المستوطنون المتطرفون يسيطرون على قائمة الليكود الانتخابية

ليفني لدى إعلانها تشكيل حزب جديد: انتخاب نتنياهو من جديد كارثة

TT

على أثر فوز قادة الجناح اليميني المتطرف والمستوطنين على قائمة الليكود الانتخابية، خرجت رئيسة حزب «كديما» السابقة، تسيبي ليفني، بتصريحات هجومية شديدة اللهجة على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقالت إن انتخابه مجددا لرئاسة الحكومة سيكون بمثابة كارثة لإسرائيل وللشرق الأوسط بمجمله.

وكانت ليفني تتحدث، ظهر أمس، في تل أبيب معلنة تأسيس حزب جديد لها ستخوض به الانتخابات بعد أقل من شهرين. وقالت إنها قررت أن تحارب لكيلا يعود نتنياهو. وأكدت أنها ترشح نفسها لرئاسة الحكومة من جديد، طارحة «برنامجا سياسيا يحمل الآمال بأن ننتهز الفرصة الناشئة لتحقيق السلام مع الفلسطينيين والعالم العربي واستنفاد كل الإمكانات لتسوية مشكلات المنطقة بطرق سلمية، وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، ووضع برنامج لمواجهة آثار الأزمة الاقتصادية العالمية بطرق أنجع».

وقالت ليفني، إن حكومة اليمين تدير سياسة يفهم منها كما لو أن السلام هو كلمة نابية. وأكدت: «أنا أعود إلى الحياة السياسية لأكافح من أجل السلام الذي هو ليس (عبارة نابية)، ومن أجل الأمن الحقيقي الذي سيتم تحقيقه من خلال الحصول على دعم دولي لإسرائيل، وكذلك من أجل (إسرائيل اليهودية)، و(إسرائيل الديمقراطية)، التي يتمتع جميع مواطنيها بحقوق متساوية، بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية».

وهاجمت ليفني سياسة نتنياهو في الحرب الأخيرة على غزة، وقالت إن «حركة حماس خرجت من المواجهة العسكرية الأخيرة في قطاع غزة وقد عززت من قوتها ومن مكانتها السياسية. وهذا هو ثمن السياسة الخاطئة التي تنتهجها حكومة نتنياهو، كونها تجري مفاوضات مع (الإرهابيين)، وليس مع أولئك الذين يعملون لإحباط (عمليات إرهابية) من القادة الفلسطينيين». ورأت ليفني، أن النتيجة التي ستسفر عنها سياسة نتنياهو، هي إقامة دولتين فلسطينيتين، إحداهما تلك التي ستعلن في الأمم المتحدة على الرغم من أنف إسرائيل، والأخرى دولة حماس في غزة.

وقد هاجم قادة حزب الليكود ليفني، حتى قبل أن تدلي بهذه الأقوال، وقالوا في بيان صحافي عمموه على وسائل الإعلام صباح أمس، إن سياسة ليفني معروفة ومجربة، فهي التي جلبت حماس إلى قطاع غزة عندما قادت عملية الانسحاب الإسرائيلي البائس منه من طرف واحد. فيما هاجمها حزب العمل على قرارها خوض الانتخابات بشكل مستقل، مؤكدا أن هذا هو تفسيخ آخر للمعسكر اللبرالي الإسرائيلي سيفيد فقط أحزاب اليمين.

تجدر الإشارة إلى أن نتائج الانتخابات الداخلية في حزب الليكود، التي أعلنت فجر أمس، دلت على سيطرة المتطرفين على قائمة الحزب الانتخابية وهزيمة التيار المعتدل. فقد فاز بالمقاعد الأولى في اللائحة كل من موشيه فايغلين، المستوطن الذي نافس نتنياهو على رئاسة الحزب، ونواب مثل داني دنون وزئيف ألكين ويريف لفين وغيرهم، من أنصار أرض إسرائيل الكاملة والرافضين لأي تسوية للقضية الفلسطينية، والمطالبين بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل والذين يتفوهون بعدائية ضد المواطنين العرب ويحاولون تسييس الجهاز القضائي وتقييد الديمقراطية. وقد عقدوا صفقات أدت إلى سقوط ثلاثة وزراء اتسموا باعتدال نسبي في الحكومة الحالية، هم بيني بيغن، نجل الزعيم التاريخي لحزب الليكود مناحيم بيغن، ودان مريدور، وزير شؤون المخابرات وهو أيضا نجل أحد كبار زعماء الليكود، ووزير الدولة ميخائيل ايتان. كما سقط أحد المقربين من نتنياهو شخصيا، ما يعني أن هذه القوى لا تتردد في أن تتحداه، في حال اتخاذه قرارا أو نهجا لا يعجبهم. ومن هذا الجانب، اعتبرت هذه النتيجة هزيمة أيضا لنتنياهو.