخابرات العامة المصرية بنقل الصيغ التوافقية بين ممثلي حكومة غزة والحكومة الإسرائيلية.

من ناحيته، قال الدكتور غازي حمد، وكيل وزارة الخارجية في الحكومة المقالة، إن الوفد سيبحث بشكل خاص، البند المتعلق بفتح المعابر الحدودية. ويذكر أن التفاهمات التي أدت إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي استمر ثمانية أيام، تضمنت وقف عمليات الاغتيال التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة ضد نشطاء المقاومة، وإنهاء بعض مظاهر الحصار، ومن ضمنها إعادة فتح المعابر التجارية بين إسرائيل وقطاع غزة، والسماح للصيادين الفلسطينيين بالصيد لمسافات أطول في عمق البحر، وإلغاء الحزام الأمني الذي تقيمه إسرائيل في قلب قطاع غزة بعمق 300 - 1000 متر. وقد سمحت إسرائيل أمس، لأول مرة، لصيادي غزة بالإبحار حتى عمق 6 أميال، بعد أن كانت لا تسمح لهم بالإبحار أبعد من ثلاثة.

من ناحية ثانية، أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة المقالة فتوى تحرم خرق التهدئة بأي شكل من الأشكال طالما احترمها الاحتلال. وجاء في الفتوى التي كتبها الدكتور سلمان نصر الداية، وصدرت عن الوزارة: «إن احترام هذه الهدنة - التي رعاها إخوتنا في مصر الشقيقة - واجب على كل واحد منا، وإن التهاون بها بالخرق والمجاوزة كبيرة مؤثمة».

من ناحيته، قال الدكتور محمود الزهار، القيادي البارز في حركة حماس، إن فترة «غزو الاحتلال لغزة انتهت بلا رجعة، وإن المقاومة في غزة الآن في مرحلة الإعداد للتحرير الذي يعتبر أساسا لمشروعنا»، معتبرا أن رفض الاجتياح البري من جانب الاحتلال، «ليس مكرمة منه، وإنما دراسة حقيقية لإمكانيات المقاومة». وفي لقاء نظمه «منتدى الإعلاميين الفلسطينيين» في غزة، شدد الزهار على أن «حركة حماس التي تقود المقاومة في غزة فاجأت الجميع بقدرتها العسكرية، من حيث الصواريخ بكل أنواعها، وخاصة المصنعة والمطورة محليا». وأضاف: «الاحتلال استهجن انضباط حماس والمقاومة في غزة، وضربها لأهدافها بدقة، وتجنب البيوت والمناطق العربية»، موضحا أن الصواريخ أطلقت من غزة حتى الدقيقة الأخيرة قبل التهدئة، الأمر الذي يفند ادعاء الاحتلال بأنه استنزف حماس وقوتها العسكرية، ويعكس خيبة المخابرات الإسرائيلية في الحصول على المعلومة. واعتبر الزهار صمود حركته في المواجهة الأخيرة ردا على محاولات التشويه التي حاولت النيل منها. وقال: «إن الأراجيف والإشاعات كثرت في الفترة الماضية حول حماس والمقاومة، وإنها باعت المقاومة، واتجهت للسلطة والكراسي، وتعتقل المقاومين». وأضاف: «كان هناك مشروع يعد لهذه اللحظة، والذي كان يعطل هذا المشروع أن يطلق إنسان صاروخا بمجرد أن يقول أريد أن أطلق صاروخا، ونحن كنا نمنع هذه العشوائيات»، مبينا أن «المقاومة لم تكن تضيع وقتها عبثا ولم تكن ملهية بالكراسي والرتب والنياشين».

وفي إسرائيل، هدد مصدر سياسي حركة حماس إن هي أقدمت على استئناف التسلح، وقال في حديث للإذاعة الإسرائيلية الرسمية «صوت إسرائيل»، إن «إسرائيل ستضطر عاجلا أو آجلا إلى تنفيذ عملية عسكرية أشد، ولن تكتفي في المستقبل بمعادلة (الهدوء مقابل الهدوء)». وأوضح المصدر أن الهدوء في القطاع ومحيطه لا يهدف إلى إتاحة الفرصة لتعاظم القوة العسكرية لحركة حماس أو غيرها من المنظمات الإرهابية. وبدوره هدد مصدر في وزارة الدفاع الإسرائيلية بتدمير أي شحنة أسلحة إيرانية موجهة إلى قطاع غزة. وزعم المصدر «أن أقمار التجسس الإسرائيلية رصدت الأسبوع الماضي في ميناء بندر عباس في إيران، سفينة يتم تحميلها بصواريخ من نوع (شهاب) بعيدة المدى، ومن نوع (فجر 5) وأسلحة أخرى، يعتقد أنها في طريقها إلى القطاع عبر البحر الأحمر والسودان ومصر».

لكن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، فاجأ الآخرين أمس، عندما تحدث بلهجة إيجابية عن حماس، وقال إن التزامها بشروط وقف إطلاق النار يجعله يتطلع إلى المستقبل بشكل إيجابي.