حشد لمليونية ضد الإعلان الدستوري اليوم.. والإخوان يلغون مليونيتهم

مصر تشيع اثنين من شبابها قتلوا في المواجهات

TT

قررت جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب السلفية أمس إلغاء المظاهرة التي كانت قررت تنظيمها الثلاثاء في القاهرة «لتجنب الاحتكاكات والاشتباكات» مع المظاهرة التي تنظمها الثلاثاء أيضا القوى المعارضة للإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي.

وقال أحمد سبيع عضو حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الإخوان، لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «تم إلغاء المليونية لتجنب أي احتكاكات أو اشتباكات».

وكانت القوى المناهضة لإعلان الرئيس المصري الذي أعطاه صلاحيات واسعة جدا، دعت إلى «مليونية» الثلاثاء للمطالبة بإلغاء هذا الإعلان.

في المقابل، أعلنت القوى الإسلامية المؤيدة لمرسي بعدها الدعوة إلى «مليونية» أخرى في القاهرة الثلاثاء أيضا لدعم الرئيس المصري في قراراته، قبل أن تقرر مساء الاثنين إلغاءها.

وشيع المصريون في ميدان التحرير ومحافظة البحيرة أمس شهيدين سقطا في اشتباكات اندلعت نتيجة الإعلان الدستوري الأخير الذي أصدره الرئيس محمد مرسي يوم الخميس الماضي، فيما تواصلت دعوات الحشد لمظاهرتين مليونيتين اليوم الثلاثاء، الأولى في ميدان التحرير تنظمها عدة قوى سياسية اعتراضا على الإعلان الدستوري، والثانية في نفس التوقيت في ميدان نهضة مصر بالجيزة، تنظمها جماعة الإخوان المسلمين والقوى المؤيدة للرئيس مرسي.

ونعت رئاسة الجمهورية المصرية أمس الشابين جابر صلاح (16عاما) الشهير بـ«جيكا» الذي أصيب بطلقات خرطوش الأسبوع الماضي خلال مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن في شارع محمد محمود، وتوفي الليلة قبل الماضية متأثرا بجراحه، والشاب إسلام مسعود (15 عاما) الذي توفي بعد تعرضه للضرب المبرح بالشوم والعصي على رأسه في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة (180 كيلومترا شمال غربي القاهرة) الليلة قبل الماضية.

وقال بيان رئاسة الجمهورية أمس إن «رئاسة الجمهورية طلبت من النائب العام سرعة ظهور نتائج التحقيق في مجمل الأحداث الأخيرة وتقديم كل المتسببين في مقتل الشهيدين إلى العدالة في أسرع وقت ممكن، وتؤكد أن الذين تسببوا في استشهاد أي مصري سيلقون جزاءهم لا محالة» وشيع الآلاف أمس جثمان جيكا في ميدان التحرير بعد الصلاة عليه في مسجد عمر مكرم، ورفعوا صوره وجابوا بالنعش أرجاء ميدان التحرير وشارع محمد محمود قبل أن تقله سيارة إسعاف إلى مثواه الأخير.

واستمعت نيابة عابدين برئاسة المستشار محمد عشماوى، أمس إلى أقوال والد وشقيق وعم جيكا الذين اتهموا الرئيس محمد مرسى بالتسبب في قتل جابر، كما اتهموا رئيس الوزراء وزير الداخلية بالتسبب في استشهاده.

وطالب علي طه، محامى الشهيد من النيابة التحفظ على دفتر الأوامر الثابت فيه أسماء أفراد الضباط المكلفين بالخدمة وقت إصابة جيكا في شارع محمد محمود، وكذلك التحفظ على دفتر التسليح لقوات الأمن المركزي لمعرفة أنواع الأسلحة والذخيرة لبيان إذا كانت هذه الطلقات مطابقة للرصاص الذي تم استخراجه من جسد جيكا، والتحفظ عليهما خوفا من العبث بها.

واتهم دفاع جيكا أفراد الأمن المركزي المكلفين بالخدمة في ذلك اليوم وقائد فرقة قوات الأمن المركزي ووزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين، وكذلك رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومدير أمن القاهرة بصفتهم بالتورط في هذه الجريمة، مضيفا أنهم كانوا على علم بإطلاق الرصاص على المتظاهرين ولم يمنعوا ذلك، وهو ما يسمى في القانون «القتل بالترك»، وهى التهمة التي أدين على أساسها الرئيس السابق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي بالسجن المؤبد في قضية قتل المتظاهرين.

ونعى حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، جيكا وإسلام مسعود قائلا في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «رحم الله شهداءنا جابر صلاح (جيكا) وإسلام مسعود، الدم المصري كله حرام، دماء خيرة شبابنا الزكية تؤكد أن ثورتنا لا بد أن تستمر وتنتصر بسلميتها».

من جانبه، أكد الدكتور أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار أن دماء المصريين خط أحمر لا يجب الاقتراب منه. وأضاف أن إراقة دماء أي شاب مصري بصرف النظر عن انتمائه السياسي، سواء كان من النظام السابق أو الإخوان المسلمين أو أي فصيل، أمر مرفوض أخلاقيا وسياسيا ودينيا.

من جانبه، اتهم اتحاد شباب الثورة ما سماه «ميليشيات الإخوان المسلمين» بقتل الشهيد إسلام مسعود في دمنهور وإصابة العشرات من المتظاهرين من القوى الثورية في أحداث دمنهور وطنطا خلال اعتداء عناصر الإخوان وحزب «الحرية والعدالة»، على المتظاهرين، فيما اتهمت جماعة الإخوان المسلمين بالبحيرة، بيانا نعت خلاله إسلام قالت فيه إن «الطفل ضحية غدر من قبل بعض البلطجية، الذين يحاولون اقتحام مقر جماعة الإخوان المسلمين، وأوضحت أن الطفل تعرض للضرب بآلة حادة علي رأسه، مما أصابه بنزيف في المخ، لفظ على أثره أنفاسه الأخيرة». من جهة أخرى، تواصل الحشد لمظاهرات اليوم، حيث دعت القوى المدنية إلى مظاهرة مليونية في ميدان التحرير اعتراضا على الإعلان الدستوري وقرارات الرئيس مرسي الأخيرة، فيما دعت جماعة الإخوان المسلمين وتيارات الإسلام السياسي إلى مظاهرة أخرى في ميدان نهضة مصر بالجيزة، للإعراب عن تأييدهم وتضامنهم مع الرئيس مرسي في قراراته الأخيرة.

وشن الدكتور خالد سعيد المنسق العام للجبهة السلفية، هجوما حادا على مظاهرة ميدان التحرير قائلا: إن «جميع التيارات السياسية المعارضة للإعلان الدستوري التي ستحتشد في ميدان التحرير لن تساوى قطرة في بحر الإسلاميين الذين سينزلون في مليونية أمام جامعة القاهرة».

وأضاف: «كان رأيي أن ننزل في ميدان التحرير، لأنه ليس ملكا لأحد وإذا حاول أحد أن يقف أمامنا ستجرفه الحشود الكبيرة».

من جانبه، أكد الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء التزام الحكومة بحماية وتأمين كافة المنشآت المهمة. وأضاف أن حرق المدارس والمنشآت لا يمكن أن يكون من أعمال المعارضة المشروعة، وأن مثل هذه الأعمال ستواجه بكل حزم.

وناشد رئيس الوزراء في تصريح له أمس وسائل الإعلام الحرص على توخي الدقة في نقل أية تصريحات، والبعد عن لغة الإثارة والتهييج واستبدالها بلغة التوافق ولم الشمل التي يحتاجها الوطن في الوقت الحالي، على حد قوله.