بغداد وأربيل تتفقان مبدئيا على سحب قواتهما من المناطق المتنازع عليها

طالباني يرى فرصة لحل الأزمة العراقية ويدعو التحالفين الكردي والشيعي إلى التحاور

TT

يواصل الوفد العسكري الكردي مفاوضاته في بغداد مع القادة العسكريين العراقيين لتخفيف حدة التوترات القائمة في المناطق المتنازع عليها خاصة بمنطقة طوزخورماتو وسط أجواء من التفاؤل الحذر عبر عنها المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان سفين دزه يي الذي أكد في تصريح نقله الموقع الرسمي للحكومة، أن المحادثات بين الوفدين الكردي والعراقي تجري في أجواء إيجابية، وأن المفاوضين يركزون جهودهم حاليا على تهدئة الأوضاع وتحسين الوضع الأمني في المناطق المتنازعة بالعودة إلى اتفاقية عام 2009 وبحث جميع النقاط الأساسية التي أدت إلى حدوث هذه الأزمة العسكرية بين الطرفين. وكشف المتحدث الرسمي عن أن حكومة الإقليم تستعد حاليا لإيفاد كل من وزير البيشمركة ووزير الداخلية إلى بغداد للمصادقة على القرارات والاتفاقات التي يتوصل إليها المفاوضون خلال الجولة الحالية.

في غضون ذلك، نقلت مصادر إعلامية عن الرئيس العراقي جلال طالباني الذي ترأس اجتماعا للتنظيمات الحزبية في حدود محافظة أربيل قوله، إن «المشكلات القائمة بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية قابلة للحل، ويجب العمل على حسمها عن طريق تطبيق الدستور والالتزام به»، مؤكدا أنه «وفق الدستور لا يجوز إقحام الجيش في الخلافات السياسية أو بالمشكلات الداخلية»، داعيا التحالفين الكردستاني والوطني الشيعي إلى التحاور لمعالجة المشكلات، وموضحا أن «الأوضاع المتوترة التي حدثت بسبب تشكيل قيادة عمليات دجلة تخدم الشوفينيين، والكرد يملكون المنطق والدستور لمواجهتها».

وقال طالباني إنه «يجب الحفاظ على التحالف الكردي - الشيعي الذي يخدم جميع الأطراف لأنه تحالف بين الكرد والعرب والسنة والشيعة وتحالف بين شمال الوطن ووسطه وجنوبه». ودعا القوى الكردية إلى التوحد لمواجهة الأخطار القادمة وخاصة في المناطق المتنازعة.

ويبدو أن تصريحات طالباني وجدت لها صدى لدى الأحزاب الكردستانية التي أعلنت يوم أمس عن توصلها إلى اتفاق جامع لخوض الانتخابات في المناطق المتنازعة بقائمة موحدة. فقد كشف المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للاتحاد الوطني آزاد جندياني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن أن الأحزاب الكردية الفاعلة في الإقليم توصلت في اجتماع عقد يوم أمس إلى اتفاق يقضي بخوض الانتخابات القادمة في المناطق المتنازعة بقائمة موحدة. ووقع الاتفاق الحزبان الرئيسيان الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني وكل من حركة التغيير الكردية المعارضة ومعها الحزبان الآخران بالمعارضة الاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية، إضافة إلى الحزبين الشيوعي الكردستاني والاشتراكي الديمقراطي الكردستاني، وهذه هي المرة الأولى التي تجتمع فيها مواقف أحزاب السلطة والمعارضة على جهد مشترك ضد الأطراف العراقية الأخرى، ويبدو أن هذا الموقف هو نتيجة لتداعيات الأزمة السياسية التي تحولت مؤخرا إلى مواجهات عسكرية بين قوات الجيش والبيشمركة. وفي وقت يواصل فيه الجيش العراقي تعزيز قواته بالمناطق المتوترة، أعلن القيادي بحزب طالباني محمود سنكاوي وهو مسؤول الفرع التنظيمي للاتحاد الوطني في منطقة كرميان، أن لواء سيتشكل قريبا من قوات البيشمركة وسيتم نشره بصورة دائمة في منطقتي طوزخورماتو وداقوق بهدف تعزيز وجود قوات البيشمركة هناك والدفاع عن المنطقة.

وفي تطور لاحق أصدر الفريق جبار ياور، عضو الوفد الكردي المفاوض مع القيادات العسكرية العراقية، بلاغا صحافيا أرسل نسخة منه إلى «الشرق الأوسط» أشار فيه إلى أن الاجتماع الثاني الذي عقد أمس وتوصل إلى الاتفاق على جملة البنود المطروحة على جدول الأعمال، وقدم الوفد الكردي مشروعا من 14 نقطة لمعالجة الموقف المتفجر بالمناطق المتنازعة، وبعد مناقشات مستفيضة وتبادل الآراء تم الاتفاق على الجزء الأكبر من ذلك المشروع، وسنجتمع يوم غد (اليوم) لصياغة مسودة اتفاق نهائي سنقدمها إلى اللجنة العليا المؤلفة من وزراء الداخلية والدفاع العراقيتين والبيشمركة والداخلية بحكومة الإقليم للتوقيع عليها وإقرارها.

وكشف ياور عن جانب من تلك النقاط الواردة بالاتفاق منها الإبقاء على صيغ التنسيق والتعاون المشترك بين لجنة العمل المشتركة بالمناطق المتنازعة على حالها كما في السابق، وتستمر اللجنة بمهامها المحددة هناك، وتفعيل آلية العمل المشترك بين القوات الاتحادية وحكومة الإقليم. كما تتضمن وضع آلية فورية وعاجلة لإعادة جميع الوحدات والقوات المرسلة من الطرفين بعد تاريخ 16/ 11/ 2012 وأن تكون عمليات سحب تلك القوات ذات مصداقية وشفافة وتحت إشراف أعضاء اللجنة العليا واللجنة الوزارية. إعادة النظر بقرار تشكيل قيادات العمليات في المنطقة، وخاصة قيادة عمليات دجلة وإعادة السلطة الأمنية في محافظة كركوك إلى قوات الشرطة والآسايش (الأمن الكردي) والقوى الداخلية.