ناشطون: نخشى من انتقام الفرقة الرابعة التي تسيطر على المدينة لحظة سقوط النظام

جبل قاسيون تحول إلى ثكنة عسكرية والمدافع مصوبة على دمشق

TT

بالنسبة لعمر، الشاب الدمشقي الذي يقطن في حي جوبر الشعبي، «النظام سقط بالفعل، لم يعد يسيطر على الأحياء سوى من الخارج». يقول في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «الجميع هنا ينتظر لحظة الحسم ويتمنى مرورها على خير». يتابع عمر باهتمام معركة داريا التي يقول: «إنها حاسمة»، مؤكدا «وجود أكثر من 10 آلاف عنصر من (الجيش الحر) في المدينة، هذه المرة لن تكون داريا مكسر عصا يذبح أهلها، ويتم تدمير بيوتها، فعناصر (الجيش الحر) يتعلمون من أخطائهم». لكن الشاب الذي ينشط في مساعدة «الجيش الحر» في مناطق الريف يعبر عن قلقله من ردود الفعل، التي من المرجح أن تبديها الفرقة الرابعة في حال سقوط النظام، يقول: «لن يسلموا دمشق حتى لو علموا بسقوط نظامهم، سيعمدون إلى تدميرها، وقصفها بعشوائية». ورغم استخدام الفرقة الرابعة في مهمات هجومية منذ اندلاع الثورة السورية في 2011 ضد المتظاهرين والثوار. فإن الفرقة التي توصف بأنها الثانية من حيث الأهمية بعد الحرس الجمهوري تقوم مهمتها الأساسية في محاصرة العاصمة دمشق وإحكام القبضة العسكرية عليها. ويقود هذه الفرقة التي يقع مقرها الرئيسي في محيط حي المهأجرين بدمشق - العقيد الركن ماهر الأسد وهو الشقيق الأصغر للرئيس بشار الأسد، وهو في الوقت نفسه قائد الحرس الجمهوري. ويشير أحد أعضاء تنسيقيات دمشق للثورة السورية أن «جبل قاسيون المطل على العاصمة قد تحول خلال الأسابيع الأخيرة إلى أضخم ثكنة عسكرية عرفتها دمشق وتتم تصويب المدافع إلى جميع الأرياف المحيطة بالعاصمة». ويتابع «لأن النظام السوري يعتقد أن ساعة الزحف إلى العاصمة قد اقتربت كما تم تجميع مستودعات الذخائر المحيطة بالعاصمة وإدخالها إلى داخل العاصمة وحظيت المستودعات الموجودة فوق قآسيون بالنسبة الأكبر منها فالنظام يدرك أن سقوط أطراف العاصمة بيد الجيش الحر سيكون من الساعات الأولى خصوصا بعد التجربة التي أطلقها الجيش الحر خلال شهر رمضان عندما وصلت طلائع الجيش الحر إلى مناطق مثل كفرسوسة والمزة».

ويرى الناشط المعارض أنه «من غير المحتمل أن تعلن الفرقة الرابعة انشقاقها عن النظام السوري لحظة انهياره»، مرجحا «استمرارها في القتال والقيام بقصف العاصمة حتى تدميرها». ويعزو الناشط ذلك «إلى الولاء المطلق الذي يحمله جنود الفرقة للنظام الحالي، إضافة إلى صفائها الطائفي». وتنتمي الغالبية الساحقة من ضباط وجنود الفرقة الرابعة إلى الطائفة العلوية التي يتحدر منها الرئيس بشار الأسد.

ويؤكد الناشط أن «الخوف من انتقامات الفرقة الرابعة لن يمنع الثوار من التحضير لمعركة دمشق التي أصبحت على الأبواب». ويتابع: «نحن في الداخل نستعد لها بكل إمكاناتنا، فالناس بدأت بتخزين المواد الطبية، وآخرون يرسمون خطط إخلاء المدنيين، وآخرون ينتظرون لحظة الانقضاض على العاصمة». ويلفت إلى أن «المعركة ستكون دموية بامتياز، إذ يحاول (الجيش الحر) الآن أن يفكر بطريقة واحدة تتمثل في خوض المعركة بطريقة يتمكن من خلالها من إبعاد المدنيين عن الأرض التي ستجري عليها المعركة».

ويعود تأسيس الفرقة الرابعة إلى عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، حيث أسسها شقيقه رفعت الأسد الذي كان يقود «سرايا الدفاع» المسؤولة عن مجازر مدينة حماه عام 1982. ويعتقد أن تلك السرايا أدمجت في الفرقة الرابعة، بعد إبعاد رفعت الأسد عام 1984 إلى المنفى بسبب خلافات على السلطة مع شقيقه. وتعد الفرقة الرابعة من أفضل تشكيلات الجيش السوري تدريبا وتجهيزا، حيث إنها مجهزة بأحدث الآليات الثقيلة مثل دبابات «تي 72» الروسية، وترجح التقديرات أنها تضم 20 ألف فرد. وبحسب ناشطين، فقد شاركت دبابات الفرقة الرابعة في هجمات عنيفة على مدن سورية، خاصة منها مدينة حمص التي تعرضت أحياء فيها - مثل حي بابا عمرو - لتدمير واسع. كما جرى نشر عدد من ضباط الفرقة العلويين في تشكيلات عسكرية أخرى يغلب فيها العنصر السني لمنع الانشقاقات.

وتداولت وسائل الإعلام أنباء عن تعرض مقر الفرقة الرابعة الرئيسي في الثامن عشر من يوليو (تموز) 2012 لتفجيرات، حصلت فورا بعد التفجير الذي وقع داخل مقر الأمن القومي بدمشق، والذي أدى إلى مقتل وزيري الدفاع والداخلية ومسؤولين عسكريين وأمنيين آخرين بارزين.