الزهار يطالب باعتقال أبو مازن عندما يدخل غزة ويصف الدولة المراقب بالـ«عرَّة»

شن على الرئيس الفلسطيني هجومه الأعنف والحية يضع 3 شروط للمصالحة

TT

شن القيادي في حركة حماس محمود الزهار، هجوما عنيفا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، قائلا إنه لا يمثل الشعب الفلسطيني، وواصفا الدولة المراقب التي سيطالب بها أبو مازن نهاية الشهر الحالي، بالدولة «العرَّة» (أي ما يجلب العار)، متهما إياه بالافتراء عليه شخصيا، وبالتنازل عن حق العودة، مؤكدا أنه سيطلب من النيابة الفلسطينية في غزة، اعتقاله إذا ما دخل إلى قطاع غزة.

وكان الزهار ظهر في فيديو في ندوة سياسية بغزة، قال خلالها: «أبو مازن للأسف يقول إنه مسؤول عن كل الفلسطينيين، أنا أقول إنه لا يمثلني في شيء، وأنا رافع قضية على أبو مازن في النيابة منذ الحرب الماضية، حينما قال بأني هربت من غزة، وعندما يأتي إلى هنا، سأطلب من النيابة اعتقاله، لأنه كذاب ويفتري علي، إذا كان رئيسا وكذابا فكيف يمكن أن يمثلني هذا الرجل».

واعتبر الزهار أنه على خصومة شخصية مع أبو مازن. وقال: «هذا هو الرجل الذي وصف استشهاد أولادنا بعمليات حقيرة، هذا هو الرجل الذي تنازل عن حق العودة، هذا الذي يقول إن الحرب وهذه الدماء النقية دماء المقاومين والأبرياء، لكي تمنع ذهابه إلى الأمم المتحدة ليأتي لنا بدولة عرة (من العار)، أنا على خصومة شخصية معه».

وحتى وقت قريب، كان الزهار يمثل قوة لا يستهان بها داخل حماس، ونجح مع آخرين في تقويض اتفاق الدوحة الأخير مع فتح، على الرغم من محاولات زعيم حماس خالد مشعل، الذي وقع الاتفاق، تطبيقه على الأرض.

وأقر الزهار بأن حركته منعت السلطة الفلسطينية من أخذ أي دور سياسي أثناء الحرب على غزة. وكان مبعوث الرئيس الفلسطيني إلى غزة، وزير الخارجية رياض المالكي، تعرض لمعاملة قاسية حسب ما أكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إذ راح إيهاب الغصين، مسؤول المكتب الإعلامي الحكومي، يصرخ في وجهه بشكل عنيف داخل مشفى الشفاء في غزة، ويحمله مسؤولية دم الناس، ويتهمه بالتنسيق الأمني مع إسرائيل. وتعتبر هذه التصريحات أعنف ما صدر عن الزهار منذ سنين.

وأثارت تصريحات الزهار غضبا وجدلا في رام الله، إذ جاءت في وقت استقبل فيه الرئيس الفلسطيني قيادات من حماس في الضفة الغربية، وأبلغهم نيته إطلاق سراح معتقلي حماس، وطلب منهم المشاركة في اجتماعات منظمة التحرير. وينوي أبو مازن الدعوة لاجتماع للإطار القيادي الفلسطيني الذي يضم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والأمناء العامون للفصائل، بما فيها حماس و«الجهاد الإسلامي»، بعد تقديم طلب رفع مكانة فلسطين لدولة مراقب بعد 29 الحالي.

وقال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط»، إن السلطة لن تتوقف عند تصريحات الزهار، وستتعامل مباشرة مع مشعل وقيادة حماس المعروفة.

وكتب وزير الأوقاف، محمد الهباش، المقرب جدا من الرئيس الفلسطيني على الـ«فيس بوك»، ردا يعتقد أنه يقصد به الزهار الذي لم يذكره بالاسم، جاء فيه: «هناك شخص معتوه، تعرفونه جميعا، لا أريد هنا أن أذكر اسمه، هو دائم التفوه بالترهات التي لا قيمة لها عند أصحاب العقول، يدعي أنه قيادي لا يشق له غبار، وهو لا يساوي في ميزان الرجال جناح بعوضة».

في اتجاه المصالحة أيضا، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، إن حركته تضع ثلاثة شروط لإنجاز المصالحة، تتعلق بالمقاومة، والبرنامج السياسي، ومنظمة التحرير الفلسطينية. وفي مقابلة مع قناة «الأقصى» الفضائية التابعة لحركة حماس، قال الحية إنه في حال تم التوافق بشأن هذه القضايا، «فلا حاجة لمزيد من اللقاءات والاجتماعات»، مشيرا إلى أن الملفات الثلاثة «هي التي كانت تعيق المصالحة والاتفاق في كل مرة، وأن حركته اليوم وفية للمصالحة أكثر من ذي قبل». وشدد الحية على ضرورة التوافق بشأن المقاومة على اعتبار أنها «السبيل لإنهاء الاحتلال»؛ مؤكدا أن أي فلسطيني «لن ينفي بعد ما حصل في غزة أن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي». ونوه الحية إلى أن هناك «فئة تعتبر من منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها وكأنما ورثوها عن آبائهم، وأنها حكر عليهم، وهذا خاطئ بكل تأكيد، لأن المنظمة هي ممثل الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده في الداخل والخارج». ووصف الحية ما قامت به حكومة غزة أول من أمس من الإفراج والعفو عن كل من له علاقة بالانقسام، بأنها «خطوة سليمة وفي مكانها، وأنه من الطبيعي أن يقوم الطرف الآخر في الضفة الغربية بالكثير من الخطوات كرد على هذه الخطوة»، مطالبا حركة فتح بعدم العودة بالمصالحة للمربعات الأولى، على حد تعبيره.